ستة فرق ستنشط في بطولة كأس التحدي، التي تشكل محطة مهمة بالنسبة إليها أكثر من أي وقتٍ مضى، وخصوصاً أن غالبيتها لم تنهِ حتى الآن تجاربها على صعيد اللاعبين الأجانب، ولم تصل الى تشكيلة شبه نهائية ضمن استعداداتها للموسم الجديد الذي ينطلق منتصف الشهر المقبل.وهذا الأمر ينطبق على فرق المجموعتين، حيث تضم الأولى شباب الساحل والحكمة والراسينغ، بينما تضمّ الثانية السلام زغرتا والشباب الغازية والاجتماعي.

إذاً تختلف أهداف الفرق الستة في كأس التحدي، لكن الأكيد أنها تجتمع على أن المسابقة ستكون حقل تجارب بالنسبة إليها، لكن وفق مقاربة قد تكون مختلفة لكلٍّ منها. وهذه المسألة تنطبق مثلاً على الفرق التي ستبدأ مبارياتها اليوم، حيث يلعب شباب الساحل مع الحكمة الساعة 15.30 على ملعب العهد، والسلام زغرتا مع الاجتماعي في التوقيت عينه على ملعب المرداشية.
شباب الساحل كان قد بدأ تحضيراته منذ فترة غير قصيرة، تماماً بعكس الموسم الماضي عندما خاض هذه المسابقة في خضم معاناته وتخبطه إدارياً، لكنه أنهاها محتفلاً باللقب. لذا تبرز أكثر من مهمة أمام أبناء المدرب الجديد موسى حجيج، أولاها طبعاً ستكون الدفاع عن اللقب، وثانيتها البحث عن التشكيلة المثالية التي سيخوض بها «المايسترو» الدوري.
حجيج، بعد وصوله، عمل على سدّ بعض الثغَر التي رآها عبر استقدام أسماء محلية معروفة مثل نجم الغازية حسن دنش، ومدافع التضامن صور هشام شحيمي الذي يمكنه اللعب في أكثر من مركز، والظهير الأيسر محمد فواز من النجمة. لكن الأهم هو ما قام به الساحل على الصعيد الأجنبي، إذ مع عودة صخرة الوسط النيجيري دانيال أودافين والتعاقد مع أحد النجوم الذين قادوا طرابلس الى كأس لبنان أي الغاني دوغلاس نكروما، يُنتظر أن يقدّم الساحليون مهاجماً على مستوى عالٍ هو النيجيري كبيرو موسى (29 عاماً) الذي سبق أن لمع اسمه مع «المقاولون العرب» (30 هدفاً في 61 مباراة) و»القناة» (12 هدفاً في 18 مباراة) في مصر، ومع منتخب نيجيريا الذي خاض معه 17 مباراة، سجل خلالها 6 أهداف؛ بينها ثنائية في أول مباراة دولية له أمام غانا عام 2008 في تصفيات كأس الأمم الأفريقية.

الحكمة بـ«حواضر البيت» و«على البركة» أمام شباب الساحل المخيف



وفي الوقت الذي يتوقّع فيه أن يكون الساحل الفريق «البعبع» في هذه المسابقة، يُرجّح أن يكون الحكمة «جسر عبور» لمنافسيه، إذ إن «الأخضر» يدخل الى المسابقة بـ«حواضر البيت» و«على البركة». فريق المدربين فؤاد حجازي وسهاد زهران لم يجتمع إلا في سبع حصص تدريبية، ولا يزال بانتظار إدارته لمعرفة إذا ما كان سيقتحم البطولة بصورة قوية، أو سيكون «كيس رمل» لبقية الفرق، فالفريق الحكموي الحالي يتألف من اللاعبين الذين صعدوا به الى الدرجة الأولى، لا بل إنه خسر بعضاً منهم مثل مصطفى توسكا وعلي يعقوب ومحمد سلوم وجرجس عواد.
من هنا، يعود الأخضر إلى الظهور على الساحة بتشكيلة متواضعة وناقصة، مع نقطة وحيدة قد تكون إيجابية وتتمثل بتسجيله 4 غانيين على كشوفاته في كأس التحدي، من أجل اختبارهم، اثنان منهم يلعبان في خط الوسط والآخران في الدفاع والهجوم، علماً بأنهم خاضوا اختباراً مع النبي شيت.
وعلى خط الشمال، يجد السلام زغرتا أيضاً في المسابقة حقل تجارب، وخصوصاً مع قدوم المدرب الفنزويلي ــ السوري لؤي صلاح أبو كرم، واستقدامه ثلاثة لاعبين أوروغوايانيين قبل الاستغناء عن أحدهم وهو المدافع هايبراني دياز لمصلحة السوري إسراء عامر، ليُبقي على لاعب الوسط رافايل فليتاس، والمهاجم أندريس ليموس. مصدر مقرّب من الفريق أشار الى أن الأوروغوايانيَين لم يتأقلما حتى الآن مع أرضية العشب الاصطناعي، لكن ليموس أظهر قدرات كبيرة عندما خاض الفريق مباراة ودية مع النفط العراقي على ملعب طرابلس حيث سجل هدفين.
ومع ضم السلام لاعبين شابين واعدين هما علاء مزهر من الأهلي صيدا وإدمون شحادة لاعب منتخب الفوتسال سابقاً، خسر الفريق عنصرين أساسيين هما آغوب دونابيديان وعلاء حمية، إضافةً الى ابتعاد الثلاثي عمر عويضة وأبو بكر المل وعمر الحسين بسبب مطالبهم المادية التي رفضتها الإدارة.
ودائماً في الشمال، ستكون التغييرات بنسبة 60 في المئة على تشكيلة الاجتماعي، الذي جدّد ارتباطه بالغاني نيكولاس كوفي وضم إليه مواطنه المدافع آدم ماسالاشي، بينما سيذهب المدرب العائد فادي العمري الى خيارٍ هجومي ثانٍ بعد تجربة الغاني ديفيد أوكوكو والتوغولي جان لوك بولاس في كأس التحدي.
ورشة الاجتماعي لم تقتصر على الأجانب، حيث ضمّ هشام النابلسي من طرابلس والظهير بشير عبد الرزاق من العمال، ليصبح الفريق شبه مكتمل مع استعارة الواعدين علي وجعفر عيسى من الأنصار.