strong>حسن زين الدينهل تذكرون هدف بيليه الصاعق بمرمى السويد عام 1958 في نهائي المونديال؟ هل تذكرون هدف كارلوس ألبرتو بعد تمريرة سحرية من بيليه نفسه أمام إيطاليا في نهائي مونديال 1970؟ هل تذكرون أهداف بيبيتو وروماريو ورونالدو في المونديالات اللاحقة؟ بالتأكيد تذكرون. هل تذكرون ما فعلته البرازيل أمام كوريا الشمالية أول من أمس؟ بالتأكيد، معظمكم لن يتذكروا ما قدّمه أبناء كارلوس دونغا في هذه المباراة رغم أنها «طازجة».
«طازجة» لكن مكانها الثلاجة، فمنتخب «السيليساو» كان، ببساطة، شبحاً لذاك المنتخب الذي كان يرعب العالم فور نزوله إلى أرض الملعب، حين كان سحر «السامبا» يخطف الألباب قبل الأنظار.
هنا، لا أعذار أمام دونغا، فالجميع كان ينتظر ما ستقدّمه هذه التوليفة أمام منتخب طري العود. هناك من خُيّل إليه أن النتيجة ستبلغ رقماً قياسياً، وكان الاستهزاء بالخصم هو السمة الطاغية على الأقل في آراء عشاق هذا المنتخب الكبير. لكن أياً من ذلك لم يحدث، وجلّ ما فعلته البرازيل هو استفاقة في مطلع الشوط الثاني الذي شهد تسجيلها هدفين أولهما لمايكون وإن كان جميلاً لكن الحارس الكوري يتحمل بالتأكيد مسؤولية فيه، إذ إن زاوية المرمى كانت مشرّعة أمام الظهير الأيمن البرازيلي.
كان حرياً بدونغا إتاحة الفرصة مجدداً أمام رونالدينيو
ثمة أسباب كثيرة لا بد من التوقف عندها لتفكيك هذا الإخفاق البرازيلي رغم الفوز، وهذا طبيعي، إذ إن المطلوب من «السيليساو» أكثر من ذلك بكثير، ولو كانت النتيجة صغيرة فإن الإبهار البرازيلي الذي اعتدنا عليه كان غائباً. هنا، لا بد من التوقف أولاً عند الغياب الكبير لقلب الفريق النابض الذي بُنيت كل خطة دونغا عليه، ألا وهو كاكا، فهذا الأخير لم يقدّم البتة ما اعتدناه منه، وتمريراته كانت خاطئة إجمالاً، حيث بدا التوتر ظاهراً عليه، إذ لا يعقل من لاعب بحجم كاكا أن يمرر تمريرة إلى خارج الملعب وهو بجانب أحد زملائه (د.20)! كذلك كان التناغم مفقوداً بينه وبين الثنائي إيلانو وروبينيو، وكأن المستوى المتواضع الذي ظهر به هذا الموسم مع ريال مدريد الإسباني ألقى بظلاله على مستواه في أولى مباريات مجموعة «الموت».
ولا بد من التوقف عند تواضع مستوى فابيانو، إذ، بتجرد، إن هذا اللاعب ــ رغم موهبته ــ لا يرتقي لأسماء بمستوى رونالدو وروماريو وبيبيتو. وهنا علينا العودة إلى دونغا الذي أخطأ بعدم استدعائه باتو. وإضافة إلى باتو، كان حرياً بدونغا إتاحة الفرصة مجدداً أمام رونالدينيو الذي قدّم أداءً مميزاً في النصف الثاني من الموسم الأخير مع ميلان، وبدت الرغبة شديدة عنده للعودة إلى «السيليساو» وتقديم مستوى ينسي العالم ما قدّمه في مونديال 2006 في ألمانيا. ويضاف إليهما ادريانو الذي رغم عدم انضباطه الأخلاقي، إلا أنه قدّم أداءً جيداً مع فريقه فلامنغو في البرازيل.
هذا، ولا يمكن إلا إعطاء كل ذي حق حقه، إذ إن الظهير الأيمن مايكون كان نجماً للقاء بكل ما للكلمة من معنى، فقد نسج هذا اللاعب على ذات المنوال الذي ينسجه مع فريقه إنتر ميلانو الإيطالي، وكان أحد منقذي البرازيل بفعل انطلاقاته الصاروخية وتسديداته المحكمة، إضافة إلى إيلانو الذي أدى الدور المفترض أن يؤديه كاكا، وذلك بتمريراته الذكية، وسجّل هدفاً جميلاً وبدا تناغمه واضحاً مع روبينيو.
باختصار، ثمة حسابات كثيرة لا بد أن يقوم بها دونغا، وعليه في القريب العاجل تفكيك «شيفراتها» قبل موقعتيه الكبيرتين أمام ساحل العاج والبرتغال، ذلك أنه لا بد من أن تتصدر البرازيل مجموعتها لتفادي مواجهة إسبانيا في الدور الثاني (في حال تصدُّر بطل أوروبا مجموعته الثامنة)، حيث لا يعود ينفع الندم في هذه الحالة، فإما تكون أو لا تكون!