strong>حان الموعد بعد انتظار بفارغ الصبر دام أربع سنوات. دقت ساعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، حيث ستفتح جنوب أفريقيا ذراعيها للعالم في النسخة الـ19 التي تستضيفها ابتداءً من اليوم وتستمر حتى 11 تموز المقبل
ملعب «ساكر سيتي» في جوهانسبورغ سيكون مكان الحدث حيث سيحتضن العالم اليوم من خلال حفل افتتاح مونديال 2010، الذي يحلّ للمرة الأولى على «القارة السمراء» التي انتظرت هذه اللحظة منذ فترة طويلة جداً. ومن دون شك، ستعني هذه الكأس الكثير لسكان أفريقيا الذين يعاني معظمهم من الفقر المدقع والجوع والمآسي، وستكون متنفساً لهم ولو لفترة محدودة، وفرصة نادرة لإثبات قدراتهم في تنظيم أحداث رياضية ضخمة بحجم كأس العالم.
ومنذ أن نالت جنوب أفريقيا شرف استضافة كأس العالم في 14 أيار 2004، واجهت اللجنة المنظمة انتقادات عدة، وخصوصاً في ما يتعلق بالنقل وقلّة الفنادق، وجرى التشكيك في قدرات بلاده بعدما أُضيفت مخاوف أمنية إلى هذه العوائق.
ويؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف بلاتر، أنه يجب «منح الثقة لأفريقيا واستبعاد كل الشكوك المتعلقة بالأمن».
وأضاف بلاتر: «أرجوكم، لنوقف الشكوك حول قدرة الأفارقة على التنظيم وحول الأمن أيضاً».
وأوضح أن «جنوب أفريقيا بلد سياحي بامتياز، فهي تستقبل سنوياً 11 مليون سائح، وفجأة عندما نتكلم على كرة القدم يقال على الفور إنها بلد غير آمن. وهذا الأمر في الواقع غير مفهوم».
جنوب أفريقيا × المكسيك (17:00 بتوقيت بيروت)
تقصّ جنوب أفريقيا المضيفة شريط افتتاح المباريات عندما تلتقي المكسيك على ملعب «ساكر سيتي»، حيث ستصدح أصوات «الفوفوزيلا» لتشجيع منتخب «بافانا بافانا» بقيادة مدربه البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، الساعي إلى الخروج بثلاث نقاط في أول اختبارٍ له، وخصوصاً أن المجموعة الأولى تضمّه إلى فرنسا والأوروغواي اللذين تذوقا طعم الانتصار العالمي ثلاث مرات مجتمعين.
وتبدأ رحلة «بافانا بافانا» نحو المجهول، وقد ينتهي الفصل الأول من هذه الرحلة بطريقة إيجابية في حال نجاح أصحاب الأرض في تكرار سيناريو المواجهة الأخيرة التي جمعتهم بأحفاد الـ«ازتيكس» عندما تغلبوا عليهم 2ـ1 عام 2005، فيما فاز المكسيكيون بالمباراتين الأخريين اللتين جمعتا الطرفين ودياً في 1993 (4ـ0) و2000 (4ـ2).
وتدخل جنوب أفريقيا إلى المباراة الافتتاحية بمعنويات جيدة لأنها لم تذق طعم الهزيمة في 12 مباراة على التوالي، لكن المواجهات التي خاضها لاعبوها خلال استعداداتهم للعرس الكروي لم تمثّل تحدياً كبيراً لقدراتهم باستثناء المباراة الأخيرة التي خاضوها السبت الماضي أمام الدنمارك (1ـ0).
ومن المؤكد أن عودة باريرا لتدريب جنوب أفريقيا مرة أخرى أعطت مفعولها الإيجابي؛ لأن منتخبه لم يخسر أي مباراة منذ تشرين الثاني الماضي، وذلك عندما استعاد المهمة القيادية المدرب البرازيلي الذي سيدخل التاريخ لأنه أول مدرب يخوض ست نسخات من كأس العالم.
وسيقف إيتوميلينغ كونيه بين الخشبات الثلاث بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها أمام كولومبيا (2ـ1)، ويلعب أمامه الرباعي الدفاعي سيبونيسو غاكسا والقائد أرون موكوينا وبونغاني كومالو وتسيبو ماسيليلا، فيما سيعتمد المدرب البرازيلي على خمسة لاعبين في خط الوسط، هم: تيكو موديسي ورينيلوي ليتسهولونياني وسيفيوي تشابالالا وستيفن بينار، بينما يتنافس كاغيشو ديكغاكوي وثاندوييزي كوبوني على إكمال خماسي الوسط.
وسيكون كاتليغو مفيلا المهاجم الوحيد، وهي مسؤولية صعبة على هذا اللاعب الذي يلعب في الدوري المحلي، لكنه أثبت حتى الآن جدارته بتسجيله ستة أهداف في خمس مباريات تحضيرية.
في المقابل، وضع المدرب المكسيكي خافيير أغيري أمامه هدف قيادة بلاده إلى الدور الثاني على أقل تقدير، وهو أمر نجح في تحقيقه منتخب الـ«تريكولور» في النسخات الأربع السابقة. إلا أن مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني السابق يأمل تحقيق إنجاز أكبر من ذلك أيضاً وحمل بلاده إلى تكرار سيناريو 1970 و1986 عندما وصلت إلى ربع النهائي مستفيدة من عاملي الأرض والجمهور عند استضافتها النسختين.
ويعوّل أغيري على قلب دفاع برشلونة الإسباني والقائد رافايل ماركيز بشكلٍ أساسي إلى جانب جيوفاني دوس سانتوس وغييرمو فرانكو وجيراردو تورادو وأندريس غواردادو، بينما من المرجح أن يتولى مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي الجديد خافيير هرنانديز مهمة اللعب وحيداً في خط المقدمة.
الأوروغواي × فرنسا (21:30)
وضمن المجموعة عينها، يعود المنتخبان الفرنسي والأوروغوياني بالذاكرة إلى بوسان عندما تواجها للمرة الأخيرة خلال الدور الأول من مونديال 2002، لكن يأمل كل منهما ألّا تنتهي المباراة التي ستجمعهما على ملعب «غرين بوينت استاديوم» في كايب تاون بنتيجة مماثلة لمباراتهما الأخيرة (0ـ0) لأنهما يتطلعان إلى الخروج بالنقاط الثلاث التي ستعطي أحدهما الدفع المعنوي اللازم.
ويدخل الفرنسيون إلى مباراتهم مع أبطال 1930 و1950 بمعنويات مهزوزة تماماً بعد تعادلهم الصعب مع تونس 1ـ1 وخسارتهم على أرضهم وبين جماهيرهم أمام الصين 0ـ1.

يؤكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف بلاتر، أنه يجب «منح الثقة لأفريقيا»

سيدخل مدرب منتخب جنوب أفريقيا البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا التاريخ لأنه أول مدرب يخوض ست نسخات من كأس العالم
ولم يكن تأهل الفرنسيين إلى النهائيات سهلاً على الإطلاق، إذ احتاجوا إلى الملحق الأوروبي ثم إلى يد تييري هنري لكي يحجزوا مكانهم في العرس الكروي على حساب جمهورية إيرلندا، كذلك فإن عدداً من لاعبي أبطال 1998 متورطون بفضيحة جنسية ضجت بها وسائل الإعلام المحلية والدولية وعلى رأسهم نجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري.
وسيكون هنري اللاعب الوحيد من التشكيلة التي توّجت بلقب مونديال 1998 على حساب البرازيل (3ـ0)، إلا أن مهاجم برشلونة قد يكتفي بالجلوس على مقاعد الاحتياط في مباراة اليوم وحتى في المباريات المقبلة، وهو يبدو أنه لا يمانع بأداء دور «الجوكر» بحسب ما أكد أخيراً لصحيفة «ليكيب» الفرنسية.
وسيعوّل دومينيك على وليام غالاس وباتريس إيفرا لقيادة الخط الخلفي، فيما سيكون جيريمي تولالان وأبو ديابي في خط الوسط الدفاعي وأمامهما كل من يوان غوركوف وريبيري، بينما يتنافس فلوران مالودا وأندري بيار جينياك ليكونا ضمن الوسط الهجومي الذي يوفّر المساندة لرأس الحربة الوحيد نيكولا أنيلكا.
أما من ناحية المنتخب الأوروغوياني الساعي إلى استعادة ذكريات الأيام الغابرة، فيأمل مدربه أوسكار تاباريس أن يكرر على أقله ما حققه خلال ولايته الأولى عندما قاده عام 1990 إلى الدور الثاني.
وستعول الأوروغواي أساساً على ثلاثي الهجوم دييغو فورلان (أتلتيكو مدريد الإسباني) ولويس سواريز (أياكس أمستردام الهولندي) وإيديسون كافاني (باليرمو الإيطالي)، إضافة إلى المدافع مارتن كاتشيريس (يوفنتوس الإيطالي).


ترشيحات بيليهوقال بيليه: «تملك كل من إسبانيا والبرازيل أفضل منتخب، لكن من الصعب اختيار منتخب معيّن كمرشح. سأكون سعيداً برؤية منتخب البرازيل يواجه منتخباً افريقياً في النهائي. أعرف الكرة الافريقية جيداً. ستكون بطولة جيدة مثيرة جداً ومنظمة جيداً».
أما عن حظوظ بلاده بإحراز اللقب السادس، فقد اعترف بيليه بأنه يتعيّن على لاعبي المنتخب البرازيلي أن يبذلوا جهوداً كبيرة من أجل ذلك.