يحتضن مجمّع الحدث الجامعي دورة الألعاب المدرسية العربية الثامنة عشرة. بين الطلاب، الجو مليء بالتحدي الودّي، مع كثير من التعليقات والشكاوى من التنظيم
زينب صالح
يمتلئ مجمّع الحدث الجامعي بالشباب العرب المشاركين. ورغم أجواء المنافسة، إلا أنها لا تخلو من أصوات المرح والموسيقى والرقص الشعبي الفولكلوري لكل بلد. ألوان متعددة، يغيب عنها هدوؤها المعتاد وجدّيتها. خيم وإعلانات وبروشيرات ملوّنة، إضافة إلى مهرجانات دائمة، مظاهر لم تعتدها كلية الهندسة. في المقابل، خرج السكن الجامعي عن أنظمته المعتادة عدم نشر شيء على النوافذ والشرفات. قمصان وثياب وأعلام لـ15 دولة عربية على الشرفات والنوافذ، ما يدل على أن خدمة غسل الثياب لم تقدّم إلى الضيوف العرب. وليس هذا هو مصدر التذمّر الوحيد. فعبارة «الأكل مش طيّب»، جاءت على لسان معظم الطلاب، إضافة إلى مدرّبيهم. الطلاب والمدربون (1750 عربياً) يشكون من الطعام، يقول العراقي سعد فالح، ويضيف: «نشعر بالملل، إذ إنّنا لا نخرج من المجمّع إلا إلى الأحياء القريبة للتسوّق». زميله حسين الشامل يحبّ أن يرى جعيتا وقصر موسى، «إلا أن ذلك ليس مدرجاً في البرنامج كما يبدو». من الإمارات، أحمد الزرعومي يفكّر مليّاً ويجيب: «قد أزور لبنان ثانية، لكن مع أهلي، كي لا أشعر بالروتين والملل. فالسكن خال من التلفاز، والغرفة صغيرة. ضحى، من فلسطين، تشكو عدم الالتزام بالمواعيد المحددة للبدء بالألعاب، وتشعر «بالسجن داخل السكن». سبب الضجر يفسّره رئيس الوفد السوداني عبد المحمود النور فيقول: «عدم المشاركة في جميع الألعاب يؤدي إلى فراغ الوقت لدى اللاعبين، في ظل عدم وجود نشاطات ترفيهية أو ثقافية». فالطلاب، طوال النهار، لا يملكون سوى انتظار دور اللعبة التي لا يتجاوز وقتها بضع ساعات. يتجوّلون في المجمّع، يجيبون عن أسئلة الطلاب اللبنانيين الذين يرحّبون بهم ويسألونهم عن أوضاع بلادهم، وهم يرون أن الشعب اللبناني «ودّي ولطيف، والطقس جميل».
جودي مسعودي، المدرّب الجزائري، نقل شكوى فريقه من الطعام، قائلاً إن «في كل البلاد التي زرتها سابقاً، لبنان هو البلد الوحيد الذي يقدّم الوجبة ذاتها من دون تنويع في الطعام. كل يوم أرزّ، أمر لا يحتمل».
في المقابل، تقدّم مسؤولة لجنة العلاقات العامة، نهلة الديك، تفسيرات لمشكلة الطعام لدى الضيوف العرب فتقول: «نحن نقدّم الطعام الصحي للاعبين، لكن يظهر أنهم غير معتادين الطعام اللبناني». أما بشأن التنظيم، فتقول نهلة الديك: «نوفر مرافقاً لبنانياً لكل فرقة، ونصدر نشرة يومية عن النتائج الجديدة للمباريات.» لا تنكر نهلة مشكلة التنظيم، فتقول: «هناك أخطاء في تنظيم المواصلات، لذا ألغيت الرحلات السياحية الترفيهية عن الجدول». زينة العبد الله، أمينة سر الوفد اللبناني للإناث، تستغرب غفلة الإعلام وغياب الإعلانات الكافية في لبنان عن هذه الدورة، فتقول: «لا تجاوب من منظّمي السير في الطرقات معنا، لضمان وصولنا في الوقت المحدد إلى أماكن المباريات. فضلاً عن أن الناس في خارج المجمّع لا علم لهم بهذه الدورة».


حفل الختام

أقامت اللجنة المنظمة حفل ختام الألعاب في المجمع الجامعي، حضره المدير العام لوزارة التربية فادي يرق (الصورة) ونائب رئيس الاتحاد العربي للتربية البدنية والرياضية المدرسية عادل عرفات ومدير الألعاب عدنان حمود وممثل جامعة الدول العربية وشركة بروتيم ورؤساء الوفود واللجان الفنية والعاملون في الألعاب. وهنأ حمود الاتحاد العربي على جهوده، فيما شدد يرق على مساعي الوزارة في تفعيل الحركة الرياضية المدرسية.