ما الذي يحدث في عالم كرة القدم في الآونة الأخيرة؟ حرب بين المشعوذين تدور رحاها بين إسبانيا والبرتغال... وصولاً إلى البيرو، من أجل كريستيانو رونالدو. هذا بعض ما يرافق حياة النجوم والمشاهير
حسن زين الدين
كرة القدم والشعوذة. تبدو العبارة لافتة، ولها وقعها.
اللعبة الأولى في العالم هدفٌ للمشعوذين، ما المانع؟ فكرة ستروق هؤلاء السحرة. كيف لا؟ فهنا منبع الأموال الطائلة. هنا اللعبة التي كل شيء فيها بات يتحدث بلغة الدولارات. هنا إمكان الولوج من الواقع إلى دنيا الخيال متاح، فأسهم تصديق ادّعاءات هؤلاء مرتفعة لدى معجبي هذا النجم أو ذاك الفريق، إذ إن سحر اللعبة قد ضرب العقول قبل أن يدلي المشعوذون بدلوهم. هنا أيضاً الشهرة وإمكان البروز سريعاً، فالمئات من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة حول العالم متلهّفة لقطف الخبر منذ اللحظات الأولى لولادته ومن ثم تضخيمه.

رونالدو صيد ثمين

هنا، في موسم الانتقالات الأخير، كان البذخ حاضراً بقوة. مئات الملايين من الدولارات صرفها ريال مدريد مثلاً لشراء اللاعبين، وأغلاها كانت صفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو. إذاً لا داعي للبحث والتمحيص، فالنادي الملكي وجوهرته الجديدة يمتلكان كل المقوّمات التي يسيل لها لعاب المشعوذين. إنهما الهدف المثالي لمن يودّ القيام بفنونه التي تتعدى الواقع.
هكذا إذاً، تلقّى نادي ريال مدريد الإسباني قبل فترة قصيرة رسالة من مشعوذ برتغالي، يدعى بيبي، بحسب صحيفة «ال موندو» الإسبانية، يقول فيها إنه قام بسحر رونالدو بطلب من أحد الأشخاص المشهورين، ولم يتوان عن اعتبار إصابة رونالدو لمدة 4 أسابيع نتيجة «لنجاح» وصفته، رغم أن المشعوذ لم يخفِ أنه من مشجّعي النجم البرتغالي!
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، إذ خرجت صحيفة «كورييرو دا مانها» البرتغالية بعدها بأسبوع، معنونة على غلافها أن المنتخب الوطني سيخسر جهود رونالدو بسبب أحد المشعوذين. وقد قابلت الساحر نفسه الذي كشف أنه سيدفع رونالدو إلى الاعتزال بعد أن يشفى من إصابته، وذلك بطلب من إحدى صديقات اللاعب السابقات، الناقمة على الفتى الوسيم بسبب هجرانه لها!

ما علاقة البيرو بالموضوع؟

بيد أن المشعوذين المناصرين لرونالدو أبوا أن يتركوا نجمهم في ساحات الوغى دون نصير. هكذا، فقد أعلن ساحر برتغالي يدعى فيرناندو ناغيرو، الأسبوع الماضي، أنه سيمدّ يد العون إلى مواطنه وسيعمل على إبطال سحر بيبي. لكنّ ناغيرو كان صريحاً ومعادلته (السحرية) واضحة: ما دام رونالدو مصاباً، فإنه لم يشف من سحر بيبي بعد!
لكن يبدو أن هذه الإغاثة لم تكن كافية. كان لا بدّ من تحركٍ ما يكون وقعه أشد وأقوى. مشعوذو البيرو يمتلكون هذه المقدرة. هكذا، فقد هبّ هؤلاء لنجدة نجمهم، ولم يقبلوا إلا التجمّع أمام السفارة البرتغالية (لارتباطات كيميائية ربما!) في العاصمة ليما، حاملين صوراً ضخمة لرونالدو، ومارسوا طقوسهم الغريبة من أجل «شفاء» الفتى الذهبي، كما زعموا!
... لكن أين صاحب القضية من هذه «المشكلة»؟ أين كريستيانو رونالدو، الذي شغل دنيا الشعوذة به، من كل ما يحدث؟ لا جديد. آخر التقارير الصحافية تشير إلى أن أفضل لاعب في العالم وقّع عقداً مع دار الأزياء الشهيرة جورجيو أرماني من أجل الترويج لتصاميمها، إضافة إلى ذلك، فقد حجز بطاقة سفر لمارانللو في إيطاليا من أجل القيام بتجربة سيارة فيراري 458 التي يعشق قيادتها...أما حرب المشعوذين فما زالت مستمرة!


كذب المشعوذون ولو صدقوا

رغم كل الشائعات التي أثيرت في شأن رونالدو ومطاردته من قبل المشعوذين، فإن أفضل لاعب في العالم خرج أمس ليكشف أنه في أفضل حالاته، بعد تماثله للشفاء من الإصابة في كاحله التي ألمّت به أخيراً، مشيراً في حديثه لراديو «كادينا سير» الإسباني إلى أن عليه الانتباه إلى إصابته، لأنه لا يريد أن ينتكس مجدداً، وأنه سيعود إلى الملاعب قريباً.