علي صفامباراة 13 نيسان بكرة القدم، بين فريقين من النواب والوزراء تحت شعار «كلنا فريق واحد»، فكرة مهضومة ومباراة نادرة، وإشارة سياحية إلى الخارج ولقطة مهدّئة ربما، لكنها تحمل للبعض «كوميديا سوداء».
راحت المباراة وعادت سريعاً المبارزات، بعد دقيقة واحدة، افتتحها سامي برمية عن فشل «خطة استراتيجية» ولو ممازحاً، وجا الرد مناسباً في الشبكة، وللأسف دون أن يدري وضع سامي نفسه في موضع «العدو»! لأن استراتيجية الدفاع هي أساساً ضد العدو!
كلهم فريق واحد، مثل كلنا للوطن، مقسومين ومضروبين ومطروحين، هكذا أراده « آباء وأجداد وإقطاع، ولم يكن الوطن لكلّنا ولا العدالة ولا القضاء، بل بقي بلداً مشتّتاً مضروباً مفسوداً ومحسوداً».
كلنا فريق واحد، كلنا للوطن وكلّنا... ولا إجماع على شيء!
كلنا، كلام إنشاء منذ إنشاء هذا البلد الجميل. نحن اخترعنا الحرف ربما، لكننا لم نخترع الجمل المفيدة. والكتب الوطنية المفيدة، والتاريخ المفيد والرياضات الوطنية المفيدة، و«النظام» المفيد، لنبقى كلنا شللاً وأفرقاء.
ثلاثة آلاف أمني حرسوا مباراة المدينة السياسية، طبعاً ضروري. ولا «مئة» يحرسون مباريات النوادي وجمهورها. هم لاعبو الدولة يقرّرون من يُحرس ومن لا يُحرس في الملاعب ونواحي الوطن وحدوده أيضاً حتى «أرغش»... فتعالوا نحتفل، تعالوا «نرغش» وندبك كلنا على معزوفة «المجد».