علي صفامرّت مباراة منتخبي مصر والجزائر بسلام خارج ملعبهما، وفاز المصري بجدارة برباعية ثقيلة، ساهم فيها بعض لاعبي الجزائر بفقد أعصابهم وتركيزهم، فطرد ثلاثة منهم مع ركلة جزاء. فرح من فرح وزعل من زعل، وهذه هي الكرة منذ ظهورها، والأهم ما حولها.
نجحت مراجع مسؤولة من الطرفين في تهدئة الأجواء قبل المباراة بعيداً من وباء التحريض والتوتير الذي انتشر قبل لقاءات المنتخبين السابقة وبعدها، ولكن خرجت أبواق نافرة وخصوصاً من برامج متلفزة مصرية، لأنها الأكثر حضوراً ومشاهدة، إذ واصلَ مقدّموها بثّ غرائز مقرفة محرّضة، وشتّان ما بين المقدّمة العقلانية منى الشاذلي وعمرو أديب وجوقته السخيفة (وهو ذاته سبق أن اتهم منتخب مصر بالدعارة إثر خسارته خلال كأس القارات في جنوب أفريقيا) ثم كذّبه الجميع، وعاد أخيراً ليقدّم نفسه مدافعاً عن كرامة مصر ومنتخبها والشعب والـ...!
فرح جماهير مصر بفوز منتخبهم الباهر، وهو حقّ لسعادتهم، أما أولئك فهم خاسرون دائماً؟
الإعلام الكريه لا يمكن أن ينشر الوعي ولا الكرامة ولا علاقة له بالفوز. والبرامج الرياضية هي لتقديم ثقافة رياضية راقية، وكشف حقائق للجماهير، ونشر المحبة والألفة والروح الرياضية، فكيف للروح المدنّسة أن تنشر الروح الرياضية؟
المنتخبات تخسر وتفوز، فهل تسقط معها الأوطان والشعوب حين تسقط؟ فقط هؤلاء يسقطون دائماً. ومن أي جهة كانوا.
معاً، مع منتخب مصر ليرفع كأس أفريقيا ثالثة بجدارة، ومع منتخب الجزائر ليتطور ويبرز في المونديال...
وتبقى مصر والجزائر فوق كل ما جرى.