بدا لافتاً أن المراقبين لم يذهبوا بعيداً في ترشيح أرسنال للفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الجديد، وذلك بعدما كان حضور الفريق اللندني مرة جديدة خجولاً في سوق الانتقالات، حيث فضّلت الإدارة التركيز على تمديد عقد المدرب الفرنسي أرسين فينغر
شربل كريم
لا تختلف الصورة الفنية لأرسنال في بداية الموسم الجديد للدوري الإنكليزي عنها في المواسم الأخيرة، التي تختصر بسعي حثيث لفريق «المدفعجية» للظفر باللقب ثم الدخول في مرحلة تقهقر تضعه خارج دائرة المنافسين، والسبب الرئيسي لحدوث هذا الأمر كان عدم إجراء تعاقدات ضرورية للحصول على تشكيلة غنيّة تتمتع بقوة على مدار مراحل الموسم الطويل.
وظهر جليّاً في الموسم الماضي أن أرسنال حمل سمات البطل بفعل العناصر الرائعة والموهوبة الموجودة في صفوفه، لكنه سرعان ما تراجع في المراحل المتقدّمة من عمر الدوري عندما خسر بعض المباريات الحساسة وفقد نقاطاً على نحو لم يكن في الحسبان. وبالطبع، بدا تأثر «الغانرز» واضحاً بتعرّض بعض لاعبيه الأساسيين للإصابة، فكان عدم وجود بدلاء لهم عاملاً سلبياً شلّ حركة الفريق في بعض الأحيان، فلقي خسائر غير متوقعة.
وانطلاقاً من حراسة المرمى، لا يمكن اعتبار الحارس الإسباني مانويل ألمونيا حارساً من الطراز العالمي، إذ إن مستواه بدا متذبذباً في بعض الأحيان. لكن مسألة ألمونيا تبدو سهلة أمام المصيبة التي يمكن أن يقع فيها أرسنال إذا لعب البولوني لوكاس فابيانسكي أساسياً، وهو السبّب بدخول مرماه أهداف في معظم المباريات التي وقف فيها بين الخشبات الثلاث.
ويتعدى الأمر ضعف المستوى في حراسة المرمى؛ لأن خط الظهر لا يتمتع بوجود لاعبين من طرازٍ عالٍ، والاسوأ أنه لا بدلاء لهم بالمستوى نفسه إذا تعرّض أحدهم للإصابة، إذ إن الفريق اللندني اكتفى بضمّ الفرنسي المغمور لوران كوسييلني من لوريان المتواضع، وهو الذي كان اسمه مجهولاً بالنسبة إلى الكثيرين قبل وصوله إلى لندن.
وإذ يبدو خط الوسط الحلقة الأقوى في الفريق، فإن المشكلة الأساسية هنا تبقى في «هشاشة» عناصره، الذين غالباً ما يغيبون عن قسمٍ كبيرٍ من الموسم بسبب الإصابة، على غرار التشيكي توماس روزيسكي الذي منذ وصوله جلس خارج الملعب أكثر منه في داخله. وهنا، لم يفكّر فينغر قط في بيعه، مفضلاً استبداله بلاعبين شبان أمثال الكاميروني ألكسندر سونغ والبرازيلي دينيلسون والويلزي أرون رامسي، وقد أثبت هؤلاء مواهبهم لكن الخبر السيئ كان سقوطهم تحت ضغط المباريات الكبيرة والمفصلية.
ووصولاً إلى الهجوم، اقتصرت تعاقدات أرسنال على المغربي مروان الشماخ، وذلك لأن الأخير لم يحمّل خزينة النادي أي عبء، بل وصل من دون مقابل بعد انتهاء عقده مع بوردو الفرنسي.
ويبدو رهان فينغر على الشماخ دون سواه هذا الموسم لانتشال الفريق، لكن للتذكير فقط، يملك الأخير سجلاً خجولاً بالنسبة إلى مهاجم، إذ سجل مع فريقه السابق 56 هدفاً في 230 مباراة خاضها بين 2003 و2010، وهو من دون شك يقف أمام مهمة أصعب في دوري لا يرحم فيه المدافعون أي وافدٍ جديد.
أما إدارة النادي، فلها رأي آخر، فهي ترى في فينغر البطل الوحيد (مدّد عقده أمس حتى 2014)، طبعاً لأنه لا يبذّر يميناً ويساراً، بل يبقى القانع الوحيد في عاصمة الضباب بأن «صغاره» يمكنهم تحقيق ما يعدّه البعض «معجزة» الفوز باللقب في نهاية
المطاف.


صفقة شفارتزر مهددة بالفشل

يبدو أن أرسين فينغر بدأ يشعر بخطر وجود ضعف في مركز حراسة المرمى، لكنه دخل سوق الانتقالات بحذر مجدداً، واضعاً نصب عينيه التعاقد مع حارس فولام الأوسترالي المخضرم مارك شفارتزر (37 عاماً)، متقدّماً بعرضٍ بلغ قيمته 2.5 مليون جنيه إسترليني. إلا أن الصفقة تبدو مهددة بالفشل لأن فولام يطالب بالحصول على 4 ملايين.