حسن زين الدينعبثاً تحاول إسرائيل أن تجعل من الرياضة بوابة للتواصل مع العرب، وبما أن مزاولة الألعاب الرياضية وخصوصاً المهمة منها ككرة القدم وكرة السلة مقطوعة مع الدول العربية (مع وجود استثناءات كاللقاء في بطولة العالم للشطرنج العام الماضي والذي جمع لاعبين مصريين وإسرائيليين) فإن الدولة العبرية تحاول أن تنفذ عن طريق ألعاب مقولبة بغلاف «السلام»، وآخر هذه الابتكارات هي لعبة «الفريسبي» الأميركية، التي تسعى إسرائيل وتعمل على نشرها في فلسطين المحتلة ليمارسها أطفال إسرائيليون وعرب. وهكذا، فإن صحيفة «جيروزاليم بوست» أفردت تحقيقاً طويلاً عن هذه اللعبة وأهدافها، وملخص المقال المنشور أن هذه اللعبة انطلقت في الولايات المتحدة، وعمل دوني يانيف وهو مؤسس منظمة دولية تدعى «السلام التام» على إدخالها الى إسرائيل بمساعدة لاعبين أميركيين يتقنون هذه اللعبة، وهما: دافيد باركان وليندا سيكورسكي. ووفقاً للصحيفة عينها، فإن هذه اللعبة تتألف من 7 لاعبين في كل فريق، وقواعدها هي تناقل صحن بلاستيكي طائر من دون تدخلات جسمانية عنيفة، إذ إن من «مزايا» هذه اللعبة بحسب يانيف عدم وجود حكم في الملعب، بل إن اللاعبين يتناقشون من خلال حوار «سلمي» في ما بينهم عند وجود أي سوء تفاهم داخل الملعب، وهذه الميزة هي التي يشدد عليها يانيف أكثر من مرة في حديثه إلى «جيروزاليم بوست»، معتبراً أنها تنمّي روح النقاش والسلام بين الطرفين المتقابلين على أرض الملعب. ويعمل كل من يانيف وباركان وسيكورسكي منذ فترة على تنظيم مخيمات لمزاولة هذه اللعبة، تجمع أطفالاً وشباناً يهوداً وآخرين من عرب إسرائيل. ومن ضمن ما تكتب كاتبة التحقيق في جيروزاليم بوست أن هدف مؤسسة «السلام التام» هو استخدام الرياضة «لإيجاد أواصر مشتركة مع محيط إسرائيل» وذلك بالتعاون مع وزارة الرياضة الإسرائيلية.
إذاً «الفريسبي» قادمة، وللإشارة فقط فإن عنوان التحقيق في «جيروزاليم بوست» هو: «السلام التام» في الشرق الأوسط. لذا، احذروا «الفريسبي»!