يخوض فريق النجمة منافسات موسم 2009 ــ 2010 تحت شعارالدفاع عن اللقب، لكن هذا الدفاع يتطلب مقومات يبدو أنها غائبة حالياً عن النادي، وفي طليعتها الجانب المادي، فماذا يحصل في نادي النجمة؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟

عبد القادر سعد
من يشاهد تشكيلة النجمة قبل مباراة العهد في الأسبوع التاسع من الدوري والأسماء التي بدأ فيها المدير الفني إميل رستم، قد يتساءل ماذا يحصل في الفريق وأين هم اللاعبون؟
ومع نهاية المباراة والأجواء التي سادت من قبل بعض جمهور النجمة تجاه الجهاز الفني، قد يتأكد أن بطل لبنان يمر في أزمة، وأفضل ما يقال للجمهور الغاضب «اللي بيعرف بيعرف...».
يقول المثل «في فلوس في عروس»، وهذا ينطبق على النجمة، وخصوصاً أن بيت الداء هو غياب المال، من دون إغفال أمور أخرى تتعلق بطريقة إدارة الفريق. واللافت أن أهل النجمة يعتصمون بالصمت، سواء كان المدرب رستم أو الأمين العام سعد عيتاني أو لاعبو الفريق الذين يفضلون عدم الكلام حفاظاً على النادي، ومنعاً لتفاقم الإشكالات في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها.
لكن المعلومات تفيد بأن لاعبي النجمة يعانون من غياب رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، ما انعكس سلباً على أدائهم في الملعب، وتحديداً في مباراة الأنصار. اذ ظهر الفريق مشتتاً، وأثقلت هموم اللاعبين ومشاكلهم وارتباطاتهم العائلية حركتهم، علماً بأن وعوداً قطعت بتأمين الراتب قبل المباراة، لكن أفضل ما حصل عليه اللاعبون 500 دولار لكل لاعب.
ولم تنجح إدارة الفريق في حل المشكلة المالية خلال الأسبوع الماضي ليأتي لقاء العهد المهم من دون حلول، ما أدى الى غياب عدد من اللاعبين المعتكفين بصمت عن التمارين كوسيلة اعتراض سلمية على ما يحصل. وهذا ما حتّم غيابهم عن مباراة العهد، وفي طليعتهم بلال نجارين وأكرم مغربي والحارس عبدو طافح. وقد يكون مجحفاً حصر المسألة بالجانب المادي، إذ إن همس بعض اللاعبين يشير الى امتعاض من أسلوب المدير الفني إميل رستم الصارم، وخصوصاً أن ظروف اللاعبين صعبة ولا يمكن معاملتهم كمحترفين، فيما ظروفهم والتعاطي الإداري معهم من ناحية تأمين الحقوق هو أقل من هاو.
ولا يلام رستم على رغبته في فرض النظام والانضباط، وخصوصاً أن النتائج تخدمه وتصب في مصلحته، وهو ما يوافق عليه اللاعبون، لكنهم يطالبون في الوقت نفسه بأن تؤخذ الظروف الصعبة التي يمرون بها بعين الاعتبار، ويضيف بعضهم «هناك بعض الامتيازات للاعبين على حساب آخرين».

أين الإدارة؟

وأزاء ما يمر به الفريق، أين هي الإدارة، وما دورها في هذه الفترة؟
صحيح أن المشكلة المادية لفريق تبلغ ميزانيته مليون دولار لا يمكن حلّها «بكبسة زر»، لكن على الإداريين تأمين الأموال ولو من جيبهم الخاص، علماً بأن بعضهم يقومون بواجبهم، فيما البعض الآخر هو إداري «بالاسم» فقط ولا يمكن النفاذ الى جيبه مطلقاً.
ولا يمكن التذرع بأن المشكلة المادية تنسحب على جميع الأندية، اذ إن باقي الفرق قادرة على المحافظة على تماسك لاعبيها وحضورهم في المباريات. ومن هنا فإن إداريي الفريق مطالبون بالعمل مع الجهة الراعية لتأمين الأموال، لكون اللاعبين غير مجبرين على تحمّل هذه الظروف، وخصوصاً أن كل لاعب لديه التزامات وواجبات تجاه عائلته، وأن اللاعبين اللبنانيين يشعرون بغصّة مع تأمين أجزاء من رواتبهم، فيما اللاعبون الأجانب يقبضون رواتبهم كاملة، أضف الى ذلك أن اللاعب يحتاج إلى الشعور بأن الإدارة تدعمه وتفكر به وتقف الى جانبه.
وحفاظاً على نادي النجمة وموقعه المهم في اللعبة، يكون أي صراع حالي خاص أو شخصي مرفوضاً، وقد يأتي الوقت للحديث عنه وكشف جميع تفاصيله.


رستم والانتقادات

توجه البعض بانتقادات الى أسلوب المدير الفني للنجمة، إميل رستم، علماً بأن النجمة حقق اللقب وينافس حالياً بفارق نقطة عن العهد والأنصار المتصدرين، إضافة الى اختياره أفضل خط هجوم (26 هدفاً)، وتصدر الترتيب لأربع مراحل. ويتساءل البعض حول المسؤول عن ابتعاد عدد من أبناء النادي، وهذه مسؤولية عامة