تشير كل المعطيات التي تسبق انطلاق الموسم الجديد في الدوري الاسباني لكرة القدم إلى أن المنافسة لن تخرج عن اطار الثنائي برشلونة وريال مدريد، كما كانت عليه الحال في الموسم الماضي، لدرجة أن المواجهتين المباشرتين بينهما قد تحددان اسم البطل
شربل كريم
ارتفعت حماسة متابعي الدوري الاسباني حول العالم بنحو غير مسبوق عشية انطلاق فعاليات الموسم الجديد، والسبب توقّع منافسة رهيبة بين برشلونة حامل اللقب وغريمه الأزلي ووصيفه ريال مدريد. إلا ان بقية مشجعي الفرق في اسبانيا لا يشعرون بالحالة عينها، وذلك بسبب تعاظم قوة قطبي «الليغا» موسماً بعد آخر، مقابل هبوط أسهم فرقها، التي ستؤدي دور «الكومبارس» لا أكثر في الموسم الجديد.
عرض بسيط لأوضاع الفرق التي نافست برشلونة وريال مدريد في المواسم القريبة الماضية يظهر صورة واضحة عن ان اكبر ناديين في اسبانيا لن يعيشا اوقاتاً عصيبة كثيرة هذا الموسم. فإذا تحدثنا عن فالنسيا، نجد انه في حالٍ يرثى لها بعدما نزف كل نجومه، وآخرهم دافيد فيا المنتقل الى برشلونة، ودافيد سيلفا الراحل الى مانشستر سيتي الانكليزي، وذلك بفعل المشاكل المالية التي ارهقته. اما إشبيلية، فيبدو انه اصبح ضحية لمزاجية نجومه الذين يريدون الرحيل عنه، وعلى رأسهم البرازيلي لويس فابيانو، فبدا في حالٍ فنية متواضعة رغم فوزه على برشلونة «المنقوص» من ابرز عناصره في ذهاب الكأس السوبر المحلية. وتجسّدت معاناة الفريق الاندلسي في خسارته القاسية امام نظيره الكاتالوني برباعية نظيفة اياباً، ثم بخروجه من الادوار التأهيلية الى دوري ابطال اوروبا على يد سبورتينغ براغا البرتغالي.
اذاً لن تجد النكهة والمتعة في مباريات «الليغا» الا اذا كان «البرسا» أو «الميرينغيز» احد طرفي اللقاء، وهما اللذان نقلا موسماً بعد آخر مباراتي «إل كلاسيكو» بينهما الى مستوى عالٍ جداً، وقد سمّت هاتين المباراتين إلى حدّ كبير الفريق الكاتالوني بطلاً بفعل تفوّقه في «كامب نو» و«سانتياغو برنابيو».

من الأقوى؟

السؤال المطروح بقوة حالياً في كل النقاشات الخاصة بالكرة الاسبانية هو عن هوية الاقوى بين برشلونة وريال مدريد. وهنا ينقسم الطرح الى شطرين، الاول يعنى بالمواجهة المباشرة بينهما، والثاني يحكي عن الفريق صاحب النفس الأطول الذي يمكنه الصمود حتى الامتار الاخيرة في موسمٍ طويل سيشارك فيه الفريقان في كل البطولات الممكنة.
فعلاً يبدو من الصعب الغوص بدقة او توقّع من هو صاحب الافضلية، لكن الأكيد ان لقب برشلونة في خطرٍ اكثر من اي وقتٍ مضى، لانه للمرة الاولى منذ فترةٍ غير قصيرة يظهر ريال مدريد كأنه يعمل بخطةٍ مدروسة، فاستغنى مع وصول المدرب البرتغالي المحنّك جوزيه مورينيو عن فلسفته المشهورة ومحورها التعاقد مع نجوم الصف الاول، فذهب الى سدّ حاجاته بعناصر يمكنها ان تجاري نجوم «البرسا» (أمثال الالمانيان سامي خضيرة ومسعود أوزيل والارجنتيني أنخيل دي ماريا والبرتغالي ريكاردو كارفاليو) عندما يقفون معهم وجهاً لوجه على الاقل.
وليس مبالغة القول إن قوة ريال مدريد لا تكمن في لاعبيه هذه السنة، إذ ان اقوى رجل في الفريق الملكي حالياً هو مورينيو، وهذا الامر سيبدو جليّاً في فترةٍ سريعة، ولا ضرورة للحديث عن أرشيف «المميّز» لتأكيد هذه المقولة.
ومع احتفاظ الريال بغالبية لاعبيه، اصبح لديه مقعد بدلاء دسم جداً يمكنه ان يخرج اوراقاً رابحة عدة في يد مورينيو تماماً كما كان الوضع مع مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا في المواسم الاخيرة عندما تسلّح مثلاً بالشابين سيرجيو بوسكتس وبدرو رودريغيز في كل مرّةٍ شعر فيها أنه في موقفٍ حرج أو احتاج فيه الى بديلٍ للعقلين المفكّرين، اي شافي هرنانديز واندريس إينييستا.
مسكينة هي الفرق التي ستواجه برشلونة وريال مدريد في «الليغا»، التي ستخسر من دون شك المزيد من الشعبية الى بطولاتٍ اخرى (امثال انكلترا والمانيا) حيث تتسع دائرة المنافسة لتشمل أربعة أو خمسة فرق.


برشلونة يحرز كأس جوان غامبز على حساب ميلان

تمكّن برشلونة من إحراز كأس جوان غامبز، مؤسس النادي الكاتالوني، بعد فوزه على ميلان الإيطالي 3-1 في ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، في المباراة التي أقيمت على ملعب «نو كامب».
وبعد شوط أول خالٍ من الأهداف، افتتح برشلونة التسجيل عبر الدولي دافيد فيا بعد تمرير عرضية من البرازيلي أدريانو كوريا كلارو (47)، إلا أن ميلان تمكن من إحراز التعادل عبر المهاجم فيليبو إنزاغي الذي حوّل بطريقة رائعة عرضية من الهولندي كلارنس سيدورف (68)، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي كان نجمها حارس برشلونة خوسيه مانويل بينتو الذي تمكن من صد 3 ركلات (3-1).
وكان ريال مدريد قد أحرز النسخة 32 لكأس سنتياغو برنابيو، مؤسس النادي بعد فوزه على بينيارول الأوروغواياني 2-0. وسجل أهداف النادي الملكي الأرجنتيني أنخيل دي ماريا (67) والهولندي رافايل فادر فارت من ركلة جزاء (90).


ضعف برشلونة في تغيير رئيسه

يعدّ رحيل رئيس برشلونة جوان لابورتا بعد انتهاء ولايته وحلول ساندرو روسيل مكانه، ضربةً كبيرة للنادي الكاتالوني، وخصوصاً أن البعض يشير إلى أن كثيرين من الجمعية العمومية والإدارة لا يتقبّلون الرئيس الجديد.