تشاركت المنتخبات العربية الأفريقية بالفشل في انطلاق مبارياتها في تصفيات أمم أفريقيا 2012، إذ فشلت في استغلال عاملي الأرض والجمهور وحققت تعادلات لا مبرر لها، ما قد يجبر اتحاداتها على تغيير الوضعية قبل فوات الأوان
أحمد محيي الدين
ظهرت المنتخبات العربية الأفريقية بطرق متواضعة في استهلال مبارياتها ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس الأمم الأفريقية الـ28 التي تقاد أدوارها النهائية في غينيا الاستوائية والغابون.
المنتخب السوداني حقق الفوز العربي الوحيد في الجولة الأولى، إذ تغلب «صقور الجديان» على ضيفه الكونغولي مستغلاً عاملي الأرض والجمهور، على عكس بقية المنتخبات.
وجاءت انطلاقة المنتخب المصري في الدفاع عن لقبه بطريقة مخيبة بتعادله أمام ضيفه السيراليوني 1ــــ1 بعدما كان منهزماً، وأعاد هذا التعادل الى الأذهان بداية تصفيات كأس العالم 2010، إذ تعادلت مصر وزامبيا 0ــــ0 وقتذاك. ويساور القلق الجماهير المصرية أن تكون هذه الفترة بداية النهاية للجيل الذهبي للكرة المصرية الذي توّج بثلاثة ألقاب قارية. وتحمّل الجهاز الفني المصري مسؤولية النتيجة المخيبة، وأشار مساعد المدرب شوقي غريب الى أن الفرصة في التأهل لا تزال قائمة، وان هناك أخطاء في التشكيل بجانب الرعونة التي سيطرت على أداء اللاعبين أمام مرمى الخصم وفي التمرير. وبرر غريب العرض الضعيف بعدم وصول اللاعبين للمستوى المطلوب لأن الموسم لا يزال في بدايته.
وفي المقلب الجزائري، كان المدير الفني رابح سعدان «كبش» تعادل «ثعالب الصحراء» وضيفتهم تنزانيا (المصنفة 111 عالمياً). إذ أعلن سعدان استقالته عقب المباراة الى الاتحاد المحلي وقبلها رئيسه محمد روراوة. وستكون المهمة الأولى أمام الاتحاد إيجاد مدير فني بديل قادر على إعادة الثقة الى اللاعبين الجزائريين ورفع معنوياتهم قبل المباريات المقبلة، وخصوصاً أن المهمة غير سهلة بوجود المغرب في المجموعة عينها.

صدمة مغربية

ولم يستفق المنتخب المغربي من سباته رغم المحاولات الكثيرة التي يقوم بها الاتحاد المحلي بغية إحداث صدمة إيجابية، فتعاقدت جامعة كرة القدم مع المدرب البلجيكي اريك غيريتس للإشراف على المنتخب الأول، وإضافة لمساعده دومنيك كوبرلي، إلا أن غيريتس لا يزال يواصل مهمته مع ناديه الهلال السعودي ليقوده في بطولة دوري أبطال آسيا حتى منتصف تشرين الثاني المقبل، تاركاً مهمة إعداد «أسود الأطلس» لمساعده «الوفي» كوبرلي. إلا أن الصدمة والخيبة كانتا كبيرتين بالتعادل السلبي مع أحد أضعف المنتخبات الأفريقية منتخب أفريقيا الوسطى (المصنف 202 عالمياً من أصل 204). وأثارت هذه النتيجة امتعاضاً شديداً لدى الجماهير المغربية العاشقة لكرة القدم، فانهالت بالانتقادات لأداء الاتحاد وطريقة عمله، إضافة الى انتقاد اللاعبين المحترفين. واعترف كوبرلي بأن النتيجة عقّدت مهمة المغرب في التصفيات، وينبغي أن تتكثف الاستعدادات لمباراة تنزانيا، وأردف «أتحمل إلى جانب اللاعبين والطاقم التقني كامل المسؤولية في هذه النتيجة، وأعتقد أن هناك مجهودات تبذل لإعادة الانسجام على مستوى الفريق».

وفي تونس «لا»

ولم يكن الحال في تونس أفضل من نظرائها، إذ تعادل منتخبها ومالاوي (المصنفة 74) 2ــــ2 في رادس، وأرخت النتيجة بثقلها على المنتخب والجماهير. وإثر المباراة تداعى مسؤولو الاتحاد التونسي الى اجتماع لمناقشة أمر «نسور قرطاج» وبقاء الجهاز الفني أو عدمه. وكانت الصحف التونسية قد صبّت غضبها على الأداء الباهت والنتيجة السيئة للمنتخب بعدما تقدم بهدفين، فعنونت صحيفة «لوتون» الناطقة بالفرنسية بكلمة «لا» كتبتها بالخط العريض واللون الأحمر، فيما وصفت صحيفة «لابريس» الناطقة الفرنسية أيضاً: «إنها فوضى عارمة».
وكانت ليبيا أيضاً قد حققت نتيجة تعادلية لكن خارج قواعدها ومضيفتها موزمبيق، الأمر الذي اعتبر نتيجة إيجابية.