شكلت مشاركة منتخب لبنان في بطولة العالم لكرة السلة خيبة للجمهور اللبناني، وخصوصاً أن الآمال كانت كبيرة بالتأهل الى الدور الثاني، ما أثار أسئلة عديدة طُرحت حول مدرب المنتخب توماس بالدوين بعد العودة
عبد القادر سعد
لولا الكلمة المعبرة لنائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة روبير أبو عبد الله التي شددت على الفخر بما حققه لاعبو المنتخب، إضافة الى كلمة لرئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه، لتحوّل استقبال منتخب لبنان لكرة السلة الى مناسبة أقل من عادية، وخصوصاً مع غياب الجمهور اللبناني وأهالي معظم اللاعبين.
وصل المنتخب منتصف ليل الجمعة ـ السبت الى مطار بيروت وفتحت له قاعة في صالون الشرف، فكانت أسئلة عديدة لمدرب المنتخب توماس بالدوين حول المشاركة وأسباب عدم التأهل، إضافة الى توقعات حول هوية البطل.
بالدوين كان صريحاً وأعرب عن عدم رضاه على ما تحقق في تركيا، رافضاً تحميل المسؤولية للاعب أو فرد في المنتخب، مشيراً الى أن التقويم يجب أن يكون بطريقة احترافية في اجتماعات رسمية. ولفت بالدوين الى أن الفوز بكأس ستانكوفيتش أعطى إشارات خاطئة عن مستوى المنتخب، من ناحية اعتباره الأفضل في آسيا «وهو أمر نعرفه، لكن آسيا بعيدة عن أوروبا في المستوى والأداء». وأتت دورة تركيا مع الفوز على كندا والأداء الجيد أمام تركيا لتعزز الصورة القوية، «لكننا لم نكن نعرف، إذا ما كان الخصم قدم كل ما عنده أم أن هناك أموراً أخرى مخفية.
ومع انتقالنا الى بطولة العالم ارتفع المستوى كثيراً وتركيز خصومنا كان عالياً، ما وضعنا تحت ضغط كبير وأدى الى انكشاف نقاط ضعفنا. بعضها كان طبيعياً من ناحية الحجم والسرعة والقوة والخبرة، وبعضها كان نتيجة التحضير المنقوص ولا ألوم أحداً على الجانب الطبيعي، أما الجانب الآخر فكلنا نتحمل مسؤولية عدم تطوير أدائنا بالشكل المطلوب نتيجة فترة الإعداد القصيرة وغير الكافية، وهذا ما أثر على رؤيتي لما نحتاج إليه كي نكون جاهزين ومنافسين، كما أصبنا بالارتخاء جراء النتائج الجيدة في المباراة
التحضيرية».

نوعية الإعداد

رشّح بالدوين الولايات المتحدة أو تركيا أو إسبانيا للفوز باللقب
وعما نحتاج إليه كي نكسر حاجز الدور الأول في بطولة العالم والذي ما زلنا نقف عنده منذ عام 2002، يقول بالدوين «كسر الحاجز ليس مستحيلاً، لكن نحتاج الى الوقت وتحسين نوعية الاستعداد وتجميع اللاعبين بالكامل قبل وقت طويل من المباريات الرسمية، اضافة الى خوض العديد من المباريات مع منتخبات أوروبية، كي لا نصاب بالصدمة في البطولات الكبرى نتيجة الفارق في المستوى مقارنة بالخصوم، كما يجب أن يكون هناك التزام جدي من الجميع بدءاً من أعلى الهرم الى أسفله وبأننا هنا لخدمة المنتخب فقط لا غير، دون تفضيل مصالح شخصية و«أجندات» خاصة يجري تنفيذها».
ولا يوافق بالدوين على مقولة الحاجة الى لاعب ارتكاز كبير الحجم كي يستطيع المنتخب اللبناني تحقيق النتائج. ويستشهد مدرب منتخب لبنان بنيوزيلندا التي تشبه لبنان في عدد السكان (4 ملايين) وهي تشارك في المونديال منذ 2002 وتتأهل الى الدور الثاني في كل مرة وسبب ذلك هو نوعية اللعب وليس نوعية اللاعبين، وهذا هو الفرق الذي يجب أن يعرفه الناس جيداً، فالنيوزيلنديون يملكون لاعباً طويلاً هو ألكس بليدجر (2.16 م) ورغم ذلك لم يقدم شيئاً أمام لبنان وشارك فقط لثلاث دقائق، كما أن لاعبهم الثاني في الطول كريغ برادشو (2.05 م) أقصر من اللبنانيين جاكسون فرومان (2.09 م) ومات فريجي (2.08). وبالتالي فإن الفارق بيننا وبينهم هو التجانس والالتزام بالهدف وليس الطول.
ويقرّ بالدوين بوجود فارق في المستوى بيننا وبين نيوزيلندا، لكن هذا الفارق يمكن تعويضه ولا يجعل الفوز مستحيلاً، فماذا لو وقعنا في مجموعة اليونان وتركيا فحينها كانت المهمة أقرب الى المستحيل؟
ويشير المدرب النيوزيلندي الى مسألة مهمة وهي النقص في عداد الجهاز الفني، وهو أمر سُئل عنه في أحد المؤتمرات. وعن سبب وجود مدرب واحد الى جانبه، فيما باقي المنتخبات لديها أربعة أو خمسة مدربين على مقعد الاحتياط، اضافة الى مدربين خلفهم مختصين بالـ scouting والتحضير المتقدم، أجاب إننا لم نكن نملك الخبرة لمعرفة الحاجة الى مثل هذا الفريق من المدربين، أما الآن فأصبح معلوماً في لبنان مدى أهمية هذا الأمر، فمسألة أن يكون هناك مدرب ومدرب مساعد كان شائعاً في السبعينيات، أما الآن فقد اختلفت الأمور بالكامل.

مات ليس سيئاً

وعن المستوى الذي قدّمه مات فريجي والانتقادات التي وجّهت اليه، رأى بالدوين أن مات كان يعاني من الاصابة، اضافة الى أن دوره كان مهماً في المباراتين أمام نيوزيلندا وإسبانيا، لكنه تعرض لمراقبة قوية بعدما لفت الأنظار أمام كندا. ويضيف «فريجي ليس من اللاعبين الذين يصنعون الفرص كفرومان، فزملاؤه عليهم تأمين الفرصة له للتسجيل. كما أن دور فريجي كان مهماً على صعيد إشغال المدافعين، ما سمح لزملائه وخصوصاً فرومان والخطيب بالحصول على الكرات والتسجيل، وبالتالي فريجي كان جيداً ولا يمكن اعتباره «غائباً» بل على العكس دافع واجتهد، وكونه لم يسجل لا يعني أنه لم يقم بدوره. ومن الناحية الدفاعية فإنه «أفادنا كثيراً، فالدفاع لا يعني فقط التقاط الكرات المرتدة، بل يعني أيضاً منع اللاعب الخصم القريب من فريجي من التقاطها أيضاً. وهو أمر نجح فيه مات دون نسيان اصابته التي لعب خلال المباريات متحاملاً عليها».
وعن هوية المنتخبين اللذين سيصلان الى النهائي، يرجح بالدوين وصول تركيا والولايات المتحدة دون إغفال إسبانيا.


تأهل أميركا وروسيا

تأهلت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الى ربع نهائي بطولة العالم لكرة السلة المقامة في تركيا، بفوز أميركا على أنغولا 121 – 66، وروسيا على نيوزيلندا 78 – 56. وتلعب اليوم ليتوانيا مع الصين عند الساعة 18.00، والبرازيل مع الأرجنتين عند الساعة 21.00 في مباراة قوية يُختتم معها دور الـ 16.