علي صفا ذاب ثلج الفرنكوفونية وبان الهرج والمرج اللبنانيان. عشرة أيام عاشها لبنان وضيوفه بين رياضات وثقافات وسياحة، نقلت بلدنا إلى العالم، وكشفت لنا حقائق عنّا. حقّق لبنان المضيف فقط ميداليتين فضيتين رياضياً، واحدة لنا للملاكم وائل شاهين بمهارته وقبضته، وواحدة لإلياس ناصيف في الجودو، وهو مقيم في كندا أصلاً. هذا من بين 259 ميدالية عامّة. يعني نحن متخلّفون، حصلنا على أقل عدد يحرزه بلد مضيف للألعاب في تاريخها، رغم صرف حوالى 250 مليون ليرة لكلّ اتحاد مشارك! تقاعسٌ مخزٍ في الإعداد وفي ولاء بعض المشاركين، يتقدمهم ألعاب القوى، بل ألعاب الضعف. لاعبون بلا مدرّبين وبعضهم يغيب وينسحب، ولا نتائج تذكر!!
منتخب كرة القدم كان مظلوماً كالعادة، بلا إعداد لائق، كما قال مدرّبه، ومع ذلك يشاركون بلا مسؤول ولا رقيب. وجمهور الكرة كان الأقل بين جميع الألعاب، فاللعبة الشعبية صارت بلا شعبية، ورغم ذلك تبخّر أكلافاً عالية، وتحتلّ مساحات إعلامية وافية وتولّد ثرثرات فارغة.
الإعلام المرئي الناقل بذل جهداً ولطّخه بغباوة أيضاً، حيث ركّز على جهات حزبية أثارت حتماً آخرين! وبعض المعلّقين بدا غبياً أمام بعض الألعاب وقوانينها ومشاركيها، دون إعداد ولا فهم ولا تفهيم.
ولوحظت أيضاً، موجة تبادل دروع «ولّادية» من فلان إلى علّان، لا معنى لها ولا طعم سوى رغبة في التصوير والنشر.
وحركة أشخاص وشخصيات فوضوية حول حلبة الملاكمة شوّهت منظرها.
وهجمات على «المعدّات الرياضية» يستعملها اتحاديّون ومنظّمون وراغبون وسارقون ربّما...
...الفرنكوفونية خلصت، خدمت لبنان وخدمها، وعدنا وعادت رياضاتنا وإداراتها إلى واقعها المرير...بكل اللغات.
وهناك أشياء أخرى...لا تقال هنا.