عادت السلة اللبنانية الى الساحة المحلية وانتهى استحقاق منتخب لبنان الآسيوي بنتيجة «ممتازة» مقارنة بما جرى تقديمه للمنتخب الذي قد يكون من أضعف المنتخبات إعداداً ورغم ذلك حلّ خامساً. نتيجة تحولت الى سبب لتقاذف المسؤوليات وتحميلها لأطراف متعددة سواء كانت فنية كالمدير الفني الصربي فاسيلين ماتيتش أو ادارية كمدير المنتخبات مارون جبرايل وخياراته الخاطئة، وكذلك رئيس الاتحاد وليد نصار وتقصيره على اعتباره أنه رأس الهرم السلوي.
جبرايل يعترف بأن ما جرى التخطيط له لم ينفذ، وبعض الأمور سارت بعكس ما هو مطلوب نظراً للظرف الطارئ وعدم وجود أموال، لكن في الوقت عينه يرى أن الجميع أخطأ وما من طرف واحد يتحمل المسؤولية.
كل هذا لا يفيد في بلد مثل لبنان تغيب فيه المحاسبة ويتمسك الجميع فيه بمناصبهم، فيصبح الكلام عن أسباب الفشل هدرا للوقت وللجهد.
لكن ما هو مهم الآن هو السؤال الأشهر في لبنان: إلى أين؟ سؤال يتعلق بالشق الإداري ووضع الاتحاد بانتظار ما سيقوله رئيسه وليد نصار في مقابلته التلفزيونية يوم الأربعاء على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. ففي ظل الأزمة القائمة برز حديث عن تغيير في رئاسة الاتحاد مع نية نصّار الاستقالة وبدء الكلام عن خلف له يكمل ولاية الاتحاد التي تنتهي الصيف المقبل.

أكّد أكرم الحلبي أنه ليس بوارد تكملة ولاية الاتحاد كرئيس له


إسمان تصدرا الحديث عن الخلافة هما رئيس الاتحاد الأسبق جورج بركات والرئيس الفخري السابق للشانفيل أكرم الحلبي. الأول رفض الفكرة ما جعل اسم الثاني يكون الأكثر حظاً، لكن الحلبي كان واضحاً في حديثه لـ «الأخبار»، مشيراً إلى أن نصار لن يستقيل، واذا استقال في الإعلام فستكون إستقالة أشبه بتلك التي قام بها الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر بعد نكسة الـ67، «فهي ستكون استقالة في الإعلام بانتظار نزول «الجماهير» المطالبة بالعودة عن استقالته».
وعن السؤال عن مدى امكانية تسلمه رئاسة الاتحاد يؤكّد الحلبي أن هذا أمر غير وارد، وخصوصاً أنه شبه متأكّد أن نصار لن يستقيل وسيكمل ولايته. وحينها فهو مع مجيء جان همام رئيساً للاتحاد وتأليف لجنة ادارية من ستة الى سبعة أشخاص تكنوقراط يفهمون في لعبة كرة السلة، أما الباقي، فيكونون من ضمن المحاصصة السياسية والرياضية.
ونصح الحلبي أعضاء الاتحاد بالجلوس في غرفة مغلقة وتصفية حساباتهم، ومن ثم الخروج بقرارات لمصلحة البطولة التي ستنطلق قريباً، وما زالت صورتها غير واضحة.
لكن ما هو موقف رئيس الاتحاد وليد نصار من الموضوع؟
نصار ينتظر مقابلة الأربعاء، فهو مصر على وضع النقاط على الحروف وشرح تفاصيل كل ما حصل من قضية لورين وودز الى فادي الخطيب الى غيرها من الأمور المتعلقة بالمنتخب، رافضاً «عنتريات» البعض وتفردهم باتخاذ القرارات في ما يتعلق بمنتخب لبنان وعدم مسؤوليتهم واستخفافهم. «وبالتالي على كل شخص تحمّل مسؤوليته من رئيس الاتحاد الى رئيس لجنة المنتخبات مارون جبرايل، الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في ما حصل الى المدير الفني فاسيلين ماتيتش».
وأشار نصّار الى أن لاعبي المنتخب رفعوا رأس لبنان، لكن ما حصل كان متوقعاً «فأنا تحفّظت على أمور كثيراً في محاضر الجلسات، لكن عندما تكون الأكثرية هي الحاكمة فحينها لا يمكن تغيير شيء. علماً أن وزير الشباب والرياضة العميد عبد المطلب الحناوي، ورئيس اللجنة الأولمبية جان همام والمحاضر الأولمبي جهاد سلامة يعلمون بكل التفاصيل، وأنا تريثت بعدم الحديث حفاظاً على مصلحة المنتخب الذي دفعت من مالي الخاص لتأمين مستلزماته، لكن حتى لو فزنا في آسيا وكانت نتائجنا أفضل من تلك التي حققناها كنت سأتكلم بالإطار نفسه، إذ لا يمكن أن أكمل بطريقة العمل نفسها في الاتحاد. وأنا سأثبت للجميع أنني لست متمسكا بالمناصب أو بالكراسي».