جماهير الملاعب هي من ترفع النجم إلى الأعلى أو تنزل به إلى الحضيض. الفرق بين الحالتين يتحدد إما بالوردة التي يمسكها المتفرج وإما بالعبوات الفارغة والطماطم. الفرق يخبرنا عنه هنا روبينيو ومن قبله فيغو
حسن زين الدين
كان المشهد خيالياً بكل ما للكلمة من معنى في ساو باولو في البرازيل، مطلع هذا الأسبوع، وتحديداً في ملعب «فيلا بيلميرو» الخاص بنادي سانتوس العريق، عندما امتلأ بأكثر من 20،120 ألف متفرج (سعة الملعب) جاؤوا لاستقبال نجمهم، روبينيو، العائد مجدداً إلى صفوف الفريق، قادماً من مانشستر سيتي الإنكليزي على سبيل الإعارة. هكذا، وفي لحظة واحدة، غفرت جماهير سانتوس خذلان اللاعب لها عندما أصرّ على الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، حتى إنه تخلّى عن نسبته المالية من الصفقة لإتمام «حلمه» حينها. في لحظة واحدة، سقطت كلمات مدير سانتوس خوسيه فيرنانديز عندما قال «نشعر بالعار لأننا أنجبنا لاعباً كهذا»، في تعليقه على انتقال روبينيو من مدريد إلى مانشستر سيتي قبل عامين من أجل مكاسب مادية أكبر. كان كافياً أن يقرر روبينيو العودة إلى سانتوس، ولو من أجل حجز مكانه في تشكيلة البرازيل في مونديال 2010، لكي تفتح الجماهير قلوبها لنجمها السابق، وأن يُستقبل استقبال الفاتحين عندما حطّت به طائرة «هليكوبتر» في أرض الملعب وإلى جانبه أسطورة البرازيل وسانتوس بيليه.

نادي الأرقام القياسية

استُقبِل روبينيو استقبال الفاتحين لدى عودته إلى ناديه السابق سانتوس
باستقبالها التاريخي هذا لنجمها، أدخلت جماهير سانتوس روبينيو نادي الأرقام القياسية في حضور الأندية للترحيب بلاعبيها. في الصيف الماضي، كانت مدريد على موعد مع حدث تاريخي عندما احتشد 80 ألف متفرج في ملعب «سانتياغو برنابيو» لاستقبال البرتغالي كريستيانو رونالدو. هناك، حيث انتظره أعظم لاعبي النادي الفريدو دي ستيفانو وألقاب النادي الملكي، كسر «الفتى الذهبي» الرقم القياسي الذي سجلته جماهير نادي نابولي في عام 1984 عندما امتلأ الملعب بـ75 ألف متفرج للترحيب بالأرجنتيني دييغو مارادونا. الرقم القياسي لرونالدو جاء أيضاً بعد أيام من حضور 55 ألف من مشجعي «الميرينغي» لإلقاء التحية على النجم البرازيلي كاكا.
نادي الأرقام القياسية لا يتوقف هنا، بل يضم أيضاً البرازيلي رونالدينيو الذي استقبله 40 ألف مشجع من جماهير «الروسونيري» في ملعب «سان سيرو» للترحيب به ضيفاً عزيزاً في ميلان. بدوره، الفرنسي تييري هنري حظي باستقبال 30 ألف مشجع من جماهير برشلونة في ملعب «نو كامب». أما مواطنه زين الدين زيدان، فقد كان استقباله فريداً في ريال مدريد، حيث جرى في قاعة خاصة، وذلك لكي تتسع لحضور... 500 صحافي لتغطية الحدث!

لا تُغضبوا الجماهير!

هكذا إذاً يكون استقبال الأندية وجماهيرها لنجومها. استقبال يحرج أكثر ما يحرج اللاعب قبل غيره، حيث يجد نفسه مطالباً بتقديم المستحيل لمبادلة الجماهير تقديرها. لكن إذا ما فكّر اللاعب في أن يخذل ناديه، عندها ستكون العبوات الفارغة والطماطم في استقباله. نعم، هذا ما يحدث ببساطة، وهذا ما يخبرنا عنه البرتغالي لويس فيغو، الذي عانى ما عاناه من جماهير برشلونة في كل مرة كان يعود فيها إلى ملعب نو كامب بقميص غريمه الأزلي ريال مدريد، وحتى إن جماهير «البلوغرانا» لم تكتف بذلك، إذ في لقطة نادرة، اقتحم أحد المشجعين ملعب «دراغاو»، في نهائي بطولة أمم أوروبا عام 2004 بين البرتغال واليونان، لكي يرمي فيغو بعلم... برشلونة!


بيكام بين التصفيق وصافرات الاستهجان

عندما حطّ الإنكليزي ديفيد بيكام رحاله في الولايات المتحدة، كان ترحيب جماهير نادي لوس انجلس غالاكسي مميزاً به إذ حضر 8 آلاف الى ملعب النادي لإلقاء التحية على «سوبر ستار» الكرة العالمية وهو رقم مهم في بلاد لا تمتلك فيها كرة القدم شعبية، لكن فور عودة بيكام من فترة إعارته لميلان قوبل اللاعب بصافرات الاستهجان.