يعلم الجميع أن صفقات ريال مدريد الإسباني لم تكن كلّها مثالية في المواسم القريبة الماضية، والسبب الخيارات الفنية الخاطئة في تحديد الحاجات، ما أدى إلى «احتراق» أسماء مهمة وجدت نفسها سريعاً خارج «القلعة البيضاء»
شربل كريم
لم ينشط ريال مدريد كعادته في سوق الانتقالات خلال الصيف الحالي، إذ إن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو أصرّ على الابتعاد عن سياسة «التخبيص» التي شهدها الفريق، وذهب إلى سدّ حاجاته الأساسية في الثُّغَر التي وجدها عند قراءته الأوراق الموجودة، فكان التعاقد مع النجمين الصاعدين، الجناح الأرجنتيني أنخيل دي ماريا من بنفيكا البرتغالي، ولاعب الوسط الألماني سامي خضيرة من شتوتغارت.
وإذ لم يدخل دي ماريا دائرة النجوم في المونديال، بل كان التعاقد معه على خلفية تألقه مع فريقه السابق على الصعيدين المحلي والأوروبي في الموسم الماضي، فإن خضيرة اخترق لائحة أبرز أسماء لاعبي كرة القدم بفعل حضوره المميّز في جنوب أفريقيا.
اذاً، تحوّل خضيرة نجماً كبيراً بسرعة قياسية، وقد رأى فيه مورينيو لاعباً نادراً يمكنه سدّ الفراغ الكبير في مركز خط الوسط ـــــ المدافع، حيث لم يجد الريال حلاً لهذه المعضلة منذ رحيل ذاك الفرنسي النشيط كلود ماكيليلي، وذلك رغم جلبه عدداً كبيراً من اللاعبين المختلفي الجنسية الذين فقدوا فجأة لمعانهم لأسباب غير واضحة في أحيان كثيرة.
وينطبق هذا القول على مراكز عدة شغلها لاعبون نجوم في الفريق الملكي قبل أن يجدوا أنفسهم بعيداً عن العاصمة الإسبانية، وأحياناً بقرارات متسرّعة من إدارة الريال التي لم تنتظر تأقلم بعض الأسماء الكبيرة في «سانتياغو برنابيو» فرحّلتها بسرعة ثم ندمت بفعل تألق هؤلاء مع فرقهم الجديدة، والمثال الأخير على هذا الأمر الثنائي الهولندي ويسلي سنايدر واريين روبن اللذان سرقا الأضواء طوال موسم 2009ـــــ2010، وصولاً إلى نهائيات كأس العالم.
من هنا، يمكن القول إن ريال مدريد تحوّل إلى «محرقة» للنجوم الناضجين، فكيف تكون الحال بالنسبة إلى دي ماريا وخضيرة اللذين يخوضان أهم مغامرة في مسيرتيهما الآن، وخصوصاً الأخير الذي يحمل مسؤولية أكبر؛ لأن تشكيلة الريال تعجّ أصلاً بلاعبين عدة يشغلون مركزه، لكن مورينيو رأى فيه إمكانات أفضل من تلك التي يملكها الأرجنتيني فرناندو غاغو والفرنسي لاسانا ديارا والمالياني مامادو ديارا.
كذلك فإن قدوم دي ماريا وخضيرة يشبه إلى حدٍّ كبير وصول الفرنسي كريم بنزيما في الصيف الماضي، إلا أن النقلة من ليون تحوّلت كابوساً بالنسبة إلى الأخير في ظل عدم منحه فرصة كبيرة لإثبات موهبته، إضافةً إلى وجود تخمة في المهاجمين مع «الميرينغيز»، ما أبقاه أسير دكة البدلاء، ليتحوّل واحداً من أولئك الذين يقبضون معاشاً كبيراً، لكنهم يعيشون حزناً داخلياً، وهذا ما أشار إليه سابقاً الفرنسي نيكولا أنيلكا والإنكليزي مايكل أوين والبرازيلي جوليو باتيستا، وهم سرعان ما تركوا «جنة» مدريد التي تحوّلت إلى «جهنّم» حرق مواهبهم بعدما كانوا أسماءً لامعة يسعى الجميع خلفها.
ويصعب توقّع إذا ما كان دي ماريا وخضيرة سيصيبان النجاح في ربوع عاصمة أبطال العالم، رغم أن الثاني يملك إمكانات استثنائية أدهشت مورينيو الذي لم يفشل سابقاً في أي صفقة أبرمها؛ لأنه يحسن اختيار اللاعبين الجيّدين والمناسبين لطريقة لعبه، وهؤلاء تطوّروا أكثر بعد تعاملهم معه، وهذه مسألة قد لا تكون بعيدة عن الوافدين الجديدين اللذين سبق أن أثبتا حضورهما بسرعةٍ صاروخية.


غونتر نيتزر يحذّر خضيرة

حذّر نجم ريال مدريد ومنتخب ألمانيا السابق غونتر نيتزر مواطنه سامي خضيرة من أنّ الطريق لن تكون مفروشة بالورود «فهذا نادٍ مليء بالمشاكل، وكان الموسم الماضي كارثياً، ولم تعد الثقافة المعتمدة هناك كفيلة بجلب الألقاب، ما يُدخل اليأس إلى نفوس اللاعبين النجوم».