نال أريين روبن جائزة أفضل لاعب في «البوندسليغه»، لكن يبدو هذا اللقب قليلاً بالنسبة إلى لاعب قدّم مستوى خرافياً العام الماضي، رغم كل الإصابات التي لحقت به، ما دفع البعض إلى إطلاق لقب «الرجل الزجاجي» عليه
حسن زين الدين
لا يختلف اثنان في أنّ الهولندي أريين روبن، لاعب بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، يُعدّ الأفضل في العالم في جهة الرواق الأيسر، بفضل سرعته الاستثنائية ومراوغاته الباهرة وتسديداته المحكمة. بهذه الميزات صنع «النفّاثة» أسطورته الخاصة منذ أن استهل مسيرته في صفوف فريق غرونينغن الهولندي، وهو يحصد الآن مع النادي البافاري ثمار ما زرعه طيلة تلك السنوات بنيله جائزة أفضل لاعب في «البوندسليغه» الألمانية بواقع 445 صوتاً، وبفارق كبير عن زميله في الفريق باستيان شفاينشتايغر (180).
لكن كان بمقدور روبن أن يصنع مجده الشخصي هذا العام تحديداً بعدما قدّم أداءً خيالياً في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، حيث استطاع تسجيل أهداف حاسمة وصناعة مثلها لزملائه، وذلك على الرغم من إصابته بتمزق في فخذه الأيسر خلال المباراة الودية أمام المجر قبل انطلاق المونديال، وقد غاب عن اللقاءين الأوّلين لبلاده في العرس العالمي.
إذاً كان باستطاعة روبن أن يتوّج موسمه بطريقة خيالية وهي الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم، لكن هذا الأمر توقّف بفعل عدم فوز هولندا بالمونديال الأفريقي. كان البرتقاليون سيحقّقون ذلك لو استطاع روبن تحديداً أن يسجل تلك الكرة الانفرادية في مرمى الحارس الإسباني ايكر كاسياس، وكان على الصعيد الشخصي سيحقق حلم أيّ لاعب، وهو أن يكون الأفضل في العالم.
هذا الكلام عن روبن ليس مجرد وصف أو إعجاب بمهارة اللاعب بل هو يستند إلى وقائع وأرقام مذهلة قدّمها «النفّاثة» في موسمه الأخير مع بايرن ميونيخ، إذ يكفي القول إنه سجل 16 هدفاً في 24 مباراة مع البايرن في الدوري الألماني وفي موسمه الأول، وهذا رقم مبهر للاعب وسط مهاجم يتمثّل دوره الأكبر في صناعة الأهداف لزملائه لا في تسجيلها، وهذا الدور كان على العكس يتقنه روبن، لا بل إنه كان في كثير من الأحيان هو من يصنع أهدافه بنفسه، من خلال المراوغات والتسديد من بعيد، على غرار الهدف الصاروخي الذي وقّع عليه في مرمى فيورنتينا في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وما دمنا نتكلم عن هذه البطولة فيجدر بنا الإشارة إلى أن روبن سجل فيها 4 أهداف في 10 مناسبات وهو رقم جيّد، إضافةً إلى ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات في كأس ألمانيا، فيكون المجموع 23 هدفاً في 37 مباراة. ومقارنةً بالمواسم السابقة فإنّ روبن سجل في فترة لعبه في هولندا في صفوف غرونينغن وبي أس في ايندهوفن ما معدّله فقط 28 هدفاً في 108 مباراة. أمّا في صفوف تشلسي الإنكليزي فقد سجل 19 هدفاً في 102 مباراة. وختاماً في إسبانيا سجل فقط 13 هدفاً في 63 مباراة.
النتيجة التي سنصل إليها بعد هذا الاستعراض الموجز بالأرقام هي أن الموسم الأخير كان استثنائياً للّاعب في مسيرته في ملاعب أوروبا، وبناءً عليه كان روبن قريباً من الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، وخصوصاً في ظل تأرجح مستوى كلّ من الثنائي الأبرز الأرجنتيني ليونيل ميسّي لاعب برشلونة الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد في الموسم المنصرم، وخصوصاً في كأس العالم، لكن، على أيّ حال، فإن المستقبل يبدو مشرقاً أمام روبن (26 عاماً) شرط ابتعاد الإصابات عنه، وهي التي تلاحقه كظلّه.


من المسؤول عن الإصابة الأخيرة؟

يعاب على روبن بنيته الجسدية الضعيفة حاله كحال معظم لاعبي هولندا، ما يعرضه لكثير من الإصابات التي تؤثر على مسيرته في الملاعب، وجاءت إصابته الآن في انطلاق الموسم لكي يأخذ قسطاً من الراحة بعد موسم طويل، لكن رغم ذلك فإن رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينتس رومينيغيه طالب الاتحاد الهولندي بتعويض على تلك الإصابة.