strong>قبل خمسة أسابيع من انطلاق الدوري اللبناني لكرة القدم، لا تزال الأندية في جميع الدرجات تبحث عن مصادر تمويلية تجعلها قادرة على المواصلة في المنافسة وتسد ثُغرة من الثُّغر المادية
لا شك في أن فريق التضامن صور الذي طالما عُدّ «سفيراً للجنوب» اللبناني في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، منبع ورافد للعبة والمنتخب باللاعبين والجمهور. وبعدما توّج بطلاً للدوري والكأس موسم 2000ـ2001 (جرّده الاتحاد حينها من اللقب على خلفية التلاعب بالنتائج، ما أدى إلى تغيير الاتحاد بعدها) تراكمت المشاكل المادية على التضامن، حيث تركه أولاً الرئيس علي أحمد، ثم أصاب اليأس الرئيس الآخر وهبي وعانى النادي بعدها ونافس مراراً للهرب من الهبوط إلى الدرجة الثانية، وكان الهدف الحفاظ على الموقع في الدرجة الأولى. وأحرز التضامن بطولة دوري الآمال 2008ـ2009، وعُدّ هذا الإنجاز بارقة أمل في عودة «سفير الجنوب» إلى موقعه الطبيعي في المنافسة في المواسم التي تلي هذا الانتصار، إلا أنه لا أحد انتبه لهذا النادي الذي تآكل بفعل الديون التي أهلكته، الأمر الذي دفع القيّمين على النادي إلى اتخاذ قرار بالانسحاب.
وهذا الأمر يتكرر للمرة الثانية في غضون ثلاثة مواسم، إذ سبق لنادي طرابلس أن انسحب من بطولة 2007ـ2008، والسبب مادي أيضاً.
وهناك نواد أخرى لا تزال تبحث عن «عصب الرياضة»، والأمر الذي يجعلها تخوض المنافسات تأديةً للواجب.
وأشار أمين سر النادي الصوري وعرّابه سمير بواب إلى أن عدة أسباب تجعل الفريق غير قادر على الاستمرار في الدرجة الأولى، والأساسي في هذه الأسباب هو الأموال، إضافة إلى وضع اللعبة «المهترئ». وأوضح بواب أن الدعم كان محدوداً، إلا أن العجز تكاثر رغم تواضع الميزانية مقارنة بباقي الأندية. وعن مصير اللاعبين والجهاز الفني فتح بواب الباب أمام اللاعبين الراغبين في الانتقال، وأكد المشاركة ببطولات الفئات العمرية.
أما الرئيس الفخري للنادي، علي زبد، فشكره بواب على عطاءاته إلا أن ما قدمه لم يكن على قدر الطموحات، إضافة إلى «دخول بعض الحسّاد على الخط مع الحاج علي». وكان النادي الصوري قدم موسماً ممتازاً العام الماضي وحلّ في المركز الخامس فترة طويلة، رغم صغر أعمار اللاعبين والميزانية الضئيلة. وأشار مصدر في النادي إلى أن القرار متخذ، وهناك مهلة لأسبوعين لاتخاذه نهائياً، وذلك أملاً في أن يلتفت أحد إلى النادي. وكانت التمارين قد انطلقت الاثنين الماضي بحضور عدد كبير من اللاعبين وبقيادة المدير الفني محمد زهير. وقد حدد البند الرابع من المادة الثالثة للنظام الأساسي لاتحاد كرة القدم «أن أعمال الاتحاد تشمل رعاية ومراقبة الجمعيات والأندية، والتأكد من صحة تنفيذها للقوانين والأنظمة الرسمية وقوانين الاتحاد والمساعدة على فضّ الخلافات التي تنشأ بين جمعية وأخرى».
وجزم النائب الأول لرئيس الاتحاد ريمون سمعان بأنه لا مجال لإلغاء البطولة؛ لأن الاتحاد نظم بطولات في أسوأ الظروف، وذلك رداً على مطالبة البعض بإلغاء الموسم، وأردف سمعان قائلاً: «الدستور اللبناني لا يطبقه أحد، وهذه البنود والمواد موجودة في نظام الاتحاد، لكن هناك ظروف تجعلنا لا نعمل بها، والاتحاد بالكاد يراقب نفسه فكيف يقوى على مراقبة الأندية، ويجب إرسال كتب شكر إلى الأندية التي توفّر مواردها»، وختم سمعان بأن الاثنين المقبل ستعقد جلسة للاتحاد وستُناقَش مجمل المستجدات فيها. وبيّن مصدر اتحادي ماهية العقوبة التي تطال فريقاً منسحباً من بطولة بإنزاله إلى درجة أدنى مع عقوبة مالية.
لا تزال أندية الدرجة الأولى تعاني على عتبة كل موسم من انعدام مواردها، إذ إن ناديي الراسينغ والنجمة حالياً يعانيان الأزمة عينها، فأين المهتمون بالرياضة اللبنانية والوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات من هذه المعضلة المتكررة، وهل من مشروع لتحويل الأندية إلى مؤسسات؟


فرح: الانسحاب ليس حلاً