حسن زين الدين«في كل عرس له قرص»، هذا ما يصح قوله في أحاديث بعض اللبنانيين هذه الأيام. لكن ما هو العرس ولمن القرص؟
العرس هو للمونديال بطبيعة الحال، ومن غير ذلك في هذه الأيام. أما القرص فهو للحرب. نعم، الحرب بوجهيها: الأهلية والإسرائيلية.
هي قصة تبدأ ألفها في عام 1975 وتنتهي ياؤها في عام 2006. قصة سيرويها لنا شخصان من جيلين مختلفين، جيلين عايشا الحرب والمونديال. عند علي يوسف ووالده أبو حسن «الخبر اليقين»، سيخبرنا كل منهما بكيفية ارتباط الحرب بالمونديال من وجهة نظره.
نبدأ من علي (17 عاماً)، الطالب في ثانوية الشياح الرسمية. علي، كغيره من اللبنانيين المتشائمين، يردد المقولة الشائعة لدى البعض في الشارع اللبناني، التي تربط المونديال بحرب تشنها إسرائيل، كما حدثنا التاريخ، «الله يستر ما تعمل إسرائيل حرب بعد المونديال، هيك عملت بعام 1982 ورجعت بعام 2006» يقول الشاب بثقة، لا على سبيل النكتة، كما البعض. هذا السبب الوحيد يجده علي، الألماني الهوى مونديالياً، «مبرراً» لشنّ إسرائيل حربها.
علي متخوف إذاً بعكس والده أبو حسن.
عند أبو حسن للمونديال والحرب قصة مختلفة تماماً عن تلك التي يرويها نجله. قصة تعود إلى الحرب الأهلية «بالحرب كنا ننطر المونديال مناطرة، كانت المدافع والرصاص يوقفوا عند المباريات المهمة، وبس تخلص (المباريات) يرجع القواص متل الشتي ينزل علينا» يقول الرجل مردفاً: «في تلك الفترة كنا نأخذ وقتاً للراحة بين «الشوطين»» يقول مبتسماً، ويتابع: «كان اللي ما بحب الفوتبول يحبوا كرمال هالشغلة (وقف إطلاق النار)»، وهو يتذكر جيداً هذا الأمر خلال مونديال 1978 الذي نظّمته الأرجنتين. أما كيف كانت الوسيلة لمتابعة المباريات، «فعلى بطارية السيارة كنا نحضر» يقول الرجل رامياً بطرف عينه نظرة إلى ولده، ويضيف: «شو بدك بعلي، ما رح يصير شي، إسرائيل جبانة ما عادت تعملا (الحرب)».
إذاً علي متشائم وأبو حسن متفائل. لعلي قصة يرى فيها المونديال سبباً للحرب، ولوالده قصة كان فيها المونديال سبباً لهدنة مؤقتة. هذا جيل وذاك جيل آخر... فلنتابع ما بقي في «نشرة المونديال»!