strong>غرقت ألمانيا بالصدمة والذهول بعد نبأ انتحار حارس مرمى المنتخب الوطني، روبرت إنكه، أول من أمس، وقد كشفت تيريزا أرملة حارس هانوفر الراحل وطبيبه الخاص بأن الأخير كان يعاني اكتئاباً مزمناً
لم تستفق ألمانيا من صدمة إقدام حارس منتخبها الوطني روبرت إنكه على الانتحار، أول من أمس، إذ عبّر الألمان عن ذهولهم وحزنهم لرحيل حارس مرمى هانوفر الذي قضى بعد قفزه على تقاطع أحد القطارات في مدينة هانوفر. واتصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأسرة اللاعب الراحل، وقال كريستوف شتيغمانز المتحدث باسم الحكومة للصحافيين: «وفاة مأسوية من هذا القبيل تؤثر في الجميع ونحن نتعاطف مع أسرة الفقيد».
وأضاف المتحدث «عبّرت المستشارة لأرملة روبرت إنكه عن صدمتها وتعاطفها من خلال خطاب شخصي للغاية».
وتجمع مشجعون بجانب ملعب «نيدرساخسن» التابع لنادي هانوفر، وألقوا وروداً وأضاؤوا شموعاً على بواباته، تكريماً لقائدهم المتفاني منذ انتقاله إلى النادي عام 2004.
وكذلك تجمع مئات من الناس بالقرب من مكاتب النادي مضيئين الشموع بعد علمهم بالخبر الحزين، معبرين عن صدمتهم لرحيل اللاعب المعروف بنشاطاته الاجتماعية في هانوفر.
وبالعودة إلى ملابسات انتحار حارس مرمى هانوفر الدولي، قالت مارتينا شترن المتحدثة باسم الشرطة لوكالة «فرانس برس»: «لقد رمى نفسه تحت القطار وتوفي متأثراً بجروحه. بالتأكيد كان انتحاراً».
وذكر مصدر في الشرطة أن سائقي القطار شاهدا رجلاً على السكة، فحاولا الكبح سريعاً، لكنهما عجزا عن إيقافه نظراً لسرعته التي بلغت نحو 160 كلم/ ساعة.
وقال صحافي في «بيلد» الألمانية لشبكة «سكاي سبورتس»: «كان انتحاراً متعمّداً. يبدو أنه قاد سيارته إلى التقاطع، انتظر القطار قبل أن تحصل الحادثة».
من جانبها، قالت تيريزا إنكه أرملة روبرت إن زوجها عانى من اكتئاب حاد لعدة سنوات قبل أن ينهي حياته منتحراً.
واتفق الطبيب المعالج لإنكه مع ما ذهبت إليه زوجته، وقال خلال مؤتمر صحافي في هانوفر أمس إن إنكه بدأ في تلقّي العلاج للمرة الأولى عام 2003، وأضاف الطبيب أن نجم كرة القدم اللامع كان يتلقى العلاج الطبي حتى قبل وفاته بفترة قصيرة.
وكانت الشرطة الألمانية قد أكدت أن إنكه ترك خطاب وداع قبل أن ينتحر بإلقاء نفسه أمام أحد القطارات.
وقال شتيفان فيتكه المتحدث باسم شرطة ولاية ساكسونيا السفلى للصحافيين: «أستطيع أن أؤكد وجود خطاب وداعي، لكن انطلاقاً من الاحترام للأسرة فإننا لن نكشف عن أي شيء آخر».

صدمة في الوسط الكروي

وتعليقاً على انتحار روبرت إنكه، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني أنه «مصدوم وحزين جداً».

اتصلت المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل بأسرة إنكه وعبّرت لها عن صدمتها وتعاطفها معها
وقال بلاتيني في رسالة بعثها الاتحاد الأوروبي إلى رئيس الاتحاد الألماني ثيو تسفانتسيغر: «في حالات مشابهة، من المستحيل إيجاد الكلمات المعبرة. نحن مصدومون وحزينون جداً. تعازينا لعائلته وأصدقائه».
من جهته، عبّر قيصر الكرة الألمانية فرانتس بكنباور عن حزنه الشديد قائلاً: «أنا حزين جداً جداً. عندما تتلقى خبراً من هذا النوع، لا تكترث لأي شيء آخر».
من جانبه، قال مهاجم شالكه كيفن كورانيي المستبعد عن المنتخب من قبل المدرب يواكيم لوف: «لا يعقل أن يكون هذا صحيحاً. روبرت كان رجلاً رائعاً»، وقال قائد هامبورغ الدولي التشيكي دافيد ياروليم لصحيفة «بيلد» إنه مدمر الآن: «بالكاد أتنفس. إنها حقاً مأساة، أولاً طفلته ثم روبرت».
أما رئيس نادي هانوفر مارتن كايند فكان تحت الصدمة هو الآخر وقال: «إنه حادث، إنها مأساة حقيقية. لا أستطيع أن أفهم ما حصل».

مسيرة لم تكتمل

ولد إنكه في «جينا» بألمانيا الشرقية سابقاً، وبدأ مشاركاته في مباريات «البوندسليغه» ضمن صفوف فريق بوروسيا مونشنغلادباخ، الذي لعب له من 1996 إلى 1999، ثم انتقل إلى صفوف بنفيكا البرتغالي لمدة ثلاث سنوات ومنه إلى برشلونة الإسباني، حيث لم يستطع فرض نفسه في صفوفه، ومن ثم أعير إلى فنربخشة التركي وتينيريفي الإسباني.
وكانت مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني بعيدة عن الوضع المألوف، إذ استدعي إلى الفريق للمرة الأولى حارساً أساسياً في بطولة القارات عام 1999، لكنه لم يشارك في أي مباراة مع الفريق.
وجاء التغيير المفاجئ في مسيرة إنكه الدولية العام الماضي فقط، إذ كان الحارس الثاني للفريق بعد ينس ليمان الذي حرس مرمى المنتخب الألماني في يورو 2008 ثم أصبح، بعد اختياره أفضل حارس مرمى في ألمانيا موسم 2008-2009، المرشح لحراسة المرمى في الفريق بشكل أساسي ومنتظم لدى اعتزال ليمان عقب انتهاء البطولة الأوروبية، وهو لعب أساسياً في تصفيات مونديال 2010 في مباراة فنلندا (3-3) وليشتنشتاين (4-صفر) وويلز (2-0) وأذربيجان (2-0)، وخاض 8 مباريات دولية مع المنتخب الألماني، إلا أن إصابته بفيروس معوي في أيلول الماضي أبعدته عن الملاعب، ما فتح المجال أمام منافسه رينيه ادلر لتعزيز حظوظه بأن يصبح الحارس الأساسي في المنتخب الذي حجز بطاقته الى نهائيات كأس العالم المقبلة عام 2010.
وكان انكه قد عاود التمارين الشهر الماضي مع فريقه بعد غياب دام نحو تسعة أسابيع عن الملاعب، وهو ذكر في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي منذ شهرين: «أريد أن أصبح الرقم واحد عام 2010»، ورأى أن قرار اعتماد الحارس الأساسي للمنتخب لن يتأخر هذه المرة كما حصل عام 2006، عندما اختير ليمان بدلاً من أوليفر كان قبل ثلاثة أشهر فقط على بداية العرس العالمي.
(رويترز، أ ف ب)


إلغاء مباراة ألمانيا وتشيلي حداداً