لن تمشي وحيداً أبداً». لطالما أنشدت جماهير ليفربول هذه الأغنية الشهيرة لفريقها، لكن النادي يبدو في حالة يرثى لها، إذ تتقاذفه الأمواج من كلّ حدبٍ وصوب، وسط ترنّح على المستويين الفني والإداري، ما دفع أمس مجلس الإدارة الى بيعه لمجموعة «نيو إنغلند سبورتس فنتشرز»
حسن زين الدين
ما الذي يحدث في نادي ليفربول العريق حالياً؟ هذا النادي الذي تأسس عام 1892 والذي حقق المجد لبريطانيا برمّتها ذات حقبة من التاريخ. هو النادي الذي حمل لقب الدوري الإنكليزي 18 مرة ولقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، الذي كان يضمّ في صفوفه ذات يوم لاعبين على شاكلة الأسطورتين الويلزي إيان راش والاسكوتلندي كيني دالغليش، وعلى رأسهم المدرب بوب بايزلي وبعدهم الموهبة الفذة مايكل أوين وستيف ماكمانمان والألمانيان كارل - هاينتس ريدله وديتمار هامان.
هو النادي الذي يحمل اسم أحد أشهر المدن الإنكليزية، الذي لطالما أنشدت له جماهيره العاشقة أغنية: «لن تمشي وحيداً أبداً». لكن النادي في الوقت الحالي يبدو وحيداً، في العناية الفائقة، يعاني كسفينة تترنح يميناً ويساراً بانتظار السقوط المدوّي والخبر الأسوأ: ليفربول من الدرجة الممتازة الى الأولى؟ قد يبدو هذا السيناريو للوهلة الأولى غير واقعي ولا يتقبّله عقل، لكن نتائج الفريق الكارثية هذا الموسم تنذر بأسوأ السيناريوهات. هل يعقل أن النادي بعد 7 مراحل في الدوري الإنكليزي الممتاز يقبع في المركز الثامن عشر برصيد 6 نقاط فقط من فوز يتيم و3 تعادلات ومثلها خسائر، وأكثر من ذلك فقد ودّع الفريق مسابقة كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة على يد فريق من الدرجة الرابعة هو نورثامبتون تاون!
كذلك فإنه يقدّم أداء متذبذباً في مسابقة «يوروبا ليغ» التي يشارك فيها بعد فشله في الحصول على المركز الرابع في الموسم الماضي، وهو الأمر الذي أدى الى ابتعاد المدرب القدير الإسباني رافاييل بينيتيز، الذي كان رحيله خسارة كبيرة للنادي وقد ظهرت ملامحها في الموسم الحالي في ظل قيادة المحلي روي هودجسون القادم من فولام.
إذاً، هل يتحمّل هودجسون المسؤولية وحيداً؟ بالتأكيد لا، إذ إن الرجل يقف عاجزاً أمام تركة ثقيلة خلّفها وراءه بينيتيز، فهودجسون لم يُستقبل في موسمه الأول بتعاقدات ضخمة تثلج صدره، إذ تعاقد النادي مع لاعبين على شاكلة الدنماركي كريستيان بولسن من يوفنتوس الإيطالي والصربي ميلان يوفانوفيتش من ستاندار لياج البلجيكي، بينما خسر جهود دينامو خط الوسط الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو.
إذاً، فإن المسؤولية الأولى تقع على الإدارة المتخبطة ونعني هنا المستثمرين الأميركيين طوم هيكس وجورج جيليت اللذين من وقت تسلّمهما دفة النادي و«الريدز» في تراجع مخيف، وهما القادمان من بلاد «العم سام» التي لا تفقه في كرة القدم إلا قليلاً، ما حدا بالجماهير الى رفع لافتات تطالب برحيلهم، وهذا ما أدى الى موافقة الإدارة على بيع النادي لمجموعة «نيو انغلند سبورتس فنتشرز» التي تملك فريق بوسطن ريد سوكس الأميركي للبيسبول، بحسب بيان نشر أمس في موقع النادي الرسمي على شبكة «الإنترنت». وجاء في بيان نشره النادي المثقل بالديون: «يعلن ليفربول أن مجلس الإدارة وافق على بيع النادي لنيو انغلند سبورتس فنتشرز. تملك نيو انغلند سبورتس فنتشرز حالياً محفظة من الشركات تضم بوسطن ريد سوكس (بيسبول)، نيو انغلند سبورتس نتوورك، فنواي سبورتس وراوش فنواي للسباقات». وقال مارتن براوتون رئيس ليفربول: «أنا سعيد لتمكننا من إنهاء صفقة البيع الوافية والمستفيضة. قرر مجلس الإدارة قبول العرض على أساس أنه التقى مع أفضل المعايير المحددة أصلاً للمالك الجديد. تتمحور فلسفة المجموعة حول الفوز وهي برهنت ذلك مع ريد سوكس».
وأضاف بروتون: «قابلناهم في بوسطن ولندن وليفربول لعدة أسابيع، وأنا متأثر بما حققوه وبرؤيتهم لنادي ليفربول».
إذاً النادي الأعرق في إنكلترا أمام مرحلة تغييرية قد تظهر مفاعيلها خلال فترة الانتقالات الشتوية. هودجسون مشغول برأب الصدع، ومالكاه الأميركيان منصبّان على تفاصيل إتمام عملية البيع. لم يبقَ إذاً إلا على الجمهور الأحمر العريق أن ينشد: «ليفربول لن تمشي وحيداً أبداً» إذ لربما تعيد هذه الكلمات الحياة للفريق المترهّل!


الصفقة تنتظر موافقة المالكَين!