أكثر من نصف مليون رياضي في لبنان يتوزعون على الألعاب الرياضية بحسب رغباتهم وإمكاناتهم الجسدية والمادية، ولأجل ضبط هذه الحركة وُلدت الاتحادات الرياضية عاكسة التنوّع اللبناني بجميع أطيافه
إبراهيم وزنة
44 لعبة تُمارَس في لبنان بشكل متفاوت تحت سقف الهواية، 36 منها تُدار بواسطة اتحادات، وتدير لجان 8 أخرى، فالقوانين تحتّم وجود أربعة أندية في كل لعبة جماعية ليكون لها اتحاد، وخمسة في «الفردية» لتحظى بالاتحاد. وتتوزّع أجيالنا على الاتحادات الآتية:
■ ألعاب جماعية: كرة قدم، كرة سلة، الكرة الطائرة وكرة اليد.
■ ألعاب فردية: جمباز، يخوت، ملاكمة، رماية، قوس ونشاب، رفع أثقال وكمال أجسام، رقص رياضي، تايكواندو، جودو، أيكيدو، ألعاب قوى، بادمنتون، فروسية، سلاح، سباحة، كاراتيه، ووشو كونغ فو، تنس، تاي بوكسينغ، كرة طاولة، شطرنج، تزلج ثلجي، كيك بوكسينغ، البريدج، كانوي كاياك، تزلج مائي، تجذيف، مصارعة، اسكواش، دراجات ورياضة المعوقين.

رؤساء الألعاب، من اختارهم؟

بحسب المتوافق عليه، ترضخ معظم المواقع الإدارية للمعايير الطائفية والسياسية في معظم الأحيان، إذ طالما شُكّلت الاتحادات تحت وقع تسويات تحمل عناوين فضفاضة لا تخدم التطوّر الفني، والمصلحة تقتضي تسليم «دفّاتها» الى أهل الخبرة، الا أن السائد هو ما يؤدي الى إيصال المحظيين، وقلّما قالت الأندية كلمتها، من يقود أجيالنا الرياضية؟ إليكم نبذات عن 15 رئيس اتحاد، ولكم تقدير إمكانية النجاح والتطوير أو الخوف على المصير!

الألعاب الجماعية■ كرة السلة: بيار كاخيا (52 سنة)، متخرّج إدارة أعمال، مدير عام شركة وورلد سبورت غروب، عضو لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لعب كرة القدم في شبابه مع الرياضة والأدب، حملته التسويات ودعم عرّاب السلة أنطوان الشويري الى رئاسة اللعبة، كان ذلك في عام 2007 ثم جُدّد له لولاية ثانية عام 2008 بعد حملة انتخابية سانده فيها الشويري وجان همّام، ويضم الاتحاد 126 جمعية.
■ الكرة الطائرة: جان همام (56 سنة)، يعمل مديراً مالياً لإحدى الشركات، لعب في مركز الموزّع مع ناديي غزير (يرأسه حالياً) والبوشرية، شارك مع المنتخب الوطني لسنوات، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الكرة الطائرة 1993 و1994، انتخب لقيادة لعبة كرة السلة عام 1998 ومعه وصلت الى المونديال العالمي (2002) ثم ترك السلة عام 2004، ليطلّ مجدداً على الكرة الطائرة رئيساً بتوافق معظم عائلة اللعبة (138 جمعية) عام 2008.
■ كرة اليد: عبد الله عاشور، 51 سنة، رجل أعمال، أسس نادي الصداقة عام 1994، لمّا كانت اللعبة بلا إدارة مهتمة، ونزولاً عند تمنيات المدير العام للشباب والرياضة زيد خيامي بملء مقعد الرئاسة الشاغر (موقع شيعي عرفاً) تم انتخابه رئيساً للاتحاد عام 1998، وفي عام 2000 أنشأ قاعة مقفلة الى جانب مقر لاتحاد اللعبة، لذا حرصت أندية اللعبة الـ 15 على التجديد له مراراً وآخرها عام 2008.

الألعاب الفردية

بعض رؤساء الاتحاد أكبر من زملائهم بأكثر من خمسين سنة!
■ الرماية: زياد ريشا، 42 سنة، مدير مبيعات في شركة خاصة، بطل لبنان في رماية «سكيت» عام 1995، مثّل لبنان في الألعاب الأولمبية مرتين، ونال شرف حمل العلم اللبناني في عرض افتتاح بكين 2008، انتخب رئيساً للاتحاد عام 2008 مدعوماً من غالبية الأندية والرماة، عمل على تفعيل البطولات وتسويق الرماية بما يخدم تطويرها، همّه مساعدة الرماة.
■ الكانوي كاياك: مازن رمضان، 47 سنة، يدير مكتباً هندسياً خاصاً به، اندفاعه الرياضي قضى باختياره مسؤولاً عن لجنة منتخبات كرة القدم، تميّز في ميدان المراقبة الدولية لمباريات الكرة (تم انتخابه كأفضل مراقب آسيوي لعام 2009)، وفي السياق الرياضي، نجح بإقناع مؤسسة CCPA الدانماركية لدعم أطفال لبنان، وتوّج مسيرته بوصوله الى سدّة رئاسة اتحاد الكانوي كاياك عام 2005 مدعوماً من عدد كبير من الفاعليات الرياضية، وجدّد له عام 2008.
■ ألعاب قوى: عبد الله شهاب، 63 سنة، مهندس مدني ولديه مكتبه الخاص، برز يافعاً في ألعاب القوى مع نادي الشانفيل، أحرز بطولة لبنان في رمي القرص بين عامي 1969 و1971(44 متراً)، ترأس نادي الشانفيل عام 1972، تم انتخابه رئيساً للاتحاد عام 1974 مدعوماً من 13 نادياً، ولم يزل لغاية اليوم في موقعه بعد 35 سنة من العمل.
■ الملاكمة: محمود الحطاب، 47 سنة، مهندس مدني لديه مكتبه الخاص، نزولاً عند رغبة الفاعليات الرياضية ونظراً إلى التوازنات الطائفية المتحكمة في المواقع الرياضية، قبل الحطاب مهمة التصدي لقيادة اللعبة التي كانت مهمّشة منذ سنوات، فور انتخابه رئيساً للاتحاد عام 2005 ، ففعّل بطولاتها وأنشأ قاعة خاصة بالاتحاد، وتم التجديد له عام 2008 بالإجماع، وقد أثمرت سياسته إنجازات للبنان. يضم الاتحاد 12 جمعيةرفع أثقال وكمال أجسام: مليح عليوان ــ 80 سنة (الصورة 1) رئيس نادي الصحة والقوة منذ عام 1955، برز في شبابه بطلاً في لعبتي كمال الأجسام ورفع الأثقال، وأحرز بطولات محلية وعربية وعالمية، (بطل العالم في كمال الأجسام 1957)، شغل منصب الأمين العام للاتحاد (1962)، ثم أنيطت به الرئاسة عام 1968 ولم يزل لغاية اليوم، هو عميد رؤساء الاتحادات الرياضية في العالم، يضم اتحاده 31 جمعية، لم يجرؤ أحد على الترشّح ضده على مدى ولاياته المتعاقبة.
■ الجودو: فرنسوا سعادة (51 سنة)، برز في اللعبة فتياً مع ناديي بودكاي بوجو وبيت شباب، مثّل لبنان في عدد من البطولات مطلع الثمانينيات، لعب مع الرئيس الروسي السابق بوتين مرتين، وصل الى رئاسة الاتحاد بالتزكية عام 2008 بعدما شغل عدداً من المناصب الإدارية فيه لسنوات عدّة.
■ بادمنتون: جاسم قانصوه (40 سنة)، رئيس نادي هوبس، لاعب سابق مع منتخب السلة اللبناني، نتيجة انتساب ناديه الى اللعبة عام 2003 وكثافة البطولات التي استضافها ناديه، تم اختياره لمنصب الامين العام للاتحاد 2007، ثم انتخب عام 2008 رئيساً مدعوماً من اندية الاتحاد السبعة، شارك في عدد من بطولات اللعبة ولم يزل يمارسها، آملاً تطويرها.
■ كرة الطاولة: سليم الحاج نقولا (45 سنة)، يملك شركة خاصة، بدأ اللعب في نادي الأدب والرياضة (يرأسه حالياً) منذ عام 1974، تنقّل بين عدد من المواقع الإدارية منذ عام 1986، وعيّن أميناً عاماً في عام 1997، ثم انتخب رئيساً للمرة الأولى عام 2006 ثم جُدّد له في عام 2008، يضم الاتحاد 85 جمعية.
«التسويات» «الإنجازات» «الطائفية» مفاتيح توصل إلى أبواب الاتحادات
■ التنس: رياض حداد (72 سنة)، يملك شركة خاصة للتأمين، آلت إليه رئاسة الاتحاد منذ عام 1994، وذلك على خلفية رئاسته لنادي الكهرباء وفعاليته في نادي ATCL الذي كان الملاذ الوحيد للاعبي التنس لفترة طويلة (خلال الحرب الأهلية)، يضم الاتحاد حالياً 24 جمعية، وتراوحت رئاساته ما بين التزكية والانتخابات.
■ جمباز: محمد مكي (34 سنة)، محامٍ، انتخب أميناً عاماً للاتحاد عام 2003، وآلت اليه الرئاسة عام 2008 بالتزكية، تدرّج في اللعبة لاعباً وحكماً دولياً، وقف الى جانب والده عدنان مكي (رئيس الاتحاد سابقاً)، يضم اتحاده 11 جمعية.
■ المصارعة: فؤاد رستم (85 سنة)، بدأ مصارعاً ثم مدرباً وموجّهاً رياضياً مع عدد من الأندية، شارك في عدد من البطولات، تخصص في المصارعة في روسيا، ترأس الاتحاد للمرة الأولى عام 1963 وبقي في موقعه لأكثر من ثلاثة عقود، ثم لعبت الظروف الأخيرة لمصلحته فأعيد انتخابه في عام 2008، بعد إبعاده لخمس سنوات.


أربع رئيسات لأربعة اتحادات