إذا كان برشلونة الإسباني قد توّج نفسه أعظم نادي كرة قدم في العالم في الموسم الماضي، فإن هذا الأمر لم ينعكس كثيراً على جمهوره الذي يبدو نائماً في أكثر دقائق المباريات التي يخوضها الفريق الكاتالوني
برشلونة ــ شربل كريّم
بين المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في روما التي جمعت مانشستر يونايتد الإنكليزي وبرشلونة، وتلك التي جمعت الأخير مع ملقة على ملعب «نو كامب» في الدوري المحلي، لم يتغيّر المشهد كثيراً. وهنا الحديث عن جمهور «البرسا» الذي لا يتفاعل مع أحداث المباريات بقدر تفاعل لاعبي «البلاوغرانا» المميّزين مع مجريات أي مباراة يخوضونها، حتى يبدو «نو كامب» أحياناً، من دون مبالغة، أشبه بقاعة لحضور أفلام السينما لشدة هدوء ذاك الجمهور الذي يرى في فريقه رمزاً لنضاله التاريخي الطويل وللمدينة المتوسطية العريقة.
وحدها كلمات ذاك النشيد الشهير «توت إل كامب...» الذي يسبق انطلاق أي مباراة لهم على أرضهم، تحرّك مشاعر الكاتالونيين حيث تصدح حناجرهم غناءً احتفالاً بدخول فريقهم إلى أرض الملعب، لكن بعدها يدخل قسمٌ كبير منهم في سباتٍ لا يستفيقون منه إلا إذا هزّ الأرجنتيني ليونيل ميسي أو أحد رفاقه الشباك!
ومن اعتاد متابعة جماهير برشلونة عن كثب، فلا بدّ من أن يسأل نفسه عن أسباب تحوّل هؤلاء المشجعين إلى ما يشبه جمهور كرة المضرب، وذلك رغم التعصّب الأعمى الذي يظهرونه أينما حلوا في المدينة. ويقول أوريول هرنانديز الذي يصف نفسه بأنه «سوسيو» (منتسب

يتحوّل مشجعو برشلونة إلى أشبه بمشجعي كرة المضرب الهادئين
إلى الجمعية العمومية) لمدى الحياة: «ما دمت بقيت حيّاً تجدني هنا على المقعد نفسه. أنا أعرف هذا الجمهور جيداً، يجب أن تمنحه سبباً عظيماً ليخرج ما يختزنه. ريال مدريد هو الفريق الوحيد الذي يحوّل هؤلاء الشبان والشابات إلى جمهورٍ إنكليزي»، في إشارةٍ منه إلى شراسة المشجعين الإنكليز في التشجيع طوال الدقائق التسعين للمباراة، علماً بأن هذا المشجع الذي بلغ العقد السابع من العمر كان حاضراً في نهائي «أولمبيكو» في أيار الماضي عندما خلع قسمٌ كبير من جمهور يونايتد قمصانهم ووقفوا يهتفون لفريقهم الخاسر، مقابل بقاء جمهور برشلونة هادئاً رغم تقديم فريقه عرضاً رائعاً حمله إلى اللقب في النهاية.
وبالفعل، يبقى ريال مدريد هو الحديث الوحيد للمشجعين الكاتالونيين، وقد رأى أحدهم، يُدعى غوستافو أمارال، أن «البرسا» أحرز سبعة ألقاب، لا ستة في الموسم الماضي، غامزاً من قناة فوز برشلونة على غريمه التقليدي 6-2!
ويرفض أمارال اعتبار أن جمهور النادي الآخر في المدينة، أي إسبانيول هو أكثر تعصّباً لأنه اختار فريقاً أسسه كاتالوني هو أنجيل رودريغيز، بينما تأسس برشلونة على يد شخصٍ سويسري الأصل هو جوان غامبر، خاتماً بالقول: «يبقى البرسا الوجه الذي يعبّر عن حقيقة المدينة التي تبدأ نقطة البداية فيها هنا في «نو كامب»، لا في المطار حيث حطّت طائرتك!».


كيف تصبح من الـ«سوسيو»؟

أينما كنت في العالم، إذا أردت أن تصبح من الـ«سوسيو» عليك أن تدفع مبلغاً سنوياً يبلغ 271.31 دولاراً أميركياً. وستخوّلك بطاقة الانتساب المشاركة في انتخابات النادي، إضافةً إلى الحصول على المجلة الخاصة به. كما يحصل العضو المنتسب على حسومات خاصة في متاجر النادي المنتشرة بكثرة في المدينة، وعلى جولات مجانية في «نو كامب»