في 21 تشرين الثاني 2008 انتُخب الاتحاد اللبناني لكرة السلة. في 7 حزيران 2008 سقط الاتحاد. بين هذين التاريخين مرت لعبة كرة السلة بأزمات أكثر مما مرت بانفراجات، والسبب لجنة ادارية غير متجانسة... ماذا حصل وهل يتكرر السيناريو؟

عبد القادر سعد
بعد مخاض عسير والكثير من الترنّح والاهتزاز، سقطت اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة، بعد استقالة تسعة أعضاء من أصل 13 وهم: جورج بركات، فادي تابت، هاغوب ترزيان، غسان فارس، طوني ديب، سابا مخلوف، فؤاد نعمة والدكتور روبير أبو عبد الله. وسُجّلت في البريد الوارد بتاريخ 8 حزيران 2010.
ما إن صدر البيان عن الأمانة العامة للاتحاد، حتى بدأ الحديث عن الخطوة التالية، ليجتمع عدد من المستقيلين في نادي المركزية للإجابة عن السؤال... ماذا بعد؟
هل سيُتوصّل الى لجنة ادارية جديدة منتجة وفاعلة بأسماء جديدة ودم جديد، أم أن المسألة ستكون بتغيير شخص واحد لا غير والعودة بمعظم الطقم الحالي؟
اجتماع أمس حضره 6 أعضاء مستقيلين هم: أبو عبد الله، بركات، تابت، فارس، مخلوف، ونعمة، إضافة الى رئيس نادي غزير جان همام، فيما تغيّب أبو بكر وديب لارتباطهما بواجب عزاء، وهاغوب ترازيان لارتباط شخصي.
وكلّف المجتمعون الدكتور أبو عبد الله ليكون الناطق الرسمي باسم المجموعة المستقيلة، وهو تحدث إلى «الأخبار» عن المرحلة المقبلة، مؤكداً التعاون مع الجميع دون استثناء أحد والانفتاح على الكل لتركيب اتحاد متجانس لا يستثني أحداً ويراعي جميع التوازنات. ورأى أبو عبد الله أن الاتحاد الآن بحكم المستقيل، والقانون ينص على أن الرئيس والأمين العام يتوليان مهمة دعوة الجمعية العمومية لانتخاب اتحاد جديد من 13 عضواً. وسيبدأ الإعداد للانتخابات من اليوم عبر مراسلات الى الجمعية العمومية وإبلاغ الوزارة لتجري الانتخابات بعد شهر من الآن. وعن منتخب لبنان ومشاركته في كأس العالم وإمكان تأليف لجنة لتسيير أموره، أوضح أبو عبد الله أن المنتخب سيكمل عمله طبيعياً، ولن يمس، لا هو ولا اللاعبون ولا المدرب، وستُقدّم جميع التسهيلات للمنتخب الذي لا دخل له في أعمال ادارية وانتخابية.
وأضاف «نحن والوزارة متمسّكون بالقانون وتطبيقه وحريصون على سير الأعمال الإدارية والعمل داخل الاتحاد، وكل ما حصل عبارة عن رأي ديموقراطي عبّر عنه الأعضاء».
واستبعد أبو عبد الله أن تكون هناك عرقلة من قبل أحد، لأن المسألة ليست شخصية ولا موجهة ضد أحد، إضافة إلى أن من مصلحة الجميع عدم العرقلة، لأن الأهم هو مصلحة لعبة كرة السلة.

خيامي ومصلحة المنتخب

المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي كان له رأي بشأن الموضوع، وشدد على أن همّ الوزارة هو مصلحة منتخب لبنان. وفي ظل الظرف الحالي، ورغم عدم قانونية الخطوة، يمكن تأليف لجنة من خمسة الى سبعة أعضاء برئاسة بيار كاخيا لتسيير أمور المنتخب خلال مشاركته في كأس العالم، رغم عدم وجود مستند قانوني لها، لكنّ مصلحة المنتخب هي الأهم، وخصوصاً أن الانتخابات ستحتاج إلى شهر حتى تُجرى، إضافة الى فترة أخرى لتسلّم المهمات، وهذا قد يؤثر على عمل المنتخب.
من جهته، رأى هاغوب ترازيان، آخر الأعضاء المستقيلين، أن استقالته جاءت بسبب عدم قدرة الاتحاد على الاكمال بهذه الطريقة، والمسألة ليست ضد بيار كاخيا، وفي الوقت نفسه «أنا لست مع بيار»، وأضاف «الأمر مؤسف أن تصل الأمور الى هنا». وعن إمكان عودته الى الاتحاد، أشار ترازيان إلى أن المسألة بيد حزب الطاشناق، علماً بأنه يتمنى أن يختاروا أحداً بدلاً منه، كي يستطيع التفرغ لأمور أخرى ومنها عائلته.


كاخيا والمفاجأة

كشف رئيس الاتحاد بيار كاخيا (الصورة) أنه كان يتوقّع ما حصل، لكنه فوجئ باستقالة اثنين هما الدكتور روبير أبو عبد الله وسابا مخلوف، اللذان أكدا لبودي معلولي أنهما لن يستقيلا، إضافة الى أن مخلوف أقسم بأولاده في اتصال مع كاخيا، قبل صدور بيان الاستقالة بدقائق، أنه لم يستقل!