لا يخفى على أحد أن الحركة في سوق الانتقالات الشتوية ليست في أوجها، لكن بعض الأسماء الرنانة فرضت أنباءً قوية بعدما بدّلت فرقها أملاً في اللحاق بمنتخبات بلادها المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة
شربل كريّم
كما هو معلوم، صرفت معظم أندية كرة القدم الأوروبية ميزانياتها لسدّ حاجاتها خلال الصيف الماضي، ما وضعها خارج سوق الانتقالات الشتوية، فغابت بالتالي الأسماء المهمة من التداول، لكن بعضها أحدث ضجة نسبية في الأجواء عندما «تمرّد» على ناديه، طالباً الانتقال بحثاً عن جنة المونديال.
إذاً، القاسم المشترك بين تلك الأسماء الكبيرة التي بدّلت قمصانها أخيراً، يأتي ضمن سعي هؤلاء إلى حجز مكانٍ لهم في تشكيلات مدربيهم الذين يستعدون لوضع لائحة من اللاعبين المرشحين للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في الصيف المقبل.
من هنا، رحل الفرنسي باتريك فييرا من إنتر ميلانو بطل إيطاليا حيث كان من الممكن أن يتوّج بلقبٍ آخر إلى مانشستر سيتي الأقل شأناً في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومثله فعل الإيطالي لوكا طوني الذي عاد إلى بلاده ليلعب بقيمص روما تاركاً بايرن ميونيخ الألماني. كذلك برز إصرار البرتغالي تياغو على هجر يوفنتوس الإيطالي والالتحاق بأتلتيكو مدريد الإسباني المتقهقر محلياً. ويضاف إليهم النجم الإنكليزي ديفيد بيكام الذي سارع إلى الانضمام مجدداً إلى ميلان الإيطالي، آتياً من لوس أنجلس غالاكسي، لكسب رضا مدرب منتخب إنكلترا، الإيطالي فابيو كابيللو، وتذوّق طعم المونديال مرة جديدة.
ومن دون شك، علم هؤلاء أن الجلوس على مقاعد البدلاء وانتظار «عجيبة» لن يُجدي نفعاً، وخصوصاً بعد الرسائل الواضحة التي وجهها إليهم المديرون الفنيون، وكان أولهم ريمون دومينيك الذي علّق على موضوع فييرا بالقول: «إذا لعب باتريك أساسياً بمستواه السابق، فلا أجد مانعاً لعدم استدعائه إلى جنوب أفريقيا».
وبالطبع، عرف فييرا في قرارة نفسه أن استعادته لمركزه في وسط ملعب «الديوك» حيث يسيطر حالياً الثنائي ديارا اي لاسانا وألو، يجبره على إحداث تغيير جذري في وضعه، وهو وافق على توقيع عقدٍ لمدة 6 أشهر فقط مع الفريق الإنكليزي، علماً بأنّ اللاعبين في سنّه يسعون غالباً إلى عقود أطول مدةً.
أما طوني، فكانت كلماته الأخيرة قبل تركه ميونيخ متجهاً إلى العاصمة الإيطالية هي: «لدي 6 أشهر لأثبت أنني أستحق ارتداء القميص الأزرق في جنوب أفريقيا». وفي روما سيعمل طوني على رفع نفسه وإبرام اتفاق مساندة بينه وبين زميله النجم فرانشيسكو توتي الساعي بدوره إلى كسب ودّ مدرب «الأزوري» مارتشيلو ليبي، وقد وجد في مجيء المهاجم الفارع الطول سنداً مهماً لتحريك ماكينة هجوم الفريق النبيذي على نحو أكبر والتألق مجدداً ثم طرق أبواب المونديال.
بدوره، تنفّس بيكام الصعداء عندما رأى كابيللو جالساً في منصة ملعب «سان سيرو» خلال مباراة ميلان وجنوى، حيث ظهر فيها الـ«سبايس بوي» أحد أفضل اللاعبين على الأقل على المستوى البدني، ما يرفع من أسهمه للعب مع منتخب «الأسود الثلاثة» في المونديال الأفريقي.
العدّ العكسي بدأ بالنسبة إلى هؤلاء النجوم الذين سينتظرون كغيرهم من زملائهم تلك الكلمات القليلة التي سينطقها المدربون في مؤتمرٍ صحافي عند إعلان كلٍّ منهم التشكيلة المونديالية.