مرة جديدة، ندور حول كرة لبنان، كأنها شرّ لا بد منه، أو ربما الأخف «سرّ لا بد منه»، وفي كل حال أو تسمية هي لا تزال لعبة شعبية يسأل عنها قليل من الناس، بعدما هجرتها الأكثرية... وربما إلى غير رجعة، ولكنها ماشية

علي صفا
مضى الأسبوع الرابع من بطولة الدوري، وسجل نتائج ومشاهدات ومشادات وسقطات داخل ملاعب بأبواب فالتة، وقرارات وهمية تائهة بين رغبة الاتحاد وتجاهل الأمن ووجوه مدسوسة تفتعل شتائم وطلقات، بحضور عشرات معظمهم من الإداريين والإعلاميين على مدرجات مهجورة.
هنا، لا بد من إضافة على هذا الواقع المريض المعشّش تحت اسم الموسم الجديد لكرة القدم اللبنانية، حيث تحركت نوادي الأولى لتضع «ميثاقاً» وتحاول أن تؤدي دوراً لوقف التدهور... ولكن من يوقف هذه العجلة؟
فنياً: فرزت مباريات الأسابيع الأربعة، وتفوّق العهد والانصار والصفاء في المراكز الثلاثة الاولى، وتراجع النجمة رابعاً من الصدارة بسقوط قاس أمام العهد بخماسية كشفت هشاشة تشكيلته المرتجلة (بعد ثلاثة انتصارات عادية على الإخاء والساحل والسلام) وصدمت المتابعين «أف خمسة.. شو صار!» جرى هذا أمام أعين مديره الفني الجديد الجزائري محمود قندوز الذي قال «هذا خيال فريق»، فصدم الإدارة والمعنيين، وخصوصاً الدخلاء الذين رأوا أن هذا الفريق هو «فريق الأحلام» الذي سيخطف الألقاب والأبصار، وأن الخسارة الخماسية هي طبيعية، متجاهلين حقيقة التشكيلة المسلوقة للفريق دون احتياط مناسب لصفوفه (لم يكن هناك بديل لقلب الدفاع بلال نجارين) وأن هذا ليس فريقاً يمثل النجمة صاحب الشعبية الأكبر وروح الملاعب اللبنانية... لأنهم دخلاء كرة يتولّون أشهر ناد محلي.

قندوز: نظرة فأسف فمشروع

من خلال فهمنا لعقلية هذا المدرب المحترم، ووصفه للفريق بأنه «خيال فريق»، نتوقع أن يطرح على الإدارة ضرورة تشكيل فريق جديد من الصفر (معظمه من الشباب)، وإعداده على أسس علمية ونظام، وذهنية متطورة، وتطعيمه بلاعبين أجنبيين في مرحلة الإياب لمواجهة هذا الموسم استعداداً للمستقبل.
فهل تستجيب الإدارة لهذا؟ وهل يسهّل ذلك بعضُ «الطحالب» الذين اعتادوا التدخل في شؤون المدربين، رغم أن المدربين المحترمين لا يسمحون بذلك (كما الجهاز الفني السابق) والمدرب قندوز مثلهم أيضاً، أم يعتذر قندوز ويبتعد كما ابتعد سابقوه من الفهمانين الناجحين مثل الجزائري رشيد مخلوفي والمصريين فاروق السيد وزيزو والألماني بفيستر... فغادر هؤلاء مع الأسف إثر تدخلات من أغبياء لتبقى المشاكل معشّشة في أرجاء النجمة، وصولاً الى هذا الواقع الأسوأ في تاريخ النادي! فكيف سيأتي قدر الإنقاذ هذه المرة؟
الجمهور: بين الإدارات والزعرنات
من يعرف حقيقة مفاتيح أبواب ملاعب الكرة وأسرارها فليخبر الناس، من الاتحاد أو الأمن أو النوادي أو الإعلام أو من الغيب.
أبواب تفتح، وأبواب تغلق، وقرارات مبهمة المصدر، والمهم، أن أناساً يجلسون على المنصات والمدرجات نسميهم الجمهور،
عددهم يتراوح بين خمسين ومئتي شخص، وهو أرخص وأبخس عدد في تاريخ اللعبة...

متى تعلن نوادي الأولى «الميثاق» وبرنامج الإصلاح والتطوير؟
وبين هذه المشاهد البائسة، سجلت حوادث مذلّة بين شتائم لرموز من ميكروبات مذهبية تتسلل الى الملاعب، وإطلاق نار على ملعب بيروت البلدي (ربما دعماً لمشروع هدمه)، ومشهد سكين يلاحق لاعباً في ملعب صور، إضافة الى «كليبات» مشوّهة، يقف حيالها الاتحاد شبه مراقب ويكتفي بغرامات وعقوبات دون حلول جذرية لها، مفضّلاً صبّ اهتمامه الأكبر على مبارزة «من سيصوّت باسم لبنان» في الانتخابات الآسيوية ـ الفيفوية!
وهكذا تسير الكرة تحت وصاية الاتحاد.

نوادي الأولى: ميثاق

أمام هذا الفيلم المزري الطويل، تحركت نوادي الدرجة الاولى أخيراً لتؤلف لجنة تفرض وجودها وصوتها في معالجة شرود الاتحاد وتدهور اللعبة وتجاهل مصالحها... فلجأت الى وضع «ميثاق» ورؤية للإصلاح والتطوير، ولكن هل يمكنها التواصل والصمود والتحرر من القيود السياسية؟
إن معظم نوادي الأولى ترتبط أو تُربط بمراجع سياسية تتحكم فيها وتوجهها، أو مراجع تدعمها مالياً فتمون عليها، عدا قلة منها أمثال نوادي الساحل والمبرة والعهد، إضافة الى موقف جذري من رئيس نادي الانصار كريم دياب من الاتحاد، وهناك غيرهم ربما. فعلى من سيسقط القرار الظني؟
وهناك المشكلة الكبرى في مصادر ميزانيات الأندية، حتى الكبرى منها. وماذا لو لم يدفع «الحريري» أخيراً للنجمة وللراسنغ وغيرهما؟ (قيل إنه لم يدفع للأنصار!)
وتبقى الخلاصة في إعلان «ميثاق النوادي» وبرنامج الإصلاح والتطوير، وعلاقتهما باتحاد اللعبة الذي جددت ثقتها به معظم نوادي لبنان على «ولا شي»، وهو ما أوصل اللعبة إلى «ولا شي». واللعبة ماشية... والقرار الظني في الانتظار.


منع الجمهور

ذكر موقع ليبانيز غول أنّ هناك توجّهاً من جانب وزارة الشباب والرياضة لطلب منع الحضور الجماهيري خلال مباريات كرة القدم بعد الأحداث الأخيرة. ولدى الاستفسار من المدير العام للوزارة زيد خيامي (الصورة) نفى أن يكون لديه أيّ علم بالموضوع، كما أن مصادر مقربة من الوزير علي عبد الله نفت علمها أيضاً، علماً أن الموضوع يستحق الدرس.