علي صفاسجّل عماد متعب هدفاً في آخر دقيقة أنقذ به منتخب مصر ليفرض مباراة فاصلة أمام الجزائري، غداً في السودان.
وهاجت جماهير مصر وحكّامها ووسائل إعلامها، مقابل حزن جزائري.
فنياً، يستحقّ منتخب مصر الفرصة، ولكن ما صدر من كلام وإعلام ودعاء يستوجب وقفة.
دعا كرويون ومقدّمو برامج وكتبة الرب «إلى عون الفراعنة»، والشعوب العربية إلى مساندة الفراعنة، و«إحنا معانا ربنا»، وكان عمرو أديب ينطنط كالطابة «المنفّسة» في برنامجه، داعياً الجماهير العربية «إلى مؤازرة الفراعنة»، كيف؟ واتصالات من الخارج تعلن تأييد شعوبها للفراعنة، كلّه ضد منتخب الجزائر. طب ليه! «إيه الأزباب بقى؟».
وجاء الفرج في آخر دقيقة. يعني الرب عذّب الفراعنة طيلة 95 دقيقة قبل أن يمنحهم فرصة جديدة. هذا بحسب أفكارهم هم، مش أنا.
المهم، هلّلت جماهير مصر، ومعها العمارات الساقطة على رؤوس فقرائها، وبعثت العبّارات الغارقة في النيل العظيم بتهانٍ «من تحت الماء».
وزغرد النائمون بين المقابر، ألوف مؤلّفة، مع جيرانهم الموتى.
شعب الفراعنة خرج، وسمع «المتهمون خلف القضبان بمساعدة أهل غزة المحاصرة» بإنقاذ منتخب الفراعنة.
جماهير الفراعنة «أعطت دروساً في الوطنية» قالها لاعب فرعوني.
الكرة كشفت المستور وفضحت القضية. قوموا يا عرب شجّعوا الفراعنة ضد منتخب المليون شهيد (دول بيحكوا فرنساوي)، واحنا «الأرض بتتكلم عربي»!
مصر، حكومة وشعباً وإعلاماً تستعيد شرف القضية.
رياضياً، منتخب مصر يستحقّ الفرصة والفوز أيضاً، ولكنّ إعلامه يستحقّ أن يسقط معظمه لتتعادل انتصارات المنتخب مع انتصارات الأمة وقضاياها، ولتكون مصر حقاً «أم الدنيا».
يا كورة، أخشى عليك أن تتحولي إلى «أفيون الشعوب» وقت العمل... و«التحرير».