القاهرة ــ هاني عسالاستجابت الجماهير القليلة جداً التي حضرت مباراة الجزائر وكوت ديفوار في افتتاح بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد بالقاهرة لنداءات التهدئة والمصالحة التي أطلقتها وسائل الإعلام المصرية، وشجعت «على استحياء» المنتخب الجزائري في المباراة التي انتهت بفوز سهل لـ«الخضر» على «الأفيال» بنتيجة 29 – 11 ضمن المجموعة الثالثة من البطولة.

وكانت وسائل الإعلام المصرية، بمختلف أطيافها وتوجّهاتها، قد بثّت على فترات طويلة لقطات استقبال مسؤولي الاتحاد المصري، لكرة اليد، الحار لبعثة الفريق الجزائري للرجال والسيدات لدى وصولها إلى مطار القاهرة الدولي يوم الأربعاء، وركّزت على إهداء مسؤولي الاستقبال أكاليل الزهور إلى اللاعبين واللاعبات من البعثة الجزائرية، كما التقت مع العديد من الرياضيين الجزائريين الذين أبدوا سعادتهم البالغة لهذا الاستقبال، وقالوا إنه «يعني الكثير بالنسبة إليهم قبل انطلاق البطولة».
وكان هادي فهمي، رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد، في مقدمة مستقبلي الفريق الجزائري، وكان لذلك أكبر الأثر في توصيل رسالة مفادها أن صفحة التوتر والخلافات قد انتهت، وأنه آن الأوان لفتح صفحة جديدة تليق بالعلاقة التاريخية القديمة بين الدولتين الشقيقتين مصر والجزائر.
الجزائري: استقبالنا بأكاليل الورود يعني الكثير لنا
وفي المباراة الأولى التي لعبها المنتخب الجزائري في البطولة، وكانت أمام منتخب كوت ديفوار «الضعيف» حضر المباراة، في الصالة رقم 2 بمجمّع الصالات المغطاة باستاد القاهرة، جمهور قليل لا يتعدى المئات، معظمهم من أفراد القوات المسلحة المصرية الذين ارتدوا الملابس الرياضية، غير أن هذا الجمهور القليل حيّا الفريق الجزائري بطريقة لافتة للنظر في أثناء دخوله إلى أرض الملعب وعزف السلام الوطني، كما شجعه في بداية المباراة، قبل أن يتبيّن الجمهور عدم وجود مبرر لتشجيع الفريق الجزائري المتفوّق على منافسه الإيفواري من جميع النواحي!
وشهدت المباراة إجراءات أمنية مشددة لمنع دخول عدد كبير من الجماهير إلى مدرجات هذه الصالة التي تتسع لـ2500 مشاهد فقط، وذلك منعاً لحدوث أي تجاوزات قد تضرّ بإجراءات المصالحة مع الطرف الجزائري وتشوّه صورة استضافة مصر للبطولة، غير أن كثيراً من المراقبين يتوقعون عودة الأجواء الملتهبة بين الجانبين في حالة وقوع المنتخب الجزائري في طريق المنتخب المصري، صاحب الأرض، في المراحل التالية من البطولة، وهو أمر متوقع نظراً إلى أن منتخبات مصر والجزائر وتونس هي التي تتسيّد لعبة كرة اليد الأفريقية في الوقت الحالي.