بعد نجاحاتها المنقطعة النظير هذا العام من خلال الفئات العمرية، جاء تصدر الكرة الألمانية لقائمة الدول الأوروبية من حيث امتلاكها المواهب، ليؤكّد صوابية النهج المتّبع حالياً لتطوير الكرة الألمانية
حسن زين الدين
لم يكن مفاجئاً أن تتصدر كرة القدم الألمانية المركز الأول على المستوى الأوروبي من حيث أصغر معدّل أعمار للاعبين في بطولتها «البوندسليغا» (مع ما يعنيه هذا الأمر من أهمية)، بحسب آخر دراسة قامت بها شبكة «أوبتا» المختصة بالإحصائيات، كما أوردت صحيفة «بيلد» المحلية.
وتصدرت ألمانيا القائمة بمعدل أعمار بلغ 26،25 تلتها إسبانيا (26،71) ثم انكلترا ثالثة (27،25) وإيطاليا رابعة (27،79)، ليكون بذلك معدل أعمار اللاعبين الألمان هو الأصغر في البلاد منذ عشرين عاماً، أي تحديداً منذ آخر جيل ذهبي للكرة الألمانية الذي ضم آنذاك يورغن كلينسمان ولوثار ماتيوس واندرياس بريمه وتوماس هاسلر وآخرين.
لم يكن مفاجئاً أن تتزامن نتائج هذه الدراسة مع نهاية عام 2009، الذي يمكن وسمه على مستوى البطولات الأوروبية للشباب والناشئين بألوان علم المانيا الأسود والأحمر والأصفر دون مبالغة، اذ إن ألمانيا توّجت فيه بطلة لأمم أوروبا دون 17 عاماً بتغلبها في النهائي على هولندا صاحبة الباع الطويل في هذه الفئة بالتحديد، ثم حقق الألمان كأس أوروبا دون 21 عاماً، كما كان منتخب شباب ألمانيا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائي مونديال الشباب، بيد أن البرازيل قلبت تأخرها الى فوز في الثواني الأخيرة من مباراتهما، علماً أيضاً بأن أواخر العام الماضي شهدت تتويج ألمانيا بكأس أوروبا دون 19 عاماً.

ثورة شبابية

هذه الثورة الشبابية في كرة القدم الألمانية هذا العام، التي اكتسحت فيها «القارة العجوز» لم تنطفئ بعد انتهاء تلك البطولات، وجاءت مرحلة الذهاب من البطولة الألمانية لتثبت أن الكلمة الأولى والأخيرة هي للشباب أيضاً. إنها نتيجة طبيعية ومنطقية لهذه الإنجازات. هكذا، فإن المتابع عن كثب للـ«بوندسليغا»، لا بد ان يتوقّف عند تفوّق الشباب اللافت في فرقهم في النصف الأول من البطولة، إذ إن مسعود اوزيل (21 عاماً) نجم فيردر بريمن خطف الأضواء واستطاع ببراعة أن يعوّض رحيل البرازيلي دييغو الى يوفنتوس الايطالي، والى جانبه برز ماركو مارين (20 عاماً). كما كشف لنا بايرن ميونيخ عن موهبتين كبيرتين هما توماس مولر وهولغر بادشتوبر (20 عاماً كل منهما)، وأبدع طوني كروس (19 عاماً) مع باير ليفركوزن (معار من بايرن ميونيخ) الى جانب شتيفان كيسلينغ الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة، كما لفت الأنظار جيروم بواتينغ (21 عاماً) في هامبورغ وزفين بيندر (20 عاماً) في بوروسيا
دورتموند.
بيد أن تألّق هؤلاء الشباب وضع مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف في موقف لا يحسد عليه، إذ إن الرأي العام يطالبه بضم بعضهم الى تشكيلته في مونديال جنوب أفريقيا المقبل على حساب أسماء كبيرة كميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي وغيرهما، وليس خافياً أن ملامح «التغيير» بدأت منذ فترة إذ إن أوزيل أثبت نفسه مع المنتخب في الآونة الأخيرة، كما أطاح بواتينغ بأرني فريدريتش، ويُنتظر أن يكون لمولر وكيسلينغ كلمتهما بعد استدعائهما للمشاركة في المباريات الودية المقبلة.

تخطيط سليم

هذه الثورة الشبابية التي تفجّرت هذا العام، ليست وليدة اللحظة بالطبع، إذ بعد إخفاق ألمانيا في كأس العالم 1998 في فرنسا وضع الاتحاد المحلي للعبة برنامجاً للنهوض بالكرة الألمانية عبر الاهتمام بالناشئين، ولم يُكتفَ بما ستفعله الأندية، إذ أنشئت العشرات من مراكز اكتشاف المواهب وتنميتها في أرجاء البلاد وفي مدنها الصغيرة. لذا لا يبدو مستغرباً ان يتباهى النجم السابق ماتياس زامر، الذي يهتم بقطاع الناشئين في الاتحاد، بقوله لـ«بيلد»: «الفرص التي استغللناها تقودنا الى الطريق
الصحيح».


كأس السوبر الإماراتية - الألمانية

في خطوة لافتة، يلعب العين الاماراتي مع فيردر بريمن الالماني الذي يدربه توماس شاف (الصورة) في النسخة الأولى من الكأس السوبر الاماراتية-الالمانية التي تقام على استاد خليفة، في 5 كانون الثاني المقبل، بحسب ما كشفت قناة دبي الرياضية المنظمة للحدث الذي يجمع سنوياً بطلي الكأس او الدوري في الامارات والمانياً حتى عام 2012.