يبدو طبيعياً أن تخرج الصحافة العالمية لتخطّ الإشادات بالهولندي أريين روبن صبيحة اليوم التالي لقيادته بايرن ميونيخ أمام ليون إلى فوزٍ جديد وثمين. لكن الكلّ لم ينتبهوا إلى أن «الحدث» كان طرد زميله الفرنسي فرانك ريبيري
شربل كريّم
صحيح أن أريين روبن سرق الأضواء في تلك الأمسية التي تفوّق فيها بايرن ميونيخ الألماني على ليون الفرنسي لعباً ونتيجة، ليؤكد أنه فريق خُلق ليلعب على أعلى مستوى في عالم كرة القدم. وما فعله روبن ليس سوى القليل من إمكاناته التي ترجم بعضها بطريقة رائعة طوال الموسم الحالي، ما جعلنا نعتاد مسألة انتظار تقديمه لوحة فنية في لحظة ما من أي مباراة.
لكن طرد فرانك ريبيري يوازي بأهميته (بالنسبة إلى الفريق البافاري وجمهوره)، الهدف الغالي الذي سجله روبن في مرمى هوغو لوريس.
ببساطة، البطاقة الحمراء التي رفعها الحكم الإيطالي روبرتو روسيتي في وجه «بلال»، ستكون نقطة تحوّل في مشواره مع بايرن ميونيخ، إذ إنها جاءت لتكمل «الملف الأسود» الذي أعدّه بعض الإداريين في النادي البافاري، الداعين إلى عدم تمديد عقد النجم الفرنسي والاستفادة من المبلغ الذي سيعود بالفائدة على بايرن جراء انتقاله قبل أن يذهب حرّاً من دون أي مقابل عند انتهاء عقده في حزيران 2011.

بايرن في عالم وريبيري في عالمٍ آخر

لم تؤدّ الصدفة دورها في سقوط ورقة ريبيري عند جمهور بايرن ميونيخ مقابل ارتفاع أسهم روبن. وهذا الأمر ليس بسبب تألق الأخير فقط لأن لاعب مرسيليا سابقاً أصبح عبئاً على المدرب لويس فان غال الذي أُحرج مرات عدة في مواجهة الصحافيين بعدما اعتمد على اللاعب الرقم 7 من دون أن يكون الأخير في مستواه.
واللافت، أن مستوى بايرن سار تصاعدياً منذ الصيف الماضي وحتى الفترة الحالية، بينما كان ريبيري الذي عانى إصابة في مستهل الموسم، يقدّم مستويات متفاوتة، إن لم نقل إنه سقط في كل الامتحانات الكبيرة التي واجهها.
وفسّر المراقبون بدايةً أن ما يحصل مع الفرنسي ليس إلا حالة «تمرد» للضغط على أولي هونيس وكارل هاينتس رومينيغيه اللذين يسعيان بكل جهدهما إلى تمديد عقده، في الوقت الذي يطمح فيه هو إلى الذهاب بعيداً باتجاه ريال مدريد الإسباني أو تشلسي الإنكليزي.
ويحمل هذا التحليل الكثير من الصحّة، إذ إن ريبيري أظهر مزاجية واضحة خلال المباريات التي لعبها هذا الموسم، وبدا أنه لا يقدّم نصف المستوى الذي ظهر عليه في المواسم القريبة الماضية؛ فلم يعد المنقذ، ولم يؤدّ دور القائد الملهم عند وقوع فريقه في مأزقٍ ما، بل ظهر في أحيانٍ كثيرة كأنه لا يقاتل من أجل الكرة، تفادياً لأي التحام قد يؤدّ إلى إصابته من جديد.

النادي البافاري بانتظار فاكس الانتقال

ويمكن أخذ مباراة بايرن ميونيخ مع شالكه في نصف نهائي كأس ألمانيا، المثال الأبرز على ما وصلت إليه الحال الفنية لريبيري، إذ إن مشاركته في تلك المباراة كانت خياراً خاسراً لفان غال، لكونه فقد الكثير من الكرات ولم يتمكّن من أن يكون حاسماً، تاركاً هذه المهمة مرة أخرى لروبن الذي «طار» على الجناح الأيمن وسجل هدفاً خرافياً في مرمى مانويل نوير ليحمل بايرن إلى المباراة النهائية.
ورغم تدخّل الحظ لمساعدته عندما وصل إلى الشباك من ركلة حرّة أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، فإن ضعف ريبيري ذهنياً وبدنياً ظهر أيضاً في لقاء الإياب، حيث عجز عن تخطي البرازيلي اليافع رافايل في كل مواجهة ثنائية بينهما.
واكتملت فصول الأداء العاطل بطرده أمام ليون بعدما فقد تركيزه، فداس قدم الأرجنتيني ليساندرو لوبيز، وكأن الاخير هو السبب في فضح أمره بشأن تلك العلاقة التي أقامها مع فتاة هوى قاصرة!
هذه القضية الأخيرة التي تحوّلت مادة دسمة للتداول، إضافةً إلى البطاقة الحمراء التي كادت أن تودي ببايرن إلى مأساة لا تحمد عقباها، بدأت تقنع الفريق الآخر في النادي البافاري الرافض لرحيل ريبيري بأن الوقت قد حان لإنهاء «شهر العسل» بين الطرفين، إذ مهما علا شأن لاعبٍ نجم، فلا يمكنه أن يكون أكبر من صرحٍ بحجم بايرن ميونيخ الذي جاء النجوم إليه ورحل النجوم عنه وبقي عملاقاً في الكرتين الألمانية والأوروبية.
وحده فوز بايرن بلقب المسابقة الأوروبية الأم بمساهمة فعالة من ريبيري سيجعل هونيس يمزّق أي ورقة فاكس تحمل عرضاً للتخلي عن «الديك» المتمرّد.


الدوري الألماني

بايرن للاقتراب من اللقب



تفتتح المرحلة الـ33 من الدوري الالماني لكرة القدم الليلة، وفيها سيكون بايرن ميونيخ في مهمة خارج ارضه امام بوروسيا مونشغلادباخ، حيث سيسعى بكل ما يملكه من قدرات لإضافة ثلاث نقاط جديدة الى رصيده والحفاظ على صدارته، حيث يتقدّم بفارق نقطتين عن شالكه.
ويأمل بايرن ألا يؤثر عامل الإرهاق على لاعبيه، وخصوصاً انهم قدموا أول من أمس مجهوداً كبيراً امام ليون الفرنسي في دوري الأبطال، حيث خرجوا فائزين بهدفٍ نظيف.
ويحلّ شالكه ضيفاً على هيرتا برلين المرشح للهبوط الى الدرجة الثانية، لكونه يتذيّل الترتيب.
وهنا البرنامج (بتوقيت بيروت):
- الجمعة: بوخوم - شتوتغارت (21.30)
- السبت:: باير ليفركوزن - هانوفر (16.30)
بوروسيا مونشنغلادباخ - بايرن ميونيخ (16.30)
هيرتا برلين - شالكه (16.30)
نورمبرغ - بوروسيا دورتموند (16.30)
ماينتس - اينتراخت فرانكفورت (16.30)
فيردر بريمن - كولن (19.30)
- الأحد: هوفنهايم - هامبورغ (16.30)
فرايبورغ - فولسبورغ (18.30).النادي البافاري بانتظار فاكس الانتقال