مضى أكثر من شهرٍ على نهاية كأس العالم، لكن الحديث في إنكلترا لا يزال قائماً حول أسباب الفشل الذريع لمنتخب «الأسود الثلاثة»، وقد فتح تألق ثيو والكوت أخيراً الباب على جدال جديد حول حجم الأخطاء التي ارتكبها المدرب الإيطالي فابيو كابيللو الذي تجاهل مهاجم أرسنال
شربل كريم
يوم قَدِم ثيو والكوت الى أرسنال من ساوثمبتون (عام 2006)، أكد المدرب الفرنسي أرسين فينغر أنه استقدم نجم المستقبل بالنسبة الى إنكلترا والفريق اللندني على حدٍّ سواء. من هنا، أثقلت ضغوط النجومية كاهل والكوت تباعاً، وقد ازدادت عندما فاجأ مدرب المنتخب السابق السويدي زفن - غوران إريسكون الجميع باستدعائه اللاعب الى تشكيلته التي خاضت مونديال 2006 في ألمانيا. والكوت الذي لم يبلغ سن الرشد وقتذاك كان يقدّم كل ما يملكه، لكن الجميع كانوا يطالبونه بأكثر من دون أن ينتبهوا الى أنه لم يبلغ النضج الكافي للعب دورٍ قيادي.
إلا أن هذا الشاب الأسمر أظهر مستوى رفيعاً في بداية الموسم الماضي قبل أن تنال منه الإصابة ويفقد مدرب إنكلترا فابيو كابيللو الثقة به، فأبعده عن مجموعته التي مثّلت البلاد في مونديال 2010، رغم أنه كان يستحق مركزاً في التشكيلة، وهي خطوة أثارت سخطاً من البعض، لكن ليس من اللاعب نفسه الذي خرج بثقة، متمنياً التوفيق لزملائه وكأنه يعد «البروفسور» الإيطالي بعرضٍ قادم سيجعله يبدّل رأيه به (استدعاه الى المباراة الودية الأخيرة ضد المجر).
وفعلاً، احتاج والكوت الى 66 دقيقة فقط في مباراته الأولى في الموسم الجديد للدوري الإنكليزي الممتاز ليثبت أنه لاعب من طرازٍ نادر وأن إنكلترا تملك في بطولتها من يمكنه أن يغطي بنجوميته على كل أولئك النجوم القادمين من كل حدبٍ وصوب. ولم يقتصر تألق والكوت في المباراة أمام بلاكبول في نهاية الأسبوع الماضي على تسجيله «هاتريك»، إذ ما فعله أكبر بكثير من هزّ الشباك، فكان يتخطى بسهولة كل من يواجهه ويمرّ بسرعة البرق من منتصف الملعب باتجاه منطقة الخصم قبل أن يضع بلمسة ساحرة أحد رفاقه في مواجهة المرمى.
ما قدّمه والكوت أعاد من دون شك الى جمهور «المدفعجية» ذكريات جميلة خطّها «غزال أسمر» آخر هو الفرنسي تييري هنري، الذي تأثر الإنكليزي الشاب به كثيراً، إلى درجةٍ أنه ارتدى الرقم 14 فور رحيل «تي تي» الى برشلونة الإسباني. وبلا شك، لم تكن هذه الخطوة مبالغاً بها لأن والكوت لطالما اعتبر خليفة هنري، وهو برهن أنه يتمتع بنفس الأسلوب الذي يختصر بالبراعة على الأطراف والتمرير بدقة والسرعة الفائقة، اضافةً الى الحس التهديفي المرهف.
وبعد الأداء الرائع لوالكوت في المباراة الأخيرة، لا بدّ أن يكون كابيللو سعيداً جداً، وهو الذي يبحث منذ فترةٍ لا بأس بها عن لاعب جناح يمكنه صناعة الفارق وإيصال الكرات بدقة الى واين روني، الذي افتقد هذا الدعم خلال مونديال جنوب أفريقيا فخرج خالي الوفاض من دون أن يسجّل أي هدف.
إذاً بعدما وجد أرسنال «هنري جديداً»، أصبح لإنكلترا «ديفيد بيكام آخر»، لا بل إن والكوت يبدو مرشحاً لتخطي قائد إنكلترا السابق لأنه يملك ميزة افتقدها الأخير وهي التهديف (من دون اللجوء الى الكرات الثابتة فقط)، والتي تخوّله اللعب في مركز رأس الحربة أيضاً.
وبطبيعة الحال، فإن الوقت قد حان بالنسبة الى والكوت ليطلق مسيرته الى أبعد حدود النجومية فهو في سن الـ 21، وكل الظروف مناسبة بالنسبة إليه سواء في أرسنال أو منتخب إنكلترا للعب أكبر وقتٍ ممكن وفرض نفسه بين الكبار.


مانشستر سيتي يقسو على ليفربول

ألحق مانشستر سيتي خسارة قاسية بضيفه ليفربول 3-0، في ختام المرحلة الثانية من الدوري الانكليزي الممتاز. وقدّم اصحاب الارض الذين حققوا فوزهم الاول في الموسم الجديد، مباراة كبيرة تحت انظار مالك النادي الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان، وقد سجّل اهدافهم غاريث باري (13) والارجنتيني كارلوس تيفيز (52 و68 من ركلة جزاء).