لا يكفي أن النجمين، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو يلعبان لفريقين عدوّين لكي يثير كلٌ منهما جمهور الآخر، بل جاء تألقهما في المواسم الأخيرة، وامتداداً إلى الموسم الحالي ليثير فصلاً جديداً من الصراع بينهما
شربل كريم
تفوّق كريستيانو رونالدو على ليونيل ميسي في الجوائز الجماعية والفردية في الموسم قبل الماضي، لكن الأخير ردّ التحية على الأول بإسقاطه بالضربة القاضية في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ليخلفه في كل شيء، ويفتح جدالاً واسعاً يشغل الكثيرين الآن ومحوره من هو اللاعب الأكثر جودة ونوعية وإفادة لفريقه.
من هنا، انقسم مشجعو كرة القدم إلى معسكرين: الأول يطلق الآهات للسمفونيات التي يعزفها الأرجنتيني على أرض الملعب، والثاني يتوعّد منافسه في كلّ مرة يرسم فيها البرتغالي لوحة فنية. وما يصعّب من مسألة حسم الأمر بين النجمين الشابين أن كلاً منهما يلعب دوراً قيادياً في تشكيلة فريقه، لكن هذه النقطة لم توقف أولئك الذين يصرّون على أن أحدهما يتميّز عن الآخر.

ميسي هو الأفضل

بعد تسجيله 11 هدفاً في 5 مباريات من أصل 25 هدفاً وقّعها هذا الموسم، ومشاركته في 39 هدفاً سجلها برشلونة في «الليغا»، عاد ميسي بهذه الأرقام ليعطي إثباتاً للكلّ بأنه لاعب مجموعة أكثر منه فردياً، وليدحض بالتالي تصريحات مدرب الأرجنتين دييغو أرماندو مارادونا الذي اتهمه بالأنانية، ثم تبيّن في المباريات الأخيرة أن المشكلة في عدم تألق «ليو» في المباريات الدولية سببه فني أكثر منه شخصياً.
لذا، ينطلق محبو ميسي من مسألة أن «معبودهم» يضع مصلحة «البرسا» فوق كل اعتبار بعكس رونالدو الذي يبالغ في أنانيته، ما يجعله يُلغي رفاقه في أحيانٍ كثيرة. ومن هذه النقطة، يتطرّق البعض إلى شخصية اللاعبين على أرضية الميدان، فيتهمون رونالدو بالغش بسبب محاولته خداع الحكام، بينما يقاتل ميسي على كل كرة ولا يسقط أرضاً إلا بعد تلقيه «ضربات قاضية» من المدافعين. كذلك فإنه لا يتعرّض «لجزاريه» بعكس رونالدو الذي لا يجد مشكلة في التهجّم على منافسيه والجمهور، وحتى مدربه إذا اضطر الأمر!
وفي ما يخص أفضلية ميسي على رونالدو، تبرز نقطة مهمة، ألا وهي النجاح على المستوى الدولي، إذ إن الأرجنتيني قاد بلاده إلى لقب كأس العالم للشباب ثم الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008، بينما لم يستطع رونالدو بلوغ أكثر من المباراة النهائية لكأس أوروبا التي استضافتها بلاده عام 2004 من دون أن يؤدي دوراً كبيراً في هذا الإنجاز الذي حمل بصمات جيل لويس فيغو وروي كوستا.

لا، رونالدو هو الأفضل

وإذ لا يمكن إنكار أن قدمي ميسي هما الأسرع في العالم عندما يضطر الأمر إلى مراوغة الخصم، فإن مؤيدي رونالدو يشيرون إلى أن البرتغالي هو المهاجم الأسرع (جرياً) في العالم، ما يفتح باباً آخر من الجدال في ما إذا كان الحديث عن لاعبٍ أسرع من الآخر بالكرة أو من دونها.
وفي نقطةٍ مهمة وأساسية، يتفوّق رونالدو بالتأكيد على ميسي في الكرات الرأسية، مستفيداً من طوله الفارع وتوقيته الممتاز، ما جعله يسجّل ثمانية أهداف بهذه الطريقة في الموسم الماضي. كذلك، يتباهى محبو رونالدو بأنه يملك قدماً بقوة خارقة وطريقة تقنية خرافية في تسديد الركلات الحرّة من المسافات المختلفة، وهذا ما يفتقده ميسي الذي يعتمد على مهاراته التي تجعله أقرب إلى الشباك.
أخيراً، يملك رونالدو عقلية دفاعية أكبر من ميسي، استمدها من شخصيته المتمرّدة والرافضة للهزيمة، لذا يظهر أحياناً بتدخلاته كأنه قلب دفاعٍ متمرّس.
الخلاصة هي أنه يصعب إعطاء أفضلية لنجمٍ على آخر، رغم أن ميسي هو حديث الجميع حالياً، لذا لنترك الأمر للمونديال، فهو يقرّر عادة من هو الأعظم ومن الأجدر بحمل لقب «ملك» المستديرة.