يفتح رالي لبنان الدولي معارك عدة ابتداءً من مساء الليلة عندما تحتضن حلبة «رايسينغ بارك المتين» المرحلة الاستعراضية الليلية، بعدما كان مقرراً أن تقام هذه المرحلة التي تجذب محبي رياضة السرعة في منطقة «ستاركو» القريبة من وسط بيروت، لكن الوضع الأمني غير المستقر في المحيط جعل المنظمين ينقلونها الى واحدة من حلبات السيارات المميزة في المنطقة أي «RPM»، ما سيشكل فرصة أمام جمهور الراليات للتعرف إليها.
ومن أبرز معارك ما خلف الكواليس في الرالي الأجمل في الشرق الأوسط، الصراع بين عملاقي صناعة السيارات الرياضية، الأميركي فورد والتشيكي سكودا بعباءة فولسفاغن الألمانية.
فورد التي كانت قد سيطرت عبر سيارتها «فييستا» على فئتي «آر آر سي» و»آر 5»، تلقت ضربة موجعة من غريمتها العائدة بقوة إلى الواجهة سكودا بسيارتها من فئة «آر 5»، وخصوصاً مع تحقيق الأخيرة عدداً من منصات التتويج والفوز بالجولات الثلاث الأخيرة من بطولة «دبليو آر سي 2»، وتصدر الترتيب العام لهذه الفئة مع بطل الشرق الأوسط القطري ناصر العطية، الذي استهل موسمه خلف مقود «فورد فييستا آر آر سي» ثم انتقل ليجلس في الجولة الأخيرة على مسارات رالي ألمانيا الاسفلتية خلف مقود «فابيا آر 5».
وتحظى سكودا بدعم من الشركة الأم فولسفاغن، التي تسيطر بدورها على مجريات الفئة الأولى للراليات وتبتعد بفارق خطوة صغيرة من حسم اللقب الثالث لها على التوالي بعد أقل من أسبوعين في رالي أوستراليا، بينما تلقى فورد الدعم من الفريق البريطاني «أم - سبورت».
من هنا، تصب فورد ثقلها لمساندة ممثلها الأبرز روجيه فغالي من خلال وجود طاقم تقني من «أم - سبورت» إلى جانب فريق «موتورتيون» الذي يجهّز سيارة البطل اللبناني، فيما تريد سكودا تأكيد قدرتها على هزيمة فورد في شتى أنحاء العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، حيث يستخدم معظم سائقيها سيارات «فورد فييستا آر آر سي» أو «آر 5» في البطولة الإقليمية أو في المحافل الدولية.

طاقم تقني من فريق «أم - سبورت» العالمي لمساندة فغالي


أسئلة كثيرة تطرح نفسها عن المعركة العالمية على المسارات اللبنانية، لكن وحده خط النهاية يوم الأحد سيعطي الجواب اليقين، وقد تحضّر الكل للحدث الكبير عبر الاستعانة بكل الخبرات المتاحة ومنها ما يخصّ الملاحين، حيث يحضر عدد منهم من فرنسا واليونان وسلوفينيا والبرتغال وجمهورية إيرلندا.
التخطيط لهذا الحدث المميز المؤلف من 244 كلم من المراحل الخاصة بالسرعة، وموقف للصيانة في جونية، ونقطتين للتزوّد بالوقود في منطقتي ياريتا وفيطرون، ومع ارتفاعات متفاوتة لمسارات الرالي تصل الى 1200 متر عن سطح البحر، جعلت منه الأكثر تطلباً في بطولة الشرق الأوسط للراليات، إذ سيتألف من 13 مرحلة خاصة بالسرعة، مليئة بالمنافسة والتشويق على مسارات اسفلتية زلقة، تشكّل تحدياً كبيراً بين الإنسان والآلة. وسيتم تنظيم مقطع واحد «لوب» من مرحلتين ليليتين هما «تولا» بمسافة إجمالية تبلغ 28.86 كلم، و»عين عيّا» بمسافة 21.40 كلم.
ويؤكد حامل لقب رالي لبنان العام الماضي نيكولاس أميوني جهوزيته للمشاركة في السباق، وهو الذي غاب عن بطولة لبنان للموسم الحالي بسبب عدم تمكنه من إيجاد التمويل والدعم، لكنه لم يكن يريد أن يغيب عن الحدث الكبير الذي تُوّج بلقبه للمرة الأولى في مسيرته العام الماضي مع ملاحه شادي بيروتي على متن سيارة «ميتسوبيشي لانسر إيفو 10».
وفي هذا الصدد قال أميوني لـ»الأخبار»: «سأقود سيارة «إيفو 10» لأننا لا نملك الميزانية لقيادة سيارة أكثر تطوراً، وبالتأكيد ليس من السهل التغلب على سيارات الـ»آر آرسي» والـ»آر 5» المشاركة في هذا الرالي، لذا هدفنا الأساسي هو الفوز بلقب سيارات المجموعة «ن» واحتلال أفضل مركز ممكن في الترتيب العام».
ويغيب عن الرالي اللبناني القطريان عبد العزيز الكواري وخليفة بن صالح العطية (شقيق ناصر) بعدما أوقفت وزارة الشباب والرياضة القطرية دعمها لهما في البطولة الإقليمية.
وقال الكواري: «للأسف، لن نتمكن من المشاركة في رالي لبنان الجولة الرابعة من بطولة الشرق الأوسط لعدم توفر الدعم، ولا أعلم إذا ما كنا سنشارك في بقية جولات الشرق الأوسط هذا الموسم أو لا». وأضاف: «نعتذر من جماهيرنا ومحبينا في لبنان، على أمل أن نراكم في السنوات المقبلة».