ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ سيتحوّل الأحد الساعة 21.30، قبلة للعالم بأجمعه، وذلك عندما يحتضن المباراة النهائية لمونديال 2010 بين إسبانيا وهولندا
شربل كريّم
أمة ستفرح وأخرى ستحزن عندما تنطلق صافرة نهاية مباراة إسبانيا وهولندا. هذه المباراة النهائية التي كانت محطّ حديث الجميع قبل انطلاق المونديال حيث اجتهد الكل لوضع عنوان لها قبل ان يصل «الماتادور» و«الأورانج» للوقوف على مسرحها، حيث سيسعيان الى تذوّق طعم الذهب للمرة الاولى في تاريخهما.
طبعاً، ستكون مباراة تاريخية بكل المعايير بالنسبة الى المنتخبين، إذ إنهما يتطلعان الى نزع صفة «الخاسر الاكبر» عنهما في المونديال، وخصوصاً الهولندي الذي خسر المباراة النهائية في 1974 و1978 رغم تسلّحه بجيلٍ ذهبي استثنائي وقتذاك.
فعلاً، لقد جاء نجوم وذهب آخرون في هولندا، لكنهم لم يحملوا المنتخب البرتقالي الى المجد. الرباعي رود غوليت وفرانك رايكارد وماركو فان باستن ورونالد كومان، سقطوا في هذا الامتحان في مونديال 1990، ودينيس بيرغكامب وباتريك كلايفرت والاخوان فرانك ورونالد دي بوير لقيا المصير عينه في 1998 بعدما سطع نجمهم على صعيد بطولات النوادي.
هذه المرة كان الوضع مختلفاً رغم تخلي الهولنديين عن فلسفة «الكرة الشاملة» التي ميّزتهم من دون ان ينصفهم التاريخ ويضعهم في صفحاته الذهبية. والمدرب «المهمّش» بيرت فان مارفييك الذي انتقد كثيرون منحه الثقة حقق ما عجز عنه اسلافه بلاعبين لم يخرج بعضهم من الدوري المحلي، الذي يعدّ اقل مستوى من البطولات الوطنية الاخرى في «القارة العجوز».
ستفرح مدريد أو أمستردام وسيحزن العالم لنهاية المونديال
سيكون من المثير للاهتمام رؤية أريين روبن وويسلي سنايدر يواجهان رفاقهما السابقين في ريال مدريد بعدما نُبذوا من العاصمة الاسبانية في واحدٍ من اسخف القرارات التي اتخذها النادي الملكي. كما سيبدو المشهد جميلاً في رؤية «أساتذة» خط الوسط الانيقين شافي هرنانديز وأندريس إينييستا وشابي ألونسو في مواجهة لاعبي وسط من نوعٍ آخر اي مارك فان بومل ونايجل دي يونغ اللذين يعتمدان كثيراً على الخشونة والالتحامات البدنية.
اذاً هذا اللقاء سيقدّم الينا أسلوبين مختلفين في كرة القدم، لكن الانضباط سيكون عاملاً حاسماً، حيث سيبدو المدربان فيسنتي دل بوسكي وفان مارفييك وكأنهما يلعبان الشطرنج، اذ ان اي حسابات متسرّعة ستؤدي الى اخطاءٍ لا تحمد عقباها.
وهنا، يملك دل بوسكي افضلية لأن الخليط المدريدي ـــــ الكاتالوني (كل اللاعبين الاساسيين من برشلونة وريال مدريد ما عدا خوان كابديفيلا لاعب فياريال) ظهّر من العصبية المعروفة بين العاصمة والاقليم «الثائر» عصبة كروية نارية يمكنها ان تحرق اوراق الخصوم.
ببساطة، كل لاعبي اسبانيا نجوم في مراكزهم، وما يعطيهم دافعاً اكبر هو الفشل خلال الموسم على الصعيد الاوروبي، اذ يتطلع جنود ريال مدريد وبرشلونة الى استعادة البريق الذي فقدوه في دوري الابطال، حيث برز الهولنديون وتحديداً سنايدر حامل اللقب مع إنتر ميلانو وروبن وفان بومل اللذين حظيا بالوصافة مع بايرن ميونيخ.
ساحة «سيبيليس» في مدريد ونظيرتها «بلاثا دي كاتالونيا» في برشلونة تتحضران للاحتفال كلٌ على طريقتها الخاصة، وطبعاً هذه الطريقة قد تكون مختلفة كثيراً عن الاحتفالات الهولندية «الحمراء» في شوارع أمستردام.
أمرٌ حزين وحيد سيتشاركه عشاق كرة القدم حول العالم، وهو نهاية المونديال الذي تحوّل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية على مدار شهرٍ كامل، والآن سننتظر 4 اعوام أخرى لعيش تلك «الهستيريا» الاستثنائية من جديد.


إنجاز قد لا يتحقق