انتصار

  • 0
  • ض
  • ض
انتصار

ما الذي يبيعه هذا الرجل بالضبط؟ يلفتنا مشهد الأغراض المكوّم بعضها فوق بعض، وقد بدا جليّاً أن معظمها في حالة غير جيدة. في أحد الجوانب كرسيّ مدولب، وقد تكوّمت فوقه بعض الأشياء. ثمة كرسي آخر تمّ تحويله إلى مدولب بصورة بدائيّة، يجلس الرجل فوقه، وفي حضنه كيس يحوي جزءاً من قوت اليوم. غير بعيد عنه، مُدّ حصيرٌ ووُضع فوقه خبزٌ يابس، وفي الجهة المقابلة حافظة ماء بلاستيكية. في العمق، أكوام متداخلة من «الكراكيب». هل هو بائع بالفعل؟ أم عابر سبيل جلس يلتقط أنفاسه؟ يمسك الفضول بأيدينا ويقودنا نحو الرجل، نلقي التحيّة، فيردّ بشفاه مرتجفة وتمتمة لا صوت لها، من دون أن ينظر إلينا. نسأل، فلا يردّ. الإطار العام مشهد من صباح حلبي، في حي بستان القصر، أحد الأحياء الشرقيّة الغارقة في البؤس. للدقّة، هذا واحد من أوفر تلك الأحياء حظاً، رغم خدماته السيئة، وتهالُك مبانيه وشقاء سكانه. نسينا أن نُذكّر بأن حلب قد شهدت قبل أسابيع احتفالات مسؤوليها بالذكرى الثالثة لـ«انتصار» هذه الأحياء، وسائر المدينة.

0 تعليق

التعليقات