يبدو أن بايرن ميونيخ بطل ألمانيا ووصيف بطل أوروبا قد عاد إلى سياسة التقشّف، في الوقت الذي يفترض أن يسدّ فيه بعض الثُّغر ليعيش موسماً هادئاً، لكن للقيّمين على النادي البافاري حسابات أخرى
شربل كريم
صحيح أن بايرن ميونيخ أحرز ثنائية الدوري والكأس في ألمانيا وحلّ وصيفاً في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكنه عانى كثيراً في بعض المراحل على الصعيد المحلي، واحتاج إلى معجزات حقيقية من نجمه الهولندي أريين روبن ليقف على مسرح نهائي المسابقة الأوروبية الأم. لكن هناك في مباراته الأخيرة، انكشف الفريق البافاري، وبدا أنه بحاجة إلى وجوه جديدة في بعض المراكز الحساسة.
إلا أن رئيس النادي كارل ـــــ هاينتس رومينيغيه خرج بتصريح مفاجئ يقول فيه إن التشكيلة الحالية هي الأساس في حسابات المدرب الهولندي لويس فان غال للموسم المقبل، ولن يكون الأخير بحاجة إلى تعاقدات جديدة!
فعلاً، يبدو تصريح رومينيغيه مستغرباً، وهو الذي يعلم تماماً أن الفريق بحاجة ماسّة إلى ثلاثة لاعبين جدد في خط الدفاع، والدليل أن ثنائي الارتكاز الأرجنتيني مارتن ديميكيليس والبلجيكي دانيال فان بويتن كانا نقطة الضعف بسبب بطئهما، ما أدى إلى دخول مرمى الحارس المخضرم هانز ـــــ يورغ بوت أهدافاً عدة، ولعل هدفي الأرجنتيني دييغو ميليتو مهاجم إنتر ميلانو في نهائي دوري الأبطال هما أبرزها، وذلك بعدما تخطى بسهولة تامة رقابة الثنائي الدفاعي الهشّ.
بايرن بحاجة ماسّة إلى ثلاثة لاعبين جدد في خط الدفاع
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ؛ لأن فان غال اعتمد طوال الموسم على لاعبين يافعين في الطرف الأيسر، إذ تبادل دييغو كونتنتو وهولغر بادشتوبر الدور على الجهة اليسرى. وإذ قدّم الاثنان أداءً طيّباً بالنظر إلى خوضهما أول موسم في الأضواء، فإنهما بدوا كأنهما يحتاجان إلى خبرة كبيرة لتقسيم جهودهما بين الدفاع والهجوم طوال المباراة على غرار ما يفعل الظهير الأيمن فيليب لام مثلاً، فلم يضف أي منهما الشيء الكثير في الشقّ الثاني بسبب ارتباكه بعض الأحيان وعدم جرأته على ترك منطقته.
وامتداداً إلى الوسط، ظهر أن الفريق بحاجة إلى لاعب مؤازر لباستيان شفاينشتايغر، وهو بالتأكيد ليس الهولندي مارك فان بومل الذي خانته لياقته البدنية في مناسبات عدة، فعمد إلى ارتكاب الأخطاء، وقد يكون الحلّ باستقدام سامي خضيرة الذي كوّن ثنائياً رائعاً مع الأول في مونديال 2010. كذلك يُفترض أن يُعاد النظر في خط الهجوم بعد تألق ميروسلاف كلوزه في كأس العالم حيث يفترض أن يعود أساسياً إلى جانب الكرواتي إيفيكا أوليتش، على أن يُبحث في وضع ماريو غوميز الذي لم يفِ حتى الآن المال الذي دُفع من أجل استقدامه.
إذا كان بايرن قد خرج بأرباح مالية هائلة جراء نجاحاته الأخيرة، فإن مساعيه نحو تحوّله أغنى ناد في العالم قد تصاب بضربة بسبب العودة إلى سياسة التقشّف، ولا يجلب المزيد من المال سوى الاستثمار في صفقات جديدة ناجحة، والمثال الحيّ على هذه المقولة هو «المنقذ» أريين روبن.


وقف التفاوض على فان در فيل

أوقف أياكس امستردام مفاوضاته التي كان قد فتحها مع بايرن ميونيخ الساعي الى التعاقد مع الظهير الايمن الدولي غريغوري فان در فيل. وكان نادي العاصمة الهولندية قد اعطى نظيره البافاري مهلة حتى منتصف ظهر امس للعودة اليه بعرضٍ رسمي، لكن يبدو ان تردّد مسؤولي بطل المانيا اجبر اياكس على وقف المفاوضات التي قد يفتحها مع اندية اخرى مهتمة بنجمها الشاب.