gracias مارادونا أو شكراً مارادونا على ما قدمته إلينا خلال مسيرتك الكروية المظفّرة. شكراً أيها الأسطورة التي لن تنطفئ لأنك أدخلت البهجة إلى قلوبنا ذات حقبة من التاريخ. في عيد مولدك الخمسين لا يسعنا إلا أن نحتفي بك ونحيّيك بلغتك بكلمة: شكراً
حسن زين الدين
لم يكن يوم السبت 30-10-2010 عادياً بالنسبة إلى عشاق كرة القدم حول العالم، إذ في هذا اليوم احتفل «المسحورون» بالأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا بعيد ميلاد «معبودهم». وأي عيد ميلاد وقد بلغ «الولد الذهبي» كما يلقّب عامه الخمسين. هكذا، فإن هذه المناسبة لم تمرّ طبعاً مرور الكرام. كيفما بحثت في ذلك اليوم في محركك الإلكتروني على شبكة الإنترنت فستطاردك المقالات التي تهنّئ هذا اللاعب العظيم وتحتفي به. موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أفرد تقريراً واسعاً على صفحته الرئيسية تحت عنوان «دييغو في الخمسين»، تطرّق فيه بالتفصيل إلى مسيرة مارادونا منذ ولادته في حي فيلا فيوريتو الفقير في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس وصولاً الى أهم المحطات في مسيرة الأيقونة.
بدورها لم تغب صحف الأرجنتين عن الحدث رغم حالة الحداد التي عمّت البلاد بعد وفاة الرئيس السابق نيستور كيرشنير، هكذا عنونت صحيفة «لا نسيون»: «الرقم عشرة في ميلاده الخمسين»، من جهتها، كان عنوان صحيفة «بيونس أيريس هيرالد»: «مارادونا بلغ الخمسين»، وذكّرت في مقالها بأهم لحظات دييغو الكروية.
أما موقع «دوتش فيله» الألماني، فقد كان احتفاؤه بمارادونا فريداً، إذ أجرى مقابلة مع اللاعب الدولي الألماني السابق غيدو بوخفالد، الملقّب في بلاده بـ«دييغو»، لأنه أُوكلت إليه مراقبة مارادونا خلال نهائي مونديال 1990 في إيطاليا، الذي حسمه الألمان لمصلحتهم، وقد وصف فيها بوخفالد مارادونا بـ «الرائع».
كما وجّه النجم الايطالي اليساندرو دل بييرو رسالة عبر موقعه الشخصي لمارادونا اعتبر فيها الأخير «علامة فارقة في تاريخ كرة القدم».
ولم يخلُ هذا اليوم من مفاجآت، إذ كشف الايطالي أريغو ساكي، مدرب ميلان التاريخي، لصحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت»، أنّ رئيس ميلان سيلفيو بيرلسكوني كان يعشق مارادونا إلى حد الجنون، وكان يود التعاقد معه إلا أنّ تعلق الأخير بنابولي حال دون ذلك.
بدوره، كشف مارادونا في مقابلة مع صحيفة «أوليه» الأرجنتينية أن ثاني أفضل هدف أحرزه في حياته، بعد ذلك الذي سجله في مرمى إنكلترا في مونديال المكسيك عام 1986، كان في مرمى ريال مدريد حينما كان يلعب في برشلونة قبل حوالى 27 عاماً، وذلك في نهائي كأس الملك على ملعب «سانتياغو برنابيو» في 26 كانون الأول 1983.
إذاً كان مارادونا الحدث يوم السبت الماضي، لكن دييغو لم يكن سعيداً في يومه هذا. بهدوء احتفل في منزله في ضاحية «ايزيزا» مع عائلته الصغيرة بعيد ميلاده الذي وصفه بـ«الأتعس» في حياته، إذ فضلاً عن أنه تصادف مع حالة الحداد في البلاد فإنّ الخسارة التي لقيها المنتخب الأرجنتيني أمام ألمانيا في نهائيات مونديال 2010 ما زالت تلقي بظلالها عليه، فقد قال مارادونا لصحيفة «أوليه»: «إنه عيد الميلاد الأتعس في حياتي، عيد الميلاد الذي لا أرغب في الاحتفال به. لدي شيء في صدري لا يدعني أحتفل».
وردّ مارادونا بوضوح عندما سُئل عن الهدية التي كان يتمنى الحصول عليها في عيد ميلاده قائلاً: «المنتخب».
على أي حال ومهما كانت الظروف، لا يسعنا إلا أن نخاطب مارادونا في هذه المناسبة بلغته: «gracias» دييغو على كل شيء. شكراً على ما قدمته إلى كرة القدم. شكراً لأنك أدخلت البهجة إلى قلوبنا. شكراً، فأنت الأفضل.


سبعينية بيليه

لا يخلو عالم كرة القدم من المصادفات. فيوم السبت قبل الماضي احتفل النجم البرازيلي السابق بيليه (الصورة) بعيد ميلاده السبعين. وقد كانت مناسبة لأن تفتح بعض الصحف دفاتر الماضي بين النجمين، وتحلّل من كان الأفضل، إضافةً إلى تطرقها إلى حالة العداء بينهما، التي كان آخر فصولها وصف بيليه مارادونا بـ«المثال السيّئ للشباب».