Strong>أثارت الكرة التي جاء منها هدف التعادل لفرنسا أمام جمهورية إيرلندا عاصفة من الاعتراضات من جانب المنتخب «المظلوم»، الذي رأى حلم التأهّل إلى كأس العالم لكرة القدم 2010 يتبخّر بسبب قرارٍ تحكيمي خاطئشكل خطأ لمسة اليد الذي ارتكبه اللاعب الفرنسي تييري هنري ومرّر على أثره كرة إلى زميله ويليام غالاس الذي سجل هدفاً حمل فرنسا إلى مونديال جنوب أفريقيا، زوبعة من الاعتراضات في جمهورية إيرلندا، حيث ذهب الاتحاد الإيرلندي لكرة القدم إلى حدّ مطالبة الاتحاد الدولي للعبة بإعادة المباراة.
وأعرب الاتحاد الإيرلندي عن أسفه «للقرار الفادح وغير الصحيح لحكم المباراة»، مشيراً إلى أن «هنري لمس الكرة عمداً».
وبرّر الاتحاد الإيرلندي طلبه هذا بسابقة للاتحاد الدولي عام 2005، عندما ألغى نتيجة المباراة بين أوزبكستان والبحرين «بسبب حصول خطأ تحكيمي خلال اللقاء».
وترافق نشر هذا البيان مع تصريح لمدرب إيرلندا الإيطالي جيوفاني تراباتوني أشار فيه إلى «استحالة» إمكان إعادة هذه المباراة.
بدورها، شنّت الصحف الإيرلندية هجوماً على هنري، ووصفته صحيفة «ذا أيريش ميرور» بـ«الغشاش»، فيما عنونت «ذا ايريش ستار»: «تعرضنا للسرقة».
وأنشئت صفحة على موقع «فايسبوك» الشهير تحت عنوان «نحن الإيرلنديون نكره تييري هنري الغشاش»، ووجه الكثير من الأشخاص الشتائم إلى هنري، فيما وصلت الأمور بالبعض إلى الطلب بمقاطعة البضائع الفرنسية.
ورفض مساعد مدرب إيرلندا ليام برادي أن يصف هنري بالغشاش، ووجه اللوم إلى الحكم السويدي مارتن هانسون الذي «أخطأ واحتسب الهدف بسبب الضغط الذي يواجهه من الاتحاد الدولي».
وكان مدرب إيرلندا تراباتوني أول من عبّر عن غضبه تجاه الحركة التي قام بها هنري، والتي حرمت الإيرلنديين التأهّل إلى النهائيات للمرة الرابعة بعد 1990 (ربع النهائي) و1994 و2002 (الدور الثاني).
وقال تراباتوني «لا يمكنني الكلام، أنا غاضب جداً. إنها ليلة مرة، لقد لعبنا مباراة كبيرة».
وتابع المدرب الإيطالي «كل الشعب الأوروبي شاهد أننا استحققنا الفوز، أو على الأقل الاحتكام إلى ركلات الترجيح. في حياتي، إنها المرة الثانية التي أواجه فيها وضعاً مماثلاً. كل ما أطلبه هو اللعب النظيف. لقد حصل خطأ كبير، كان في إمكان الحكم سؤال هنري. الأمور واضحة، واضحة جداً، حالتان (تسلّل ولمسة يد)».
ولم ينفِ هنري لمسه الكرة بيده، قائلاً: «نعم، لمست الكرة بيدي، لكنني لست الحكم. كنت خلف مدافعين إيرلنديين، ارتدّت الكرة واصطدمت بيدي، تابعت اللعب ولم يصفر الحكم. لا يمكنني نكران لمس الكرة. بالطبع كان هناك لمسة يد».
أما في فرنسا، فكان الوضع مغايراً، إذ وصفت صحيفة «ليكيب» الحركة التي قام بها مهاجم منتخب بلادها بأنها «يد الله التي أنقذت فرنسا من الهاوية التي لا قعر لها».
وعنونت «ليكيب» في صفحتها الأولى، وعلى صورة تظهر بوضوح الكرة وهي تلامس يد هنري: «يد الله»، مضيفة «فرنسا ستشارك في نهائيات كأس العالم العام المقبل. من أجل الوصول إلى هناك، تعادلت مع إيرلندا 1-1 بعد التمديد بفضل هدف لوليام غالاس، سبقه قيام تييري هنري بلمس الكرة بطريقة فاضحة والحكم لم يتنبّه».
وانتقدت «ليكيب» لاعبي المنتخب الفرنسي بشدّة، ولم يسلم منهم سوى الحارس هوغو لوريس وغالاس لان، الأول أنقذ بلاده في مناسبات عدة، والثاني منحها هدف التأهّل.
بدورها، طلبت وزيرة الرياضة الفرنسية روزلين باشلو من مدرب فرنسا ريمون دومينيك ولاعبيه أن يستجمعوا قواهم، مضيفة «شاهدنا منتخباً فرنسياً مخنوقاً تماماً نجح في الحصول على التعادل بفضل خطأ تحكيمي رهيب. أريد أن أقول له: ريمون (دومينيك)، عليك أن تستجمع نفسك ولاعبيك أيضاً، لأننا، نحن الفرنسيين، قلقون جداً وغاضبون».