اعتدنا في عالم كرة القدم أن تكون ملاعب أوروبا مقصداً للّاعبين المهاجرين من جميع قارات العالم، وخصوصاً من قارة أميركا الجنوبية، وتحديداً من الأرجنتين والبرازيل. بيد أننا في الآونة الأخيرة بدأنا نشهد هجرة معاكسة لنجوم أوروبا إلى القارة الأميركية، حيث أعاد الإنكليزي ديفيد بيكام فتح الباب (على مستوى النجوم) بعد الألماني «القيصر» فرانتز بيكنباور (انتقل إلى نيويورك كوزموس عام 1977) حيث حطّ نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد الإسباني السابق رحاله في نادي لوس أنجلس غالاكسي بمبلغ قياسي، ثم تبعه العام الماضي النجم الفرنسي تييري هنري إلى نيويورك ريد بولز والسويدي فريدي ليونبرغ إلى سياتل ساوندرز، ثم إلى شيكاغو فاير (تتداول تقارير صحافية احتمال عودته قريباً إلى سيلتيك الاسكوتلندي). الجديد هو إعلان النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعب ميلان الإيطالي نيته اختتام حياته في ملاعب أميركا قائلاً: «أريد أن ألعب عاماً أو عامين في مكان هادئ قبل أن اعتزل». من جانبه، فإن الفرنسي نيكولا أنيلكا، مهاجم تشلسي الإنكلزي، يريد أن يحذو حذو «ايبرا» بحسب ما كشف مدير أعماله قبل أيام لصحيفة «دايلي مايل» البريطانية.
أضف إلى ذلك، فإن شقيق واين روني نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي، جون، لاعب ماكلسفيلد تاون في الدرجة الرابعة في بلاده يستعد لبدء مغامرة جديدة في ملاعب أميركا، بعد خوضه في الآونة الأخيرة تجربتين مع فريقَي سياتل وبورتلاند.
قد نكون اعتدنا انتقال اللاعبين إلى الولايات المتحدة، لكن ما هو فريد من نوعه هجرة اللاعبين الأوروبيين إلى القسم الجنوبي من القارة الأميركية، وهذا ما حدث أخيراً مع النجم الإيطالي كريستيان فييري؛ إذ إن مهاجم ميلان وإنتر ميلانو ويوفنتوس ولاتسيو الإيطالية السابق يستعد لبدء تجربة جديدة في... البرازيل، حيث إن فييري سيقدَّم للصحافة قريباً بقميص فريق بوافيستا المنتمي إلى مدينة ريو دي جانيرو، الذي يلعب في الدرجة الثالثة. ويقول رئيس النادي جواو باولو ماغاليس لصحيفة «لانس» الرياضية المحلية: «كريستيان يبدو جيداً من ناحية اللياقة، وسيُقَدَّم للإعلام قبل أسبوع من بدء البطولة».
هذا بالنسبة إلى البرازيل. أما في ما يخص جارتها اللدودة الأرجنتين، فإن الفرنسي دافيد تريزيغيه، نجم هيركوليس اليكانتي الإسباني وذا الجذور الأرجنتينية، لم يخف رغبته في الانتقال إلى أحد الأندية هناك، وذلك في حديث أجراه أخيراً مع صحيفة «لا نسيون» الأرجنتينية.

سياحة وراحة بال

لا يخفى أن حياة اللاعبين في أوروبا ممتلئة بالضوضاء، وهي لا تسلم من تدخل الصحافة في شؤونها، حيث تحكمها المصالح ولغة «البيزنيس» قبل كل شيء. من هذا المنطلق، يأتي ازدياد رغبة نجوم أوروبا في الهجرة إلى القارة الأميركية بحثاً عن السياحة والهدوء على اعتاب الاعتزال، حيث أكد هنري لحظة وصوله إلى بلاد «العم سام» في حديث لمجلة «نيويورك تايمز» هذه المسألة، بقوله: «أحب طريقة العيش في أميركا. نيويورك كالحلم، لقد زرتها عشر مرات، قد يعارضني البعض في رأيي، لكنني أعتقد أنها تختلف تماماً عن أوروبا، فهناك أسير في الشارع من دون أن ينتبه إليّ أحد. أشتري البيتزا وأذهب إلى السينما من دون أن يعرفني أو يتكلم معي أحد».


إلى البرازيل دُر


بعدما اعتادت فقط تصدير اللاعبين، فإن قارة أميركا الجنوبية، وتحديداً البرازيل، ستكون ــ دون أدنى شك ــ موطئ قدم لعشاق كرة القدم ومستثمريها في السنوات الأربع القادمة مع استضافة بلاد بيليه (الصورة) وزيكو ورونالدو لمونديال 2014 في كرة القدم.