رغم الصفقات المليونية التي عقدها مانشستر سيتي الانكليزي في سوق الانتقالات الصيفية، الا أن نتائجه مع مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني لا تبشّر بالخير في الوقت الذي يعزف فيه مواطنه كارلو أنشيلوتي لحناً جميلاً مع تشلسي
حسن زين الدين
بعد إقفال سوق الانتقالات الصيفية، يبدو جليّاً أن نادي مانشستر سيتي كان الأنشط في تداولاتها على المستوى الإنكليزي، اذ استطاع أن يقف في الواجهة التي شغلها تشلسي في الأعوام الأخيرة من خلال الصفقات الكبيرة التي أبرمها. وبعدما وصل هذا الأخير الى «الفورمة» المطلوبة لتحقيق الألقاب، جاء الدور على «السيتي» ليدخل سوق الانتقالات بقوة فصرف حوالى 100 مليون جنيه استرليني لإبرام صفقات، كان أبرزها قدوم الإسباني دافيد سيلفا من فالنسيا والإيطالي ماريو بالوتيللي من انتر ميلانو والعاجي يايا توريه من برشلونة الإسباني والألماني جيروم بواتنغ من هامبورغ والصربي ألكسندر كولاروف من لاتسيو.
إذاً 100 مليون جنيه استرليني كان سبقها حوالى 250 مليوناً في الموسمين الماضيين، كل ذلك من أجل بناء فريق يستطيع الفوز بلقب الـ«بريميير ليغ» الذي لم تعرفه خزائن النادي طوال 42 عاماً، كما لم يفز أيضاً بلقب الكأس المحلية منذ 41 عاماً. من هنا ثمة أوجه شبه بين نادي الشيخ الإماراتي منصور بن زايد ونادي الروسي رومان أبراموفيتش الذي عاد بعد صفقاته الكبيرة منذ 3 مواسم لتذوق طعم الانتصارات في البطولات، وحتى كان قريباً من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا.
فكيف هي الحال في مانشستر سيتي؟ بالطبع، لا تكفي هذه الصفقات وحدها لأن تجعل الفريق من الأوائل في الدوري الإنكليزي الممتاز، حتى إن «السيتي» لم يستطع في الموسم الماضي بقيادة روبرتو مانشيني المشاركة في دوري أبطال أوروبا، وكان موسمه خاسراً بكل المقاييس، ما دفع الإدارة الى التحرك هذا الموسم في سوق الانتقالات لرأب الصدع. لكن رغم ذلك، فإن انطلاق الموسم الجديد لا يحمل بشائر جيدة لمانشستر سيتي الذي يقبع في المركز التاسع بفارق 5 نقاط عن تشلسي المتصدر، حتى إن ثمة تذبذباً في نتائجه، إذ بعد تعادله في الجولة الأولى أمام توتنهام هوتسبر 0-0، حقق فوزاً مهماً على ليفربول (3-0) الذي يعاني ما يعانيه في الجولة الثانية، ثم عاد ليسقط بغرابة أمام سندرلاند 0-1 في الجولة الأخيرة.
هنا لا بد من التوقف عند نقطة برزت في الفريق وهي عودة مانشيني لاعتماد أسلوب «الكاتيناتشو» الدفاعي الذي أتقنه في صفوف انتر ميلانو من دون الأخذ في الحسبان نوعية كل من البطولتين في إيطاليا وإنكلترا، وحتى إنه أجرى تدعيمات يغلب عليها الطابع الدفاعي عبر الثلاثي توريه وبواتينغ وكولاروف في الوقت الذي يبدو فيه الفريق جيداً من هذه الناحية من خلال وجود المتألق ميكا ريتشاردز وواين بريدج في الدفاع والمميز غاريث باري في منتصف الملعب، فهل يعقل أن يشترك كل من باري وتوريه والهولندي نايجل دي يونغ أصحاب النزعة الدفاعية في الوسط في تشكيلة واحدة؟
لا شك بأن فلسفة مانشيني الدفاعية قد تؤتي ثمارها، إذ إن الفريق لم يتلقّ سوى هدف واحد في ثلاث مباريات، فيما سجل فقط ثلاثة أهداف، وفي مباراة واحدة، لذا من المفيد أن يلقي مانشيني بطرفة عين الى المقلب الآخر في إنكلترا وتحديداً الى العاصمة لندن حيث يعزف مواطنه كارلو انشلوتي لحناً جديداً وفريداً بالاعتماد على القوة الهجومية، الى جانب الدفاع، مسجلاً حتى الآن 14 هدفاً من دون أن تتلقى شباك فريقه أي هدف!


سيلفا بحاجة إلى الوقت


رأى روبرتو مانشيني أن لاعب وسط الفريق الجديد دافيد سيلفا (الصورة) القادم من فالنسيا بحاجة الى الوقتٍ ليتأقلم مع الدوري الإنكليزي، بقوله في تصريحٍ لموقع النادي على «الإنترنت» بعد اللقاء الذي خسره فريقه أمام سندرلاند: «سيلفا بحاجة الى الوقت. إنه لاعب رائع، لكن أسلوب اللعب في إنكلترا يختلف عن إسبانيا».