عاد نجم الكرة اللبنانية محمد غدار من البحرين، بعدما احترف مع نادي الشباب، ولكن ليس إلى ناديه النجمة بل حراً مع بطاقته الدولية لينضم إلى قافلة النجوم الذين خسرتهم نواديهم مجاناً بسبب غياب العقود المنظّمة وهزالة الواقع
علي صفا
لقاء غدار، هداف فريق النجمة ولبنان لموسم 2008، مميّز كما هو بشخصيته الخلوقة المتّزنة، وجمله الكلامية تشبه جمله الكروية التي يختمها غالباً بهدف، وهدفنا من لقائه كان إضافة إلى تجربته في كرة البحرين وعلاقته بناديه النجمة وتفاصيل غيابه عنه ومآرب أخرى.
تجربتي مع نادي الشباب البحريني كانت جيدة، فنياً ومادياً واحترافاً، حيث طرقت باب مستقبلي، وحصلت على «البطاقة الدولية» وتحررت بعدما شعرت للأسف بتحكّم إدارة النجمة بوضعي دون حلول رغم أنني كنت أشارك قليلاً في بعض المباريات. المهم، أنني دخلت مجال الاحتراف بكل ارتياح.
قال غدار هذا وهو يحترم النجمة ولكنه يأسف لأسلوب «الإداري» الذي كان يتولى الحوار معه قبل مغادرته بما فيه من مواربة وتهرّب وعدم صدقية.
ولإيضاح المسألة أكثر كان سؤال: كيف كانت آخر اتصالاتك مع النجمة قبل رحيلك؟
جاءتني عروض من دبي، ثم من إندونيسيا عبر وسيط لبناني في الخارج، (200 ألف دولار للنادي و100 ألف لي)، ويعرف هذا أمين سر النجمة سعد عيتاني الذي رفض الموضوع قائلاً «أنا لا أريد أن تغادر»، رغم أنني لم أكن أقبض مستحقاتي لفترة، ولم أكن أشارك مع الفريق في اللعب بانتظام.
■ ولكنك غادرت إلى البحرين.. كيف؟
ـــ نعم، توجهت عبر وسيط بحريني، وخضت تمرينتي ومباراة ودية ووافق المدرب الوطني جاسم داوود ووقعت العقد، ثم رفعت المسألة إلى الاتحاد الدولي «الفيفا» شارحاً لهم واقعي مع نادي النجمة (لاعب هاوٍ بلا عقد) ووصلت البطاقة الدولية بعد 45 يوماً، ثم شاركت رسمياً في آخر خمس مباريات مع نادي الشباب البحريني في الدوري (سجلت 5 أهداف).
وعن تفاصيل العقد لمَن يهمه الأمر، قال غدار «خمسة آلاف دولار شهرياً مع السكن والسيارة»، وبصراحة الأهم هو حصولي على «البطاقة الدولية» كمحترف، وهذه خطوة نحو الأفضل ...والأبواب مفتوحة.

آسف لأسلوب إدارة النجمة بما فيه من مواربة وعدم صدقية
وعن مشاهداته في البحرين، قال غدار: هناك احترام لافت للاعب إدارياً وقانونياً، فحقوق اللاعب لها أولوية وهذا ما نفتقده في لبنان. ثقافة الجمهور البحريني عالية، ونسبة الحضور ترتفع لدى فريقي المحرق والرفاع الغربي، وثمن تذكرة الدخول العادية (دينار بحريني = 3500 ليرة).
وعن النظرة البحرينية لكرة لبنان، أفاد غدار «ما في فوتبول»، هم يقدّرون كرة السلة في لبنان عربياً وآسيوياً.
وعن الإعلام الرياضي البحريني، قال: هناك حوالى عشر صحف مختصة للرياضة، وهذا دليل اهتمام ومواكبة.
■ وما رأيك أنت الآن في الكرة اللبنانية الآن؟
ـــ عندنا خامات جيدة من اللاعبين، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في نظام العقود وهو يمنح التسلط للنوادي على اللاعبين، ولا بد من تغيير هذه الأنظمة إلى وضع أكثر عدالة واتزاناً.
■ هل اتصل بك أحد من النجمة بعد عودتك؟
ـــ لا، لم يتصل بي أي إداري من النجمة، لا خلال هذه المرة ولا قبلها عندما حضرت كزيارة أيضاً.
فقط اتصل بي جماعة من «هيئة جمهور النجمة» ودعوني إلى حفل الذكرى السنوية لوفاة إداري النجمة سمير العدو، فحضرتها مرحباً مع بعض اللاعبين. (رغم ان إدارة النجمة تجاهلت تماماً هذه المناسبة).
■ كيف وجدت هيئة الجمهور؟
ـــ جماعة يحبون النجمة جداً، وأكدوا على أنهم يعملون لإعادة النادي كما كان للجميع «دون سياسة»، وقال بعضهم لي عن محبة طبعاً «وأنت من اللاعبين الذين سيعودون للنجمة».
■ وأنت، هل ستعود؟
ـــ لا بديل من النجمة في لبنان إذا قررت اللعب هنا شرط أن يعود كما كان تحت إدارة غير هذه وغير سياسية عموماً، فالتجارب أثبتت أخيراً أن السياسية لا يمكن أن تنفع النجمة ولا جمهوره ولا مستقبله، فالنجمة أشمل من السياسة.
■ كم ستبقى في لبنان؟
ـــ باقٍ لما بعد كأس العالم، وهناك اتصالات مبدئية مع أطراف خارجية وأتوقع وصول عروض جديدة للاحتراف، هذا رغم أن مسؤولين من ناديين لبنانيين من أوائل الدوري كلّموني ولكن بصراحة تبدو لي فكرة البقاء في لبنان غير واردة، وللأسف الشديد أن لا مستقبل لكرة القدم في لبنان.
وختم محمد غدار حديثه عن واقع المنتخبات الوطنية قائلاً «تشكيل المنتخب الوطني يلزمه إعادة نظر ووضع خطة لسنوات مع أجهزة ثابتة وميزانية مناسبة».
...وهكذا، يبرز درس جديد من هذا الحوار عنوانه «متى يفهم اتحاد اللعبة وإدارات النوادي عقم نظام العقود الحالي المتسلط مع اللاعبين رغم أن الأبواب تبقى مفتوحة لخسارتهم نجومهم مجاناً عبر الاحتراف الحر. نجوم يريدون مستقبلهم لا ضياع شبابهم في لعبة عبثية.


حركة تصحيحية لنادي النجمة

تعمل مراجع نجماوية على ضرورة التغيير في الإدارة الحالية بأسرع وقت، بعدما وصلت حال الإدارة الحالية إلى الشلل، لدرجة أنها لا تجتمع منذ مدة حتى بأشخاصها الأربعة العاملين من 11 إدارياً أساسياً، وصندوقها مكسور على حوالى مليون دولار! ويحاول بعض المخلصين الاستفادة من عودة بهاء الدين الحريري (الصورة) الراعي الأسبق للنجمة.