انتهت "أم المعارك" بين النجمة والعهد بفوز عهداوي كبير ومستحق (3 - 1) على ملعب برج حمود في افتتاح الأسبوع التاسع عشر من الدوري اللبناني لكرة القدم. فوز عهداوي منح صدارة مؤقتة بفارق نقطتين عن الصفاء الذي يلعب غداً مع النبي شيت وأضعف حظوظ النجمة في إحراز اللقب.
لقاء رائع احتضنه ملعب برج حمود، إن كان على الصعيد الفني أو الجماهيري، فجمهور المباراة استحق عبارة "بالأحمر زينّاه بالأصفر توّجناه"، مع لوحة نجماوية رائعة غطت المدرج الشرقي للملعب، وحضور جماهيري عهداوي قد يكون تاريخياً من ناحية العدد والتشجيع المتواصل حيث ملأ جمهور العهد الجهة اليسرى لمنصة الشرف عن بكرة أبيها.
ويمكن القول إن جمهور المباراة نجح في الامتحان الصعب، رغم بعض الهتافات، لكن من الناحية العملية خرج جمهور النجمة بكل احترام بعد خسارة فريقه، مقتنعاً بأنه لم يستحق الفوز، فيما نجح جمهور العهد في تثبيت نفسه كأحد الجماهير اللبنانية، وذلك بجهود كبيرة من مسؤولي الرابطة الذين نجحوا في حشد هذا العدد الجيد من المشجعين، فلم يشهد محيط ملعب برج حمود أحداثاً، وبالتالي نجح الجمهور في إثبات أحقيته بحضور المباريات.
على الصعيد التنظيمي والأمني، قد تكون المباراة هي الأفضل منذ فترة طويلة، حيث كان الحضور الأمني عالياً، إضافة إلى الإجراءات التي اتخذها الاتحاد والتي أثمرت فصلاً كاملاً للجمهورين والإداريين، ما أدى إلى نزع فتيل شرارات أي إشكال كان سيحصل في اللقاء.
فنياً، يطول الحديث عن اللقاء والمستوى العالي جداً الذي قدّمه لاعبو العهد بقيادة القائد عباس عطوي "أونيكا" الذي يمرّ بأفضل أيامه، فظهروا أعلى بدرجات عن النجماويين الذين صدموا محبيهم بأدائهم المتواضع. ولا يمكن اعتبار لاعب سيئاً وآخر مقبولاً، بل هناك أسوأ السيئين كالقائد عباس عطوي الذي كان حاضراً غائباً فبدا متوتراً ولم ينجح في قيادة فريقه نحو الفوز. وكذلك الأمر بالنسبة إلى محمد جعفر الذي كان خارج الخدمة كلياً، ما جعل الفريق من دون ممولين. ويُسأل المدرب الروماني تيتا فاليريو بنحو رئيسي عن خياراته في التشكيلة الرئيسية وفي تبديلاته التي أبقت لاعبين كانوا ثُغَراً، كقاسم الزين الذي "دمره" أحمد زريق، كذلك سجّل الزين الهدف الأول للعهد خطأً في مرمى فريقه بعد تسديدة من السوري المميز عبد الرزاق حسين في الدقيقة 9. أضف إليه صلاح شحرور الذي بقي في الملعب رغم أدائه الدفاعي المتواضع حيث سبّب دخول الهدف الثالث للعهد الذي سجّله السنغالي محمدو درامي في الدقيقة 84. فيما خرج التونسي رضوان الفالحي من المباراة بنحو مستغرب، رغم حاجة الفريق له. كذلك دفع فاليريو بجميع أوراقه الهجومية مع دخول النيجيري صامويل أوتشي وخالد تكه جي وحسن المحمد، لكن بقي السؤال: من يموّل هؤلاء وخط الوسط غائب؟ وحده أكرم مغربي نجح في هز الشباك العهداوية في الدقيقة 25، بهدف جاء بعكس مجريات اللقاء.
في المقابل، تفوّق مدرب العهد الألماني روبرت جاسبرت بكل المقاييس، فخياراته كانت ناجحة وتبديلاته صائبة، خصوصاً دخول مهدي فحص بدلاً من هيثم فاعور المصاب، وكذلك تفعيل الهجوم بدخول طارق العلي السريع بدلاً من حسن شعيتو "موني" الذي أدى واجبه قبل خروجه. لكن هناك لاعب كان من كوكب آخر، هو أحمد زريق الذي أدهش الحاضرين بمجهوده الفني وفاعليته، وهو سجّل الهدف الثاني في الدقيقة 34. وشكّل زريق مع المتألّق السنغالي درامي، بمؤازرة من السوري الحسين الذي قدم أفضل مباراة له منذ فترة طويلة، قوة هجومية ضاربة كشفت مدافعي النجمة وأحرجتهم في مناسبات عدة، فكان يمكن أن تكون الخسارة أقسى بكثير.
في الوقت عينه، كان ملعب كفرجوز يشهد تعادلاً مخيباً لصاحب الأرض الشباب الغازية مع ضيفه طرابلس 0 - 0، ليصبح رصيده 8 نقاط متقدماً مؤقتاً إلى المركز العاشر، فيما أصبح رصيد طرابلس 21 نقطة في المركز السابع.
وتستكمل المرحلة اليوم، فيلعب الراسينغ الثامن بـ19 نقطة مع ضيفه السلام زغرتا العاشر بسبع نقاط على ملعب برج حمود الساعة 15.30. كذلك يلعب الأنصار الرابع بـ37 نقطة مع شباب الساحل الخامس بـ31 نقطة على ملعب بحمدون في التوقيت عينه.
وتختتم الأحد مباريات الأسبوع 19 بلقاءي الصفاء مع ضيفه النبي شيت السادس بـ26 نقطة على ملعب صيدا، كذلك يلعب الحكمة الأخير بسبع نقاط مع ضيفه الاجتماعي التاسع بـ19 نقطة.