يبدو أن كل شيء يفعله «الفيفا» يثير الجدل، من تصنيفه للمنتخبات، إلى التصويت لاستضافة المونديال، ووصولاً إلى الجوائز الفردية حيث كانت المفاجأة استبعاد دييغو ميليتو من قائمة المرشحين لأفضل لاعب في العالم
شربل كريم
أصبح من شبه المؤكد أن المعايير التي يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم في تحديد «الأفضل» على الصعد كلها لم تعد مقنعة بالنسبة إلى الرأي العام، إذ بعيداً عن الفضائح الإدارية التي تهزّ «الفيفا» حالياً، تبرز «فضائح» في ما يختص بتصنيف المنتخبات الصادر عنه شهرياً، وقد برزت علامة التعجّب في آخر لائحة عندما تخطى المنتخب البرازيلي نظيره الالماني بنحو لا تفسير له، والدليل أن البرازيليين خاضوا أخيراً مباريات ودية انتهت بانتصارات سهلة، بينما واجه الألمان مهمات أصعب في ساحة التصفيات المؤهلة الى كأس أوروبا 2012 حيث خرجوا بانتصارات لافتة.
لكن ما يفترض التوقّف عنده أكثر من غيره هو مسألة إسقاط اسم المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو عن لائحة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم، وذلك بعدما خاض اللاعب موسماً خرافياً مع فريقه إنتر ميلانو الإيطالي وقاده بكل ما للكلمة من معنى إلى تحقيق ثلاثية تاريخية عبر الفوز بثنائية الدوري والكأس المحليين، إضافةً الى مسابقة دوري ابطال أوروبا حيث وقّع على هدفي الفوز في مرمى بايرن ميونيخ الألماني في المباراة النهائية.
فعلاً، لا يمكن تفسير ما استند إليه «الفيفا» لإبعاد ميليتو عن لائحة الافضل، فهو بلغ قمة مستواه في الموسم الماضي بتوقيعه على 30 هدفاً في 51 مباراة في المسابقات المختلفة. وهذه نقطة لفتت الاتحاد الأوروبي للعبة الذي لم يتأخر في منحه جائزتي أفضل مهاجم وأفضل لاعب في دوري الأبطال بعدما سرق الأضواء من الجميع.
ولا يمكن القول إن ميليتو لعب مع فريق صغير، الأمر الذي وضعه

يستحقّ ميليتو كل التقدير، و«الفيفا» كل السخرية
بعيداً من الترشيحات، كما لا يمكن تبرير أن جلوسه على مقاعد البدلاء في نهائيات كأس العالم 2010 كان وراء «إعدامه» بهذه الطريقة، إذ هنا نتكلم عن جائزة أفضل لاعب في العالم على مدار موسم كامل وليس عن تلك المباريات القليلة التي يلعبها منتخب ما في المونديال (7 مباريات حدّاً أقصى). لكن من خلال الأسماء المطروحة يبدو جليّاً أن للمونديال كلمته، وتأكيد هذه النقطة يأتي عبر طرح اسم الغاني أسامواه جيان الذي خاض موسماً عادياً مع رين الفرنسي، لكنه قدّم مستوى مميزاً في أبرز تظاهرة كروية.
هل جيان أفضل من ميليتو؟ وهل يستحق الارجنتيني الإبعاد عن «اللائحة الذهبية»؟
الجواب عن السؤالين هو طبعاً لا (مع التشديد). وهو جواب ينطبق أيضاً على السؤال عما إذا ما كان ميليتو يستحق الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم، في ظل منافسة نجم «أسطوري» عليها هو مواطنه ليونيل ميسي، أو آخر صاحب إنجاز استثنائي أي الاسباني أندريس إينييستا مسجل هدف الفوز لبلاده في نهائي المونديال. لكن في كل الأحوال يستحق ميليتو كل تقدير، بينما لا يمكن سوى السخرية من «الفيفا» الذي يزيد يوماً بعد يوم الشكوك حول صدقيته.


موراتي مصدوم لعدم ترشيح ميليتو

أشار رئيس إنتر ميلانو ماسيمو موراتي إلى أنه شعر بالصدمة عندما عرف أن اسم مهاجم ناديه دييغو ميليتو ليس ضمن لائحة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم. وقال موراتي: «أنا آسف جداً لاستبعاد ميليتو من المنافسة على نيل الكرة الذهبية. لقد اتصلت به لأخبره بأن هذا القرار غير معقول. بصراحة لا أعلم بماذا يفكّرون».