عندما ستصبح الساعة الثامنة مساءً بعد غدٍ الأحد، قلّة هم عشاق الرياضة حول العالم الذين سيكونون بعيدين عن شاشة التلفاز، التي ستنقل إحدى أقوى المعارك في كرة القدم عندما يتقابل الغريمان الأزليان برشلونة وريال مدريد في «إل كلاسيكو» الدوري الإسباني
شربل كريّم
كثيرة هي الكلمات التي يمكن أن تصف فيها أهم «دربي» في العالم عادة، ولتأكيد قوة هذه المباراة الحدث وشراسة المنافسة يعود كثيرون غالباً الى سرد تاريخ مواجهات الفريقين على الميدان وخارجه، وعلى كيفية تحوّل كل مباراة بينهما الى بطولة مصغّرة يخرج الفائز فيها محتفلاً وجماهيره كاحتفال شعبٍ كاملٍ بفوز منتخب بلاده بلقب كأس العالم.
لكن لا ضرورة للعودة الى الأرشيف وإخراج تلك القصص المثيرة من أجل إثبات أن «إل كلاسيكو» سيكون عاصفاً هذه المرّة، إذ إن الحجم الذي وصل اليه كلٌ من برشلونة وريال مدريد هذا الموسم يكفي لاختصار ما سينتظر عشاقهما في موقعة «نو كامب»، وذلك انطلاقاً من وقع الأسماء الموجودة لدى كل طرف، وانسحاباً الى ما قدماه من أسلوبٍ هجومي ـــــ استعراضي مخيف حتى الآن، وأخيراً نتائجهما التي وضعت أحدهما قريباً من الآخر على رأس لائحة ترتيب الدوري الإسباني.

سباق إلى الصدارة

من النقاط التي يمكن أن تضيف إثارة أكبر الى اللقاء الأكبر، هي تراجع برشلونة الى المركز الثاني في الأسبوع الماضي، تاركاً الصدارة لريال مدريد، ما سيعطيه على أرضه دافعاً للضغط بشكلٍ استثنائي من أجل استعادة المركز الذي تبوّأه عن جدارة بعدما قدّم أفضل العروض منذ انطلاق الموسم.
وهذه الصفة لا يمكن إبعادها عن ريال مدريد رغم الفترة المتوترة التي مرّ بها فريق العاصمة الإسبانية، وخصوصاً عندما ظهر فريقاً عادياً في غياب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
لذا سيصعب التكهّن بهوية الفائز في لقاء الأحد، إذ إن فريق العاصمة الذي تصدّر الدوري الآن سجّل فوزاً خجولاً على زيوريخ السويسري (1-0) في دوري أبطال اوروبا رغم عودة رونالدو.
اما برشلونة فانتفض أمام إنتر ميلان بطل ايطاليا (2-0) وساد المباراة طوال دقائقها رغم أنه لعب من دون نجميه الأبرز الأرجنتيني ليونيل ميسي والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش!

«إل كلاسيكو» أقوى ممّا كان

الحقيقة أن «إل كلاسيكو» هذه السنة وصل الى مرحلةٍ قوية لم يكن يوماً قد وصل إليها، وكان بالإمكان لمس هذا الأمر حتى قبل انطلاق الموسم، وتحديداً خلال فترة الانتقالات التي كان فيها «الميرينغيز» الأبرز على الإطلاق، حيث صرف رئيسه فلورنتينو بيريز 250 مليون يورو لاستقدام نجومٍ جدد لسببٍ وحيد هو إسقاط «البرسا» عن عرشه واسترداد حكم «الليغا» وأوروبا.
وإذا استعرضنا الأسماء التي ستكون موجودة على ارض الملعب، يمكننا بكل بساطة الحصول على لائحة افضل اللاعبين في العالم، اذ رغم مرور أبرز النجوم على الفريقين عبر التاريخ، فإن تشكيلتيهما لم تشهد يوماً هذا الكمّ الهائل من أصحاب الأسماء الرنانة والأداء المبهر. لكن الفصل الأول من «إل كلاسيكو» الموسم الحالي لن يكون فقط حول أولئك الذين يرسمون المتعة بأهدافهم والذين يحتلون غالباً العناوين العريضة في اليوم التالي للمباراة، اذ إن مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا ونظيره في ريال مدريد التشيلي مانويل بيلليغريني يعتبران أن مفتاح النجاح في لقاءات مماثلة يكون في التزام جنود الدفاع بواجباتهم.
من هنا، سننتظر كم هي الدقائق التي سيتمكن فيها رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيما من الوقوف على أقدامهم في مواجهة تدخلات كتيبة «البرسا» كارليس بويول وجيرارد بيكيه وشافي وأندريس إينييستا والعاجي يايا توريه والمالي سيدو كيتا. وينطبق الأمر عينه على الفرنسي تييري هنري وميسي وابراهيموفيتش (تحوم الشكوك حول مشاركتهما بسبب الإصابة) في مواجهة قساوة الفرنسي لاسانا ديارا والبرتغالي بيبي وشابي ألونسو وراوول البيول.
ببساطة، يبدو كلٌ من برشلونة وريال مدريد أشبه بالمجرّة التي يدور في فلكها النجوم، واصطدام المجرّات عادةً يولّد نتائج غير مألوفة، لذا توقعوا ما لا يمكن تخيّله في أمسية «إل كلاسيكو».