قبل انطلاق الألعاب الفرنكوفونية تلقّت اتحادات الألعاب الفردية المشاركة فيها مساعدات عينية، ومع انتهاء الألعاب، اشتعلت «حرب المعدّات»، حيث المطالبون بها كثر، من يستحقها؟ ومن المسؤول عن توزيعها؟
إبراهيم وزنه
حالما انتهت فعّاليّات الألعاب الفرنكوفونية، التي استضافها لبنان بين 27 أيلول و6 تشرين الأول الجاري، انطلقت حملات المساءلة على خلفية تواضع النتائج التي سجّلتها الفرق اللبنانية المشاركة عموماً، وخصوصاً في المجال الرياضيّ، باستثناء الفضيّتين اللتين أحرزهما لبنان عبر الملاكم وائل شاهين، ولاعب الجودو الياس ناصيف، إضافةً إلى فضيّتين في مسابقات الثقافة، لأسامة بعلبكي في الرسم وكارولين حاتم في الأدب.
وبانت الفوضى واضحة في ميدان المشاركات في ألعاب القوى، حيث برزت غيابات ونتائج مخيّبة عموماً تركت علامات استفهام واستغراب عن تفاصيل الاستعدادات المناسبة لخوض المنافسات الدولية، حيث جرى تبادل رمي المسؤوليات بين الاتحادات المعنية بالألعاب السبع المشاركة وأطراف آخرين...

حرب المعدّات

وقبل أن تهدأ عاصفة الانتقادات، انطلق سباق نحو حيازة «المعدّات» التي تلقّاها لبنان لإجراء المسابقات، وهرع الكل ساعياً إلى الفوز بحصة منها، فماذا نقرأ في التفاصيل؟
قبل شهرين على انطلاق الألعاب الفرنكوفونية، تصاعدت وتيرة الاتصالات والاجتماعات بين السفارة الفرنسية في بيروت، ممثلةً بمديرة العلاقات العامة للشؤون الرياضية نوال كرم، ومسؤولي الاتحادات الرياضية المشاركة في الألعاب، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، ولاحقاً، وعلى مسافة أسبوعين من المسابقات، وصلت المعدّات المطلوبة وفق لائحة الاتحادات المعنية، بهدف تأمين الاستضافة المشرّفة للألعاب، أقلّه من الناحية الشكلية.
وبالفعل جرى توزيعها على الملاعب المعتمدة للتمارين والمباريات، وقد اشتملت على الآتي:
توافقت الاتحادات على ضرورة بقاء المعدات بحوزتها لكونها الأدرى في استثمارها
ــ ألعاب القوى: حواجز، كرات حديدية، أقراص رمي، مطارق، ركائز انطلاق، سلال، حواجز سباقات الموانع، فرشات، زانات، عوارض وقوائم.
ـ الجودو: بُسط، أرضية القاعات، شاشات ستراما تل، رباطات ومعدات تمارين.
ـ الملاكمة: حلبتان مع كامل تجهيزاتهما، واقيات رأس، رباطات، قفّازات وأكياس تدريب.
ـ كرة الطاولة: 12 طاولة لعب، أرضية القاعة، قواطع، مضارب وعدّادات.
وتصل قيمة هذه الأدوات مجتمعةً إلى ما يزيد على نصف مليون دولار، واليوم تتوزّع هذه المعدّات على الجامعة اللبنانية في الحدث (ألعاب قوى) والمدينة الرياضية (ألعاب قوى وملاكمة) وقصر الأونيسكو (جودو وكرة طاولة).

بين مُطالب... ومستحقّ

حالما انجلى «الغبار» الفرنكوفوني، أعلنت الاتحادات المعنية أنها «الأَولى» في أخذ المعدّات، كما أمَلت الأندية نيل حصّتها من «المَولد» الفرنكوفوني، وأخيراً، ناشدت المدارس مطالِبةً بعدم نسيانها عند التوزيع. وأمام حاجة الاتحادات ورغبة المدارس وطمع الأندية، وقعت السفارة الفرنسية في حيرة، جرّت إليها لاحقاً المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة، أملاً بالمساعدة على الوصول إلى حلّ يرضي الجميع، فيما لا تزال المعدّات بانتظار من يجيد استثمارها لا من يعمل على تخزينها ... حتى الصدأ.

آراء...«اتحادية»

«اتفقنا مع السفارة الفرنسية بشخص مسؤولة العلاقات نوال كرم على أن تبقى المعدّات بحوزة الاتحادات، ومن ثم يجري توزيعها على الأندية، بحسب حاجيّاتها، ولمست رغبة كرم في استثمارها ما بين الاتحادات والأندية النشيطة، وللأسف لا يوجد دور للوزارة للقيام بعملية ترشيد التوزيع»، هذا ما قاله رئيس الاتحاد اللبناني لألعاب القوى عبد الله شهاب، في سياق عرض «منطقه» في توزيع المعدّات.
سليم الحاج نقولا (رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطاولة) قال: «بعد انتهاء الألعاب مباشرةً استعادت السفارة المعدّات، والمنطق يفرض أن تبقى بتصرّف الاتحاد، لكونه الأدرى في استثمارها بطريقة صحيحة».
محمود الحطّاب (رئيس اتحاد الملاكمة) أوضح: «من الطبيعي أن يصار إلى تسليمنا المعدّات، فالاتحاد وحده قادر على تحديد وجهة استثمارها، بما يوفّر تطوير اللعبة ونشرها، ونحن على ثقة بصوابية التوزيع فيما لو تباحث الواهبون معنا كاتحاد، أو مع المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة».
ختاماً، نشير إلى أن اللجنة الفرنكوفونية الدولية كانت قد أقرّت مساعدة قدرها مليون يورو لمساعدة لبنان على تنظيم الألعاب على أرضه، وجرى احتساب قيمة المعدّات من أصل المبلغ المذكور. فهل من يبادر إلى توزيعها على مستحقّيها من دون أي تأثيرات جانبية؟.
وحتى حصول ذلك، نأمل من الطامعين والطامحين والراغبين اعتماد «الهدنة»... وكفى بالمعدّات فتنة.


اجتماع الحسم في وزارة الشباب والرياضة