توّجت بيروت «زعيماً» جديداً لكرة اليد الآسيوية وهو السد اللبناني الذي تسيّد القارة الأكبر، للمرة الأولى في تاريخه الممتد على مدى أربع سنوات فقط، بفوزه على مضر السعودي، وجاء السد القطري ثالثاً
أحمد محيي الدين
شدّد السد اللبناني قبضته على لقب بطولة النوادي الآسيوية لكرة اليد، للمرة الأولى في تاريخه، ليتسيّد القارة الصفراء بطلاً بفوزه أمس على مضر السعودي 33-28 (الشوط الأول 19-12) في المباراة النهائية في قاعة مجمع عاشور الرياضي في بيروت، بحضور وزير الشباب والرياضة علي عبد الله ورئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه ورئيس الاتحاد اللبناني عبد الله عاشور ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي الإيراني علي رحيمي وجمهور غفير فاق ألفي متفرج.
وكانت «الثالثة ثابتة» مع الفريق اللبناني، فحقق المركز الخامس في البطولة الـ11 في السعودية والمركز الثاني في البطولة الماضية في الأردن.
وقدّر للسد العالي اللبناني أن يصل الى أسمى المراحل القارية والعالمية، رغم حداثة تأسيسه قبل أربع سنوات، ليكسب رئيس النادي تميم سليمان رهانه مع نفسه في تسطير الإنجازات. وسيلعب السد في بطولة العالم للقارات في الربيع المقبل. ونال الفريق السعودي الثناء والتحية لكونه فاجأ الجميع وحلّ وصيفاً رغم قلة خبرة لاعبيه.
وبالعودة الى ربيع كرة اليد اللبنانية الذي أزهر أمس البطولة القارية، فاستهل السد المباراة بطريقة دفاعية تعتمد إغلاق المنطقة والاستفادة من الهجمات قدر المستطاع، فلعب رولو دروتو في حراسة المرمى والذود عن مرماه ببسالة لم يقدمها قبلاً، والأخوان ماهر ومحمد همدر كجناحين، وألكسندر ساشا موزعاً والظهيران بويان بوتوليا ودايان دوبردجييف وذو الفقار ضاهر كلاعب دائرة وأبقى المدرب الصربي نجميه المصري أحمد الأحمر وفلاديكا ستويانوفيتش على مقاعد البدلاء في ربع الساعة الأول، فيما خاض المدرب الجزائري لمضر كمال مادون ربع الساعة الأول بحذر شديد مع اللعب بطريقة دفاع متقدم ضاغط، مع الاعتماد على الجناحين في تطبيق المحاولات الهجومية عبر أحمد العبد العلي وماجد أبو الرحى في الميسرة وحسين الخضرواسي موزعاً ومهدي السالم ضارباً والتونسي وجدي براير ظهيراً، وتعادلت الأرقام 3-3 ثم دانت السيطرة للسد الذي وسع النتيجة بسرعة الى 8-3 بسبب فقدان التركيز لدى السعوديين، ما دفع مادون الى طلب وقت مستقطع، وتقلصت النتيجة بعده الى 15-12، واحتج إداريو مضر على أداء الحكام من دون مبرر الى توتير فريقهم أكثر مع نهاية النصف الأول 19-12.
وشهدت انطلاقة الشوط الثاني فورة سعودية فتقلص الفارق الى 19-16، إلا أن الرد اللبناني جاء قاسياً عبر الأحمر (7 إصابات) وبوتوليا (7) وضاهر (6) ودوبردجييف (5) ومن خلفهم ستويانوفيتش (1) ودروتو، فاهتزت الشباك السعودية بـ8 إصابات متتالية، الأمر الذي صعب على السعوديين العودة الى أجواء المباراة وحاولوا تقليص الفارق مراراً مع تسرّع اللبنانيين نحو التتويج 32-28 مع تألق أبو الرحى (7 إصابات) ومهدي السالم (7) وأنهى أحمد شاهين إصابات البطولة ورفع النتيجة الى 33-28 قبل النهاية بـ5 ثوان. قاد المباراة الحكمان الإيرانيان محسن كرباشي ومجيد كولاه دوزا.
وعقب المباراة، سلم عاشور كأس المركز الثالث الى السد القطري، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي علي رحيمي كأس المركز الثاني الى مضر، والوزير علي عبد الله كأس المركز الأول الى كابتن السد اللبناني ذو الفقار ضاهر.

مباراة المركز الثالث

وصعد السد القطري الى منصّة التتويج كثالث البطولة إثر تغلبه على ذوب آهن الإيراني 28 – 26 (الشوط الأول 16 – 11). وكان أفضل مسجل للسد القطري التونسي سليم هيدوي بـ 9 إصابات، ولذوب آهن مسعود زوهرابي بـ 9 إصابات.


سليمان: على قدر المسؤوليّة

لم يستطع رئيس نادي السد تميم سليمان (الصورة) التعبير عن شعوره، عاجزاً عن وصفه، لكنه تقدم بالشكر لكل من أسهم بهذا الإنجاز ورفع الراية اللبنانية، وخصّ بالشكر رئيس الجمهورية والوزير وعائلته الصغيرة واللاعبين، موضحاً أن التعب لم يذهب هدراً، وعلى الفريق أن يكون على قدر المسؤولية.