ثلاث هزائم في ثماني مباريات، وضعت ليفربول مجدداً أمام سيناريو المواسم القريبة الماضية، حيث خرج سريعاً من السباق إلى لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، الذي لم يتذوّق طعم الفوز به منذ 1990
شربل كريّم
صراحةً، لا يمكن التصويب مباشرةً على ما يحصل من تذبذب نتائج مع ليفربول، لأنه في كل مباراة يخسرها الفريق تظهر مشكلة في مكانٍ ما. تارةً في الدفاع، حيث يبدو مثلاً الوافد الجديد اليوناني سوتيريوس كيرغياكوس ضائعاً في الأجواء السريعة للدوري الإنكليزي، وتارةً أخرى في مركز الظهير الأيسر حيث يبدو المدرب الإسباني رافايل بينيتيز محتاراً في خياراته بين الأرجنتيني إيميلياتو إنسوا والبرازيلي فابيو أوريليو والإيطالي أندريا دوسينا الذي قدّم أداءً جيداً في الموسم الماضي، لكنه أصبح فجأة خارج الحسابات الأساسيةأما في خط الوسط، فهناك المشكلة الفعلية، إذ إنه في ظل ابتعاد الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لفترةٍ قصيرة، بدا البرازيلي لوكاس لايفا ضعيفاً رغم الجهد الكبير الذي يقدّمه على أرض الملعب، وهو بالتالي لم يستطع سدّ الفراغ الواضح الذي خلّفه رحيل الإسباني شابي ألونسو إلى ريال مدريد. أضف أن الإيطالي ألبرتو أكويلاني الآتي من روما (الصفقة الأبرز للحمر خلال الصيف)، ليس متاحاً بفعل إصابته.
وحده فرناندو توريس يصول ويجول في الهجوم، لكنه يعيش أحياناً في عزلةٍ، متأثراً بالأداء العام لفريقه وبوجوده وحيداً في خط المقدمة، وخصوصاً أن بينيتيز لم يقتنع بعد بأداء الأوكراني أندري فورونين، رغم ظهور الأخير بمستوى رائع مع هيرتا برلين الألماني الذي لعب له معاراً في الموسم الماضي.
فعلاً، يمكن القول إن بينيتيز قد يكون أول مدربٍ لفريقٍ كبير يُقال من منصبه، وقد بدأ يسمع صفارات الإنذار، وتحديداً من جانب الإدارة وأحد مالكَي النادي جورج جيليت الذي بدأ يلومه على المصائب الحاصلة في «أنفيلد رود»، حيث دأب الجمهور على إنشاد أغنيتين: إحداها «لن تمشي وحيداً» (الأغنية التقليدية للفريق)، والأخرى تُحيّي المدرب الذي جلب المجد الأوروبي بعد طول انتظار عام 2005.
إلا أن الحماسة تجاه الشخص الذي قيل إنه بيل شانكلي العصر الحديث في الكرة الإنكليزية، بدت خافتة أخيراً، والحقيقة أنه إذا واصل ليفربول النسج على المنوال عينه، فإنه سيكون ومدربه محظوظَين إذا أنهيا الموسم بين الأربعة الكبار.
السبب في لوم بينيتيز ينطلق تحديداً من عدم اعتماد سياسة مدروسة في تعاقداته، رغم أن فريقه يملك المال الكافي لضمّ أبرز النجوم، وهو كان صاحب الكلمة الفصل في التخلي عن ألونسو، من دون أن ينجح في تعويضه بغاريث باري الذي حطّ في مانشستر سيتي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ لم يكن خلّاقاً في أفكاره منذ بداية الموسم، فتراه يرمي غالباً ببدلائه بين الدقيقة الـ60 والدقيقة الـ70 في كل مباراة!
من هنا، بدا الإسباني مستسلماً أمام «مرض» فريقه في المباراة التي خسرها ضد فيورنتينا (0ـ2) في دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي تركت قلقاً كبيراً لأن الفريق اعتاد التألق على الصعيد القاري بغض النظر عن تقهقره محلياً.
حبل إنقاذ وحيد كان يتشبّث به بينيتيز، وهو ثقة مالكَي النادي بقدراته، لكن تصريح جيليت أمس وضعه على بعد أمتارٍ قليلة من باب الخروج من «أنفيلد
رود».