يحظى حارس المرمى بالشهرة عند قيامه بصدات رائعة واستعراضية، لكن يكفي أن يمتاز الحارس بحاسّة التهديف حتى يخطف الأضواء تلقائياً. تشارلي وليامس كان فاتح عهد الحراس المسجِّلين عام 1900 وسينان بولات آخرهم
حسن زين الدين
رغم دوره المحوري في الفريق، فإن الأضواء غالباً ما تكون محجوبة عن حارس المرمى، وغالباً أيضاً ما تترسخ في المخيّلة أن الحارس ليس إلا لاعباً يرتدي زيّاً مختلفاً عن بقية زملائه، يضع قفازين كبيرين في كلتا يديه، وما عليه إلا القفز لإنقاذ الكرات.
الألماني هانز يورغ بوت والتركي سينان بولات، قلبا هذه الصورة النمطية وسرقا الأضواء من بقية زملائهما بفضل هدفيهما.

هدفان من ذهب

هكذا، في الجولة الأخيرة من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا، استطاع بوت أن يترجم ببراعة ركلة الجزاء التي حصل عليها بايرن ميونيخ الألماني في مرمى يوفنتوس الإيطالي. ومن جانبه، خطف بولات الأضواء عندما تقدم من مرماه في الدقيقة الأخيرة وارتقى برأسه لكرة من ركلة ركنية وأودعها في شباك ألكمار الهولندي، مانحاً فريقه ستاندار لياج البلجيكي بطاقة العبور إلى مسابقة «يوروبا ليغ». وبالرغم من أن لقطة بولات سُلِّطت عليها الأضواء أكثر، لكن لا ينبغي التقليل مما فعله هانز يورغ بوت، وإن كان هدفه من ركلة جزاء، وإن كان يُعَدّ اختصاصياً في تنفيذ ركلات الجزاء، فالرجل كان يواجه نظيره الإيطالي جانلويجي بوفون، أحد أعظم حراس المرمى في التاريخ دون مبالغة. وما زاد الموقف «هتشكوكية» أن بايرن كان متأخراً بهدف نظيف، وكانت ركلة الجزاء تلك المنعرج الذي قلب الطاولة على فريق «السيدة العجوز»، وأعطى زخماً هائلاً للبافاريين لحسم تأهلهم إلى الدور الثاني.
هكذا، استطاع بوت وبولات أن ينتصرا لمركز حراسة المرمى قبل كل شيء وقبل إسهامهما بنصرَي فريقيهما. أثبتا أن بمقدور الحارس أن يصنع الحدث، فبغضّ النظر عن الإشادة به عند الذود عن مرماه، فإن الأضواء دائماً ما تُسلَّط على مسجلي الأهداف وصانيعها، وبكلمات أخرى، ليس كل الحراس في يومنا هذا هم الروسي ليف ياشين أو الإيطالي دينو زوف أو الألماني سيب ماير أصحاب المهارة العالية والعراقة، أو الباراغوياني خوسيه لويس تشيلافرت أو الألماني أوليفر كان أو الدنماركي بيتر شمايكل أصحاب الشخصية القوية على سبيل المثال، إذ تبدلت الأزمنة واختلفت المقاييس.

130 حارساً هدافاً

عند الحديث عن الحراس الهدافين، يتبادر إلى الذهن سريعاً الحارس الباراغوياني الآنف الذكر، تشيلافيرت، لشهرته. بيد أن حارس ساو باولو البرازيلي روجيريو سيني هو الحارس الأكثر تهديفاً على المستوى الرسمي في التاريخ بـ83 هدفاً (36 منها بركلات جزاء)،

يتصدر البرازيلي روجيريو سيني قائمة الحراس الهدافين بـ83 هدفاً
يليه تشيلافيرت نفسه بـ62 هدفاً. لكن هذا الأخير يحمل أرقاماً قياسية عدة، كأكثر مسجل لركلات الجزاء (45) وعلى المستوى الدولي (8) وأول حارس يسجل ثلاثة أهداف «هاتريك» في مباراة واحدة. يليهما الكولومبي رينيه هيغويتا ثالثاً بـ41 هدفاً، فالمكسيكي خورخي كامبوس (40)، فالبلغاري ديميتار إيفناكوف (37)، يتبعه البيروفي جوني فيغاس فيرنانديز (34)، من ثم يأتي الألماني هانز يورغ بوت سابعاً (32) وتطول اللائحة حتى تصل إلى 130 حارساً هدافاً، من بينهم أسماء كبيرة كالدنماركي بيتر شمايكل (13) والألمانيان يانس ليمان وأندرياس كوبكه (2) والإنكليزي بيتر شيلتون (1)، مع الإشارة إلى أن الرقم الأخير، أي هدفاً واحداً، يستحوذ على نحو 60% من اللائحة. كذلك فإنّ ثمة مفارقات فيها، كالحارس الإيرلندي الشمالي آلان فيتيس الذي سجّل هدفاً، وهو يلعب في مركز المهاجم. غير أن أغرب ما في اللائحة هو بعض الحراس الذين سجلوا أهدافاً مباشرة من منطقتهم كحارس نيويورك رد بُل الأميركي، داني سيبيرو !