في مثل هذه الفترة من كل عام، تلبس ملاعب أوروبا حلّة عيد الميلاد. هذه السنة لم تختلف الصورة، فسانتا كلوز كان حاضراً في الملاعب مع هداياه، أما اللاعبون من جهتهم فينتظرون عطلة العيد ليقضوها مع عائلاتهم، كل بحسب ما يشتهي
حسن زين الدين
كُتَل من الثلج الأبيض تستريح عند جنبات الملاعب. سانتا كلوز أو «بابا نويل» عند المداخل يقدّم الهدايا والقبعات الحمراء للجماهير. هذه الأخيرة تُنشد سعيدة في المدرجات، لا فرق بين الفوز والخسارة، فأجواء عيد الميلاد تطغى على كل المشاعر. هذا بعضٌ مما تعيشه ملاعب كرة القدم الأوروبية في عيد الميلاد في مثل هذه الفترة من السنة.

هدايا بالجملة

الجميع ينتظر هداياه إذاً. كباراً وصغاراً، شيباً وشباباً. سانتا كلوز حاضر عند مداخل المدرجات لتقديم الهدايا الرمزية التي تحمل شعار النادي إلى جانب شعارات عيد الميلاد. تجهد الأندية في تقديم الأفضل لجماهيرها، وكل نادٍ يحاول أن يصبغ العيد بصبغته الخاصة، أو قل بلون عَلَمه الخاص.
في المتاجر المحيطة بمقارّ الأندية والملاعب، تدخل رموز العيد من قبعات سانتا كلوز الحمراء وشجرة الميلاد وزينتها والشعارات المختصة بالعيد، مكوناً رئيسياً للفانيلات الرياضية للأندية والكرات وكل لوازم المشجعين. الكلمة الأولى هي للعيد في مثل هذه الفترة من السنة.
الأطفال من جانبهم لا يكتفون بهدايا بابا نويل، وحبذا لو كانت هديتهم مقدّمة من نجمهم المفضّل، فتحمل طابعاً خاصاً. ريال مدريد جاهز لتلبية هذا النداء. لا شيء يعصى على النادي الثري. فها هما نجماه الحالي البرازيلي كاكا والسابق الفرنسي زين الدين زيدان يقدمان الهدايا على الفتية، مطلع الأسبوع في العاصمة الإسبانية، من خلال مبادرة أُطلق عليها «هدية لكل طفل» وشاركهما في ذلك رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز. أطفال مدريد محظوظون إذاً بين نظرائهم في العواصم الكروية الأوروبية الأخرى.

... وميسي ينال حصّته

الأرجنتيني ليونيل ميسي أراد بدوره هدية في عيد الميلاد. بحث طوال الأيام الماضية في برشلونة عن بابا نويل فلم يحظَ به، لكنه في إحدى الليالي حلم برئيس الاتحاد الدولي جوزف بلاتر مرتدياً زي سانتا كلوز قائلاً له أن توجه إلى زيوريخ قبل العيد بأربعة أيام، أي في 21 المنصرم من الشهر الحالي لتجد هديتك. وبالفعل، كانت جائزة أفضل لاعب في العالم من «الفيفا» بانتظاره هناك. هدية ولا أثمن، ولا أغلى، وضعت عائلة ميسي في حيرة من أمرها لما ستقدّمه من هدية لولدها يوم العيد!

أين سيمضي النجوم عطلتهم؟

هذه هي الصورة باختصار في ملاعب أوروبا في فترة عيد الميلاد. لكن لا بأس بقليل من «التلصص» على ما سيفعله نجوم المستديرة في عيد الميلاد. أين سيمضون عطلة هذا العيد يا ترى؟
فلنبدأ من الأخير، من ذاك الفتى الذي أضحى «الشغل الشاغل» للجميع، من ميسي «أيقونة» الملاعب. باتت معرفة أين ستمضي هذه الأيقونة عطلتها شأناً أولياً عند جماهير فريقه برشلونة. الكل يريد أن يطمئن إلى أن الأيقونة محفوظة في مكان آمن. ميسي إذاً طار إلى الأرجنتين، ابتعد. حمل الفتى الموهوب جائزتي الكرة الذهبية و«الفيفا» وطار بهما إلى مدينة «باريلوخي»، هناك حيث سيمضي «ليو» عطلة العيد مع الأهل والأصدقاء. سيختلي بالطبيعة الجذابة في تلك البقعة من العالم. بين البحيرات والغابات، سيتنشق قليلاً من هواء أميركا الجنوبية، قبل أن يعود ويزفره فناً وإبداعاً في ملاعب الأوروبيين.
ميسّي في باريلوخي إذاً، فأين كريستيانو رونالدو، غريمه في

ملاعب إنكلترا تُعَدّ استثناءً، إذ إن الحياة تعود إليها في اليوم التالي للعيد، في ما يعرف بالـ«boxing day»
الملاعب في الوقت الحالي؟ نجم ريال مدريد الإسباني عاد إلى وطنه البرتغال، فالفتى الذهبي سيمضي عطلة العيد مع عائلته في جزيرة ماديرا... ربما قد تفيد صفاء زرقة مياه المحيط الأطلسي نجمنا لينسى حلوله ثانياً على العالم خلف ميسّي.
أما كاكا، فلن يعود إلى موطنه كما فعل ميسي ورونالدو. كاكا من المتوقع أن يتجه صعوداً نحو بياض جبال إيطاليا، في الألب تحديداً، وكاكا قد خبر هذه المنطقة جيداً، إذ كانت المفضلة لديه لتمضية عطله حين كان يلعب مع فريق ميلان.
لا يمكن التطرق إلى التفاصيل في حياة مشاهير الكرة، من دون المرور على الإنكليزي ديفيد بيكام عاشق عدسات الكاميرات. فبيكام سيشد رحاله من الولايات المتحدة إلى بلاده حيث يمضي عطلة العيد في منطقة «بول» جنوب إنكلترا.
يبقى أن النجم الإسباني فيرناندو توريس، لاعب ليفربول الإنكليزي، لم يقرر أين سيمضي عطلة الميلاد، فزوجته أولالا هي من اتخذت القرار وصدقت عليه، وما على نجمنا الموهوب إلا حمل حقائب الرحلة والتوجه إلى... مدينة سانتياغو دا كومبوستيللا التي تقيم فيها عائلة زوجته!

عطلة الإنكليز ناقصة

بينما تستريح البطولات الأوروبية أسبوعاً كاملاً، لن تكون عطلة عيد الميلاد مكتملة بالنسبة إلى لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز «البرميير ليغ»، فهم سيحضرون إلى تمارين فرقهم يوم العيد. إذ كما تجري العادة عند الإنكليز، فإن اليوم الذي يلي العيد، أي 26 كانون الأول، يسمى «boxing day»، وتقام فيه معظم مباريات الدوري. ومن تقاليد هذا اليوم، الذي يحظى بأهمية ورمزية في روزنامة البطولة، أن الفرق تلعب مباريات تجمعها ونظيراتها في المنطقة ذاتها، ما يخفف على اللاعبين وجماهيرهم مشقة السفر إلى مناطق بعيدة. لكن، رغم ذلك، فإن مدرّب برمنغهام أليكس ماكغليش قرر أن يمنح لاعبيه إجازة يوم العيد لكي يقضوا وقتاً كافياً مع عائلاتهم.


احتفال تحت الماء

أراد بويان كيركيتش (الصورة) أن يحتفل على طريقته بعيد الميلاد، الذي تزامن هذه السنة مع احتفالات نادي برشلونة الإسباني بتحقيقه إنجازاً تاريخياً بظفره بستة ألقاب، فارتدى اللاعب الشاب زيّ سانتا كلوز وقفز داخل حوض مائي في برشلونة، وهناك بين الأسماك، أشار بأصابعه إلى الرقم ستة، وهو عدد ألقاب فريقه هذا العام.